وحدى أغالب الماء .. فيغلبنى .. كانت يداى تدفع الماء وعيونى تبحث عنك وجسدى كالريشة فى مهب الريح .. رأيتك تجرى .. كأنك الريح .. كأن كل جسدك أصبح قدمين .. عبثا تحاول .. تمد يديك ولا تصل إلى .. فى لمح البصر وجدتك فى جوارى .. يا لهذا الكتف الرقيق .. كيف حملنى!! كيف أخرجنى من حضن الماء وأسلمنى لحضن الصخرة!!
كأنها الجودى ترسو عليها سفينة نوح .. لكن نوح ما زال فى الماء .. ويلى .. الماء يرتفع فتهبط أنت .. هيا .. ضع قدميك فوق هذه .. لا .. لا .. بل هناك .. هيا .. هات يديك .. يا ويلتى يداى لا تطولانك .. يالتعاسة هاتان اليدان لم تطاوعنى لم لا تطول شبرا .. إذن إمسك قدمى .. قدماى أقوى .. هيا امسك قدمى .. بينك وبين النجاة قاب قوسين أو أدنى حاول، حاول
ارفع يديك ..هيا أرجوك ..
- أيمن: لا تخافى .. أنا بخير .
- عاصمة القلب: أشعر أن الماء يلتهمك.
- أيمن: لا تخلفى .. الماء ينحسر .. انظرى.
- عاصمة القلب: كنت تطول عن الماء شبرا أكاد أبتسم وتختفى ابتساماتى بسرعة فأنت تسقط ثانية .. لا بد من وسيلة... هكذا تقنع نفسك أنك فى أمان .. لا أستطيع مقاومة الإحساس بالمرارة ..
لا أتخيل أن الحلم يغرق .. أن الفكرة الطيبة تموت ..
لا أستطيع أن أتخيل للحظة أن الحب يموت .. ثلاث دقائق وأعود .. سأصعد لأخبرهم!!
- لا تفعلى فأنت لا تعرفين طبائع الأفغان لن يأتوا معك .. لن يفعلوا أكثر من أن ينظرون نحوى من بعيد .. كونى معى هذه الدقائق .. لا أريد أن يبعد وجهك عنى أيتها الجميلة ولو لثانية واحدة...
الآن يأتينى صوتك مبللا بالماء .. يهدر دم قبيلة الخوف داخلى يستوطن عروقى .. مسكونا بلهفة الفجر .. مرسوما ومتسما بضحكات الطفولة .. تنصهر روحى فى بوتقة الأمل فى إنقاذك.
- أيمن: لماذا أنت جميلة إلى هذا الحد؟..
بين الحلم والحزن وبين دوار الحب ودوار الموت تسقط من العين دمعة ومن القلب دمعة .. ما زلت أمد يدى .. لماذا تطول المسافة بينى وبينك؟.. رغم أنها فى الحقيقة قصيرة جدا .. يكفى أن أغمض عينى فأراك بين الجفن وبين العين. لكن دعك من الحديث عن حبنا الآن .. وإن كان ولا بد فكيف ترضى أن يموت .. ثبت قدميك فى الصخر واضرب بيديك الماء ينفلق إثنين .. لست موسى أعرف ولكن رب موسى اختارك لكى تحلم لغيرك وإلى الآن لم تحقق قدر أنملة من الحلم .. ماذا تنتظر .. هل ستتراجع عن أحلامك وأحلامهم .. هل تتخلى عنى كما تخليت من قبل ثبتت الرؤيا .. لن يصلح معك الآن إلا أبو أسامة المصري سوف أفعل كما كان يريد أن يفعل ..
سأخبرك .. لقد قال أنك لا تأتى إلا بالضرب .. والله لو أطولك لفعلتها ولو كنت فى يدى الآن كنت ( ......... )
- أيمن: صدقتي يا عاصمة القلب لن ينفع معي الٱن إلا "أبو أسامة" لازم .. لازم .. تذهبي إليه .. أنا كتبت لكي مكان تواجده في وصيتي اعطيه كل ما لديك من مشروع إنقاذ الأمة وبعد ذلك كملي كتابة ما تبقي فأنتي أصبحتي علي دراية كاملة بما تبقي من مشروع روح البطولة .. المسألة أصبحت في رقبتك يا عاصمة القلب .. الشيخ أبو أسامة سيعرفك من الورق ومن خطك.
- ألم تقل أن الحلم في رقبتي ورقبتك ( أنا وأنت )!!
- لم يعد في رقبتي كيف ورقبتي أصبحت في فم السيل الغبي الأحمق.
- اسمع يا أيمن ما دمت لا تريد الصعود سأنزل أنا .. سأرمى بنفسى فى الماء .. لا بد أن أموت معك ما دمت تختار ألا نعيش معا.
- صدي البطل: أرجوكى يا عاصمة القلب كونى بلا قسوة ابقى كما علمتك قلبا ينبض رحمة إننى على أطراف أصابعى .. صدقينى ما عادت قدماى تقوى .. إننى حاولت ولكن....
فالحب أن يضم المرء شخصا ولو ليساعده على الموت!! الموت لا .. أرجوك لا .. لماذا يجب علينا أن نتعذب إلى هذه الدرجة .. سأخلع ردائى .. سأجعل منه حبلا لأنتشلك به ..
هيا أرجوك .. الوقت يدق على أوتار قلبى والماء يضرب على نبضات قلبك!!
لماذا لحظات الفرح فى حياتى محدودة .. لماذا يذبل أملى فى لقاء الربيع .. هل الدنيا تسير بنا إلى .. زهرة الصبار .. إلى نجمة الغيم .. إلى وحدتى مرة أخرى .. افعل شيئا أرجوك ساعدنى .. لماذا أحصد الهزيمة دائما فى معاركى مع الحياة .. كيف تتركنى وحيدة أعزف سيمفونية وداعك .. وتجهش أقدارى بدمع فقدانك.
- أرجوكى يا عاصمة القلب لا تبكى .. ماء السيل لا يعنينى .. لكن دموعك وحدها تغرقنى .. بحر بعينيك من فوقى وبحر من الماء تحتى .. سأخلع ردائى كما أخبرتك .. دعك من خجلك الآن .. أنت طفلى .. أنت الستر الوحيد الذى يعنينى من هذه الدنيا.
- لا تمهلى سأحاول ..
- هيا أنت الأقوى .. ألا تذكر الحاجز في معسكر وارسك وكيف تغلبت عليه .. ألا تذكر الصحابى المجاهد "سعد بن معاذ" رضى الله عنه حين أصيب فى "غزوة الخندق" فى كاحله .. فرفع يديه للسماء يدعو الله: اللهم إنك تعلم أنه ليس أحد أحب إلى من أن أجاهد فيك قوم كذبوا رسولك .. وأخرجوه .. اللهم فإن بقى من حرب قريش شئ فأبقنى له حتى أجاهدهم فيك، واستجاب الله له وتحجر جرحه ..
نفس الشئ الذي حدث معك في معسكر البطولة بالرغم من نصح الأطباء.
- لابد أن تخرج من الماء .. ووجدتنى لا أنتظر ردك فخلعت ردائى .. الماء الجارف يجذب أقدامك والرداء يجذبك لأعلى .. وأنا ممسكة بكلتا يدى على الضفيرة وأحتضن الصخرة بصدرى، كلما تصعد درجة أروح مرة وأجئ مرة معك
- ويحك لماذا تترك الضفيرة وتهبط ثانية؟!!
- أنت تتألمين يا عاصمة القلب.
ممن؟!!
- مني
- منك أنت!!.. إننى أحملك .. أحمل حلمى .. هيا يا أيمن لا تضيع الوقت .. بالفعل تسلقت الصخور .. تصعد إلى .. إلى .. أشعر الآن أنك قميص يوسف سأضعك فى عينى لأرى الجبل الذى أعطيته قلبى لا يهزمه شىء .. العاشق الراسخ فى الطوفان .. يظل محتفظا برأسه فوق الماء .. ها أنت جوارى .. لك هذه الشعرات التى قطفت فى يدك فى رحلة الصعود هدية وذكرى .. كن واثقا أن الحلم لا يموت .. أن النهار الأبيض برغم مزاحمة الليل الأسود يعود .. أن ما بيننا أنشودة فى دمنا .. أرق من قيثارة فينوس ونغما رائعا فى مزامير داود...
وأكملنا المسير ولم ينقطع الحديث عن الحلم .. عن روح البطولة .. عن كيفية تحقيقها كسنة كونية إلهية في خير أمة.
لأول مرة وأنت في فم السيل أشعر بمسئوليتي تجاه هذا المعني وهو يجتاحني (صدي البطل) وأدركت أنها ليست مجرد كلمة اختصصت بها نفسك في مشروع (عصر المحاربين الشرفاء) ورجاله الأبطال من باب التواضع .. فإذ بالحجب الٱن تنكشف لى فأحس النظرية .. بأعتذر فحبي لك كان هو العائق لتقبلي فكرة أن تكون صانع النجوم خادم الأبطال وحارسهم وحارس البطولة ولا تعد نفسك واحدا منهم وتصر علي ذلك أنت والبطل الحقيقي أبو بصير ذلك المجاهد أخو الشهيد أبو دجانة الذي اختار نفسه ليعاونك في المشروع قبل أن يختاروه مدربا ومعلما لك في بعض الأمور.
أه يا عاصمة القلب لو أنكي تدرين ماذا حدث لمصر ونهر النيل والدين .. وماذا يحدث للمسلمين ولى بعض انقضاء تلك الأعوام؟!!.. لأدركتي على الفور أن السيل الأحمق في ذلك اليوم أكان هون بكثير من سيل أجيال أراذل الشعوب الثلاثة الهمجية الخبيثة الحاقدة وهى تحاصر أمة الرسول بكتائب العمالة والخيانة وقبائلهم البدائية الثلاثة "قبيلة الإسلاميين وقبيلة العلمانيين وقبيلة العسكريين" .. عبيد الأيدى السوداء اليهود والأمريكان وصبية ومرتزقة حركة العصر الجديد عصر الماسون والإلحاد والدجال اللعين .. لكن الله أكبر قادمة ..
أشعر أنها قد أوشكت والشمس الذهبية فكت جدائلها بعد أن توضأت لتصيغ إشراقة الفجر المفجر للأمل
فالله أكبر قادمة...
شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة