الشاعر مصطفى محمد امارة يصور : وِلادَةُ قَصِيدَة
تَوَارَدَتِ الْأَفْكَارُ هَادِفَةً مَعَانِيَهَا
وَكُتِبَتِ الَابِيَاتَ بِجَمِيلِ قَوَافِيهَا
مُتَطَابِقَةُ الأصْلِ وَالفَصْلِ وَيَكَأَنَّهَا
هَذِي كَتِلْكَ صَوْتًا وَصُورَةً بِمَا فِيهَا
كَتَبَهَا الشَّاعِرُ مُلْهَمًا وَهَمَّ يُدْلِي بِهَا
وَمِنْ فَيْضِ مِدَادِهِ قَرَاطِيسُهُ يَرْويِها
فَأَيْنَعَتْ حُقُولُ الْأَدَبِ وَتَزَيَّنَتْ بِسَنَابِلِهَا
وَانَ قَدْ جَاءَ حَصَادُهَا شَابَتْ نَوَاصِيهَا
فَتَمَخَّضَتِ آلحُرُوفُ وَوَلَدَتْ قَصِيدَةً
مَنْ رَحِمِ لُغَةَ الْأُمِّ فَلَا مَنْ يُضَاهِيهَا
تَوَازَنَتْ الصُّدُورُ وَالْعَجُوزُ بِبُحُورِهَا
بَأَبِيَاتِهَا الْبَيَانُ وَالتَّبْيِينُ لَا يُنَافِيهَا
وَإذَا اسْتَوَى الْقَصِيدُ فِيهَا مُتَشَابِهًا
تَنَاسَقَتْ التَّعَابِيرُ بِبَلِيغِ لُغَةِ تُهَادِيهَا
ضَادٌّ وَإِنْ نَطَقَهُ اللِّسَانُ لُغَةً لَجَحَ بِهِ
شِعْرًا وَنَثْرًا تَسَرْبَلَ مِنْ عَالِي رَوَاسِيهَا
وَحُرُوفٌ كَضَفَائِرٍ تَسَلْسَلَتْ مَنْسُوجَةً
كَجَدَاوِلِ الْغُدْرَانِ صَفَاءًا بِعَذْبِ مِيهَا
أَوْ كَقُطُوفِ أَعْنَابٍ عَلَى الْمُتُونِ تَدَلَّتْ
وَتَأَرْجَحَتْ مُتَرَنِّحَةٌ مِنْ قِمَمِ عَالِيهَا
وُلِدَتْ قًصِيدَتِيْ طِفْلَةٌ تَتَأَجَّجُ بِدَلَالِهَا
لِأَبٍ حَنُونٍ يَرْعَاهَا وَلِأُمٍ رَّؤُومٌ تُرَاعِيهَا
فَوَالِدُ الْقَصِيدَةِ انَا وَأُمُّهَا عَرَبِيَّتِي
فَلَوْلَا عِشْقِي لِأُمِّهَا مَا كُنْتُ أُوَافِيهَا
زَرَعَتْهَا فِكْرَةٌ وَسَقْيَتُهَا شُعُورَ جَوَارِحِي
فَنَبَتَتْ وَأيْنَعَتْ وَاثْمَرَتْ قَصِيدَ سَاقِيهَا
مَرْوِيَّةُ شُعُورِي تَرْجَمَهَا لِسَانِي حُرُوفِهَا
فَأَمْسَكْتْ أنَامِلِي قَلَمِي وَدَوَّنَتْ حِسَّ رَاوِيهَا
عِظَامُ قَصِيدَتِي الْحُرُوفُ وَالْكَلِمُ لُحُومِهَا
وَدِمَائُهَا النَّحْوُ وَأَعْصَابُهَا الْبَلَاغَةُ تُرْقِيهَا
وُلِدَتْ قَصِيدَتِي فَنَمَتْ وَتَرَعْرَعَتْ يَافِعَةً
فَقَالَتْ أَمِنْ مَجَارٍ قَالُوا لَا مَنْ يُجَارِيهَا
هل أعجبك الموضوع ؟
طباعة ونشر وتوزيع ، ظهور إعلامي ، ورش أدبية
اشترك بالعدد الجديد من مجلة القلم الورقية
للتواصل والاستعلام / 0020102376153 واتساب
شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة