عاد الخريف وعادت ذكرياتي الأليمة معه،
تتساقط دموعي كقطرات المطر المنهمر على نافذة أيامي،،
أتذكر من عشر سنوات كنت في الفرقة الثانية في كلية الحقوق تعرفت على زميلي سعيد بالصدفة ،فكانت الصداقة ثم ربط بين قلبينا الحب،
عهدنا عهد الوفاء طول العمر،،،
مرت سنوات الدراسة والحمد الله تم إجتياز إمتحان الليسانس بتفوق وقرب تحقيق حلم الإرتباط،
قرر سعيد البحث عن عمل بعد التخرج ،إلتحق بعمل في إحدي الشركات ،هنا قرب الحلم ،تقدم لوالدي لطلب يدي ووافق والدي على الزواج، كانت فرحتنا عارمة، بالإرتباط، إلتحقت بعمل بشركة أخري،وبدأت الحياة تبتسم لنا،، بدأنا في البحث عن شقة الزوجية وتأسيسها،،
وتم الزواج بعد سنتين، كم كانت حياتنا في سعادة وهناء،،رزقنا الله بإبنتي هبه بعد ثلاث سنوات من زواجي كانت فرحتنا لا تقدر بها
مرت حياتنا في هدوء تام وسعادة، كانت ربيع دائم،،كبرت هبه بين قلبين متحابين ، كانت حياتنا غاية في الجمال،،،
ولكن دوام الحال من المحال ،
إنها المفاجأة الصادمة،،،
في يوم أفقت من نومي على صراخ يصدر من سعيد،كانت صدمة أن أراه يتألم هكذا،،،
كان صراخه يشطر قلبي نصفين سالت دموعي كأنها سيل من الجمرات تحرق خدودي ،،
أخذت قراري بسرعة وتركت أبنتي عند الجيران وذهبت للمستشفى مع سعيد للكشف عليه،،
وأنافي غاية الإنهيار والبكاء،من الصعب جدا أن ترى من تحب يتألم ولا تستطيع أن تفعل شئ له،،
بعد التحاليل والكشف على سعيد،إتضح إصابته بسرطان القولون ولابد من عملية سريعة لإنقاذه،،،علمت من الطبيب إنها عمليةخطيرة جدا،ومن الممكن أن تنجح أو تبوء بالفشل،
كنت بين قوسين من النار،، إما الموافقة على العملية أو ترك حبيب قلبي يتألم،
وبالفعل قررت الموافقة على العملية تحت إلحاح من سعيد،، فقد كان ألمه غير محتمل،،،،ودخل العمليات وتعلق قلبي معه داخل غرفة العمليات
ومرت الساعات وكأنها دهر ،وبعد أربع ساعات خرج الطبيب يطمئنني على حالة سعيد ويقول لي،،دعوات الساعات القادمة صعبة،،،
إنهرت من البكاء وتوسلت لله أن تمر الساعات القادمة على خير،،،
ولكن في اليوم الثالث من العملية فارق سعيد الحياة وكانت صدمة مروعة أن يتركني حبيب فؤادي الى الأبد،
فارقني في الخريف وتركني كشجرة جدباء بأوراق جافة تتساقط في الهواء من قسوة الأيام ومن حزني على شريك حياتي،وحبيب فؤادي،
مرت الايام وخيم الحزن على أسرتي الصغيرة،
ذاقت هبة أبنتي اليتم،،،
وذقت أنا مرارة الموت،،
مرت السنون العشر وكل خريف يأتي تعود ذكرياتي الأليمة وتتساقط أيامي كأوراق الشجر الجافة ،أتذكر حياتي الجميلة مع سعيد زوجي
وكيف اصبحت حياة حزينة كئيبة،
مرت السنوات وأنا أحاول أن اكون أم وأب لإبنتي،وأحاول أن أعوضها عن فقد أبيها،،
أما انا فكنت مهلهلة من الداخل،وحيدة أبكي ليلي على فراق حبيب العمر،
وأتذكر كم تعاهدنا على عدم الفراق،ولكن كان الموت أقوى منا،،
الأن أصبحت إبنتي في عمر الزهورتملأ الحياة جمالا،ولكن ليس كجمال حياتي مع سعيد زوجي،،،
تمر الأيام وتأخد معها سنوات العمر
ويأتي كل عام الخريف ليعيد لي
تلك الذكرى الحزينة لفراق حبيب فؤادي،،،،
شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة