دار نشر القلم للطباعة والنشر والتوزيع دار نشر القلم للطباعة والنشر والتوزيع

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة

غيور بطبعه بقلم / شعبان السيد

حدثني صديق عن صديق له فقال

كان طويل القامة ممشوق القوام بهي الطلعة مبتسم المحيا كان حسن الخلق يتعامل مع الجميع معاملة حسنة أو كما يقولون باللغة الدارجة عند المتثقفين  (جينتل مان)
 قال لي صديقي كنت متوجها لإحدى  المصالح الحكومية
مبكرا وإذا بي لا أمك إلا أن أنظر إلى هذا الجسد النافر والجسم المتناثر الذي تراه وقد ثار على تلك القطع الممزقة من القماش التي أنتشرت على بعض أجزائه والتصقت عليه فجعلت ما أخفته أكثر إثارة من  ذلك الذي إنحسرت عنه
أمرأة قد تناثر من جسدها من جه الأمام الكثير ولكن ما كان متناثر من الخلف فهو أكثر أو قل بإختصار أنها لم تعد بحاجة لشيطان أن يستشرفها أو يستدبرها فلقد أوقفت الشياطين يمنة ويسرة وأشارت إليهم أن تعلموا يا معشر البلهاء
وفي تلك اللحظة وإذا  بصديقي هذا الوسيم الأنيق يناديني  أن يا فلان صباح الخير ما الذي أتى بك إلى هنا وأستدرك قائلا صحيح فلانه زوجتي 
فقلت وأنا مطئطء الرأس صباح الخير يا مدام 
فرد التحية واستأذنت مسرعة وَيَا ليت من هن مثلها لايسرعن  الخطى ففي إسراعهن يظهر ما كان مختبئ ولكنها أسرعت لكي تدرك موعد عملها فلقد  كانت تعمل  في تلك المصلحة
دارت رأسي ودارت الأيام
وفي أحد تلك الأيام تجرأت وسألت صديقى كيف تسمح لزوجتك أن ترتدي هكذا ثياب
تلك التي تكشف أكثر مما تخفي وتفضح أكثر مما تستر
فتبسم كعادته وقال
بداية يجب أن تعلم جيدا اني غيور جدا
ولكني ومع بداية الأمر وجدتني كلما رأيتها خارج المنزل يغلى الدم في عروقي فلقد كانت تثيرني وكنت أسأل نفسي  فما بال هئولاء الذين ينظرون إليها
في ذهابها ومجيئها وفي عملها
ولكني أحتلت على ذلك الشعور المزعج بحيلة رائعة 
فعلا أراحتني كثيرا
قال لي صديقى الجينتل مان تلك الكلمات وانا متلهف جدا لمعرفة حيلته 
وقلت له اخبرني ما هي تلك الحيلة
قال لى غض البصر فقلت له وكيف تستطيع أن تجعل الأخرين يغضون أبصارهم
قال لي لا أنا أقصد غض بصري أنا.
قلت له هل تقصد أنك تغض بصرك عن النظر لنساء الأخرين وبالتالي لا ينظر الناس لزوجتك.
فتبسم إبتسامته المعتادة وقال لي لم أقصد ذلك ولكني أصبحت أغض بصري عن زوجتي وهي خارج المنزل وعن طريقة لبسها وعن وجسدها لأني بالفعل أنها مستفزة جسمها مستفز .
وبالتالي يا صديقي وجدتني أقي نفسي من الإثارة  وأنزع عن نفسي ذلك الفكر المزعج  والمتعلق بنظر الآخرين لها .
لأَنِّي بصراحة غيور جدا ولا استطيع أن أتحمل تلك الأفكار السيئة بالمرة .
قال لي صديقي وهو يكاد يجن جنونه ان هناك بشر كهئولاء قال لي عندما سمعت تلك الكلمات  أدرت وجهي وقمت مستأذناً فما عدت أستطيع أن أنظر لوجهه وما عدت أتحمل أن أسمع صوته
ووجدتني وفي أثناء سيري أنشد قائلا
ومن الناس من تظنه أسد جسور
وحين تخبره تعرف طبع الكلاب.
ولكن كلاب الارض إليكي إعتذاري
فمن مثل هذا تبغضه الكلاب.
ولكن ما أزعجني وشد انتباهي 
و كدت بالجنون على وشك المصاب.
كثرة من هم على وجه الارض مثله
يمرحون ويلعبون  وكأنهم أمنوا العقاب.
ايا ليت شعري اين الحياء
فلم يبقى للناس بعده من نٍصاب.
فبعد فوات الدين لم يبقى إلا
خُلق الحياء فإن ضاع فما من عتاب.


عن الكاتب

قادح زناد الحروف

التعليقات

طباعة ونشر وتوزيع ، ظهور إعلامي ، ورش أدبية
اشترك بالعدد الجديد من مجلة القلم الورقية للتواصل والاستعلام / 0020102376153 واتساب

اتصل بنا 00201023576153 واتساب

شاركونا الإبداع

جميع الحقوق محفوظة

دار نشر القلم للطباعة والنشر والتوزيع