دار نشر القلم للطباعة والنشر والتوزيع دار نشر القلم للطباعة والنشر والتوزيع

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة

رحيل الطيور بقلم / خديجة السعران



عادت ريم من المدرسة تتراقص كفراشات الربيع فوق أزهار بديعة الألوان ،طرقت الباب بأنامل موسيقية تعزف لحن النجاح ، فتحت الأم الباب فارتمت ريم في أحضانها وقالت بصوت يشدو فرحاً: حصلت على المركز الأول في المدرسة احتضنتها الأم كما تحتضن السماء القمر والنجوم ، أحسنت يا طفلتي الذكية .

عاد الأب من العمل مساءً فأسرعت ريم وعلامات الفرح تكلل وجهها ، أبي لقد خسرت الرهان ابنتك هي الأولى ،ابتسم والدها حازم كأن ليل انطوى وأشرق الصباح ، كنت أعلم أن ابنتي هي الأفضل تعالي نأكل طعامنا ونفكر بهدية تناسب الفتاة العبقرية ، انتهت العائلة من العشاء وجلسوا يتبادلون أطراف الحديث حول الهدية التي تستحقها ريم 
 سأل حازم ابنته الوحيدة : ما تشتهي ابنتي لأهديها 
فكرت ريم قليلاً وقالت : لن ترفض ما أطلبه
حازم : بالتأكيد لا 
ريم : أبي ألم أكبر بعد نجاحي
ضحك الاب وقال : بلى
ريم : حسناً أريد إجراء العملية لعيني لا أرغب الانتظار حتى سن العاشرة
تلبك حازم وزوجته وكأن صفعة أصابتهما
حازم : حبيبتي الصغيرة الإسراع في العملية قد يؤدي لفشلها الانتظار خير الحلول
بطلت ريم حاجبيها وقالت : سئمت من النظارة وسخريات أصدقائي من ضعف نظري
احتضن الأم ابنتها وقالت : وهل نسيت أجر الصابر عند ربه 
قاطع الاب الحديث : غداً سنذهب إلى مركز المدينة وسنشتري الألعاب والثياب التي تحبها مدللتي 
ابتسمت ريم وأبدت موافقتها 
كان صباح مشرقاً والجو بديع ،تناولت الأسرة السعيدة طعام الإفطار وأسرعوا للذهاب قبل الظهيرة وارتفاع الحرارة 
اسرتي يا أم ريم وصلت السيارة ، أجابته : ليتك اختصرت الهدية بثوب من جارنا أحمد الطريق غير آمن ، كفاكي كلام كل منا له يوم ولن نموت بغير موعدنا ،صعدت الأسرة سيارة الأجرة التي يقودها جارهم الطيب ، انطلقوا وكانت السعادة تغمر قلوبهم ، كانت المدينة مزدحمة والشوارع تكتض بالزوار والمشترين ، اشترت ريم فستاناً رائعاً وحذاءً بنفس اللون واشترت دمية جميلة ترتدي فستاناً أحمر اللون كلون فستانها .
حازم : كنت أتمنى أن نبقى لوقت أطول ولكن الجو شديد الحرارة
ريم : لا يا أبي دعنا نعود إلى البيت لأعرف دميتي على بيتها الجديد
الأب : حسناً ، وفي طريقنا سنأخذ بعض الفطائر التي تحبها حبيبتي ريم ثمّ حملها و اتجه إلى السيارة 
بالكاد استطاعوا اجتياز الزحام 
كانت ريم لاتزال في حضن والدها
قبلها وقال : انت أغلى ما أملك وسأعطيك عيوني إن لم يشفيك الطبيب 
اجابت ريم : لا يا والدي من سيحملني ويركض بي عند نجاحي في المدرسة
ضحك الأب والأم : حماك الله وجعلك من المتفوقين
وفي الطريق كان بائع المثلجات يركن على الرصيف فصاحت ريم : أريد المثلجات 
أجابت الأم : ستمرضي إن أكلتها
ريم : لن أشتري سوى القليل  
قَبَّل حازم ابنته وأعطاها النقود وقال أمك تخاف عليك أكثر من اللازم ، استأذن السائق ونزلت ريم لتشتري : أمي وأبي أعلم أني مشاغبة قليلاً ولكني أحبكما رمى كل منها قبلة في الهواء للطفلة الجميلة وأعتلت أصوات الضحك ، وفجأة صوت إطلاق نار وقذائف صاروخية تغزو المدينة وقعت ريم على الأرض والدماء تنزف في كل مكان ،أصيب حازم وزوجته بجراح طفيفة وهرعوا إلى طفلتهم كانت تحتضر وتقول : دميتي أصيبت وقد تحتاج إلى عملية جراحية في عينها ، هل العيون سليمة في الجنة يا أبي لفظت أنفاسها الأخيرة بابتسامة مشرقة كاللؤلؤ .
          🌹 🌹

عن الكاتب

قادح زناد الحروف

التعليقات

طباعة ونشر وتوزيع ، ظهور إعلامي ، ورش أدبية
اشترك بالعدد الجديد من مجلة القلم الورقية للتواصل والاستعلام / 0020102376153 واتساب

اتصل بنا 00201023576153 واتساب

شاركونا الإبداع

جميع الحقوق محفوظة

دار نشر القلم للطباعة والنشر والتوزيع