قادح زناد الحروف للنشر والتوزيع قادح زناد الحروف للنشر والتوزيع

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة

( ليلى والذئب ) & الجزء الأول & بقلم ابتسام حمود


وقفت ليلى أمام باحة قصر صغير، ليلى إبنة العشرين عاماً، جميلة بشعرها الكستنائي المتموج وعينيها العسليتين وبجسم طويل متناسق كعارضات الأزياء، وقفت تنظر إلى القصر وما حوله شاهدت أحواضا من الشتول والزهور المختلفة وصفوف من أشجار الفاكهة كل شجرة لصنف، مع مساحة قريبة لشرفة القصر مكسوة بالعشب الأخضر عليها مقاعد ملونة وتتوسطها طاولة هي حتما لجلسات المساء.

دخلت القصر رأت صالة  تحتل نصف مساحة القصر بفرش فاخر وتحف جميلة تزيد من فخامة الفرش

ورُكن فيه بضع مقاعد مع تلفاز ومنضدة عليها كتب ومجلات وشموع، على شمالها مطبخ كبير رمت عليه نظرة خاطفة فهي لا تهتم بالمطبخ وبما يحويه، أما على اليمين فهناك غرفة  فيها سرير بسيط بفراش فقط ومكتبة التصقت بالجدران برفوف وصلت الأرضية بالسقف مكتظة بالكتب ومكتب صغير عليه أوراق وعلبة سجائر وقنديل يحوي القليل من مادة الكاز في قعره، استغربت من وجوده ولكنها سرعان ما خرجت لتستطلع غرف الطابق العلوي.

صعدت السلم ورأت ممراً وغرفٍ أربعة مصفوفة بجانب بعض كغرف المدارس،

دخلت الغرفة الأولى أثاثها من الحرير زهري اللون ومفارش أنثوية فأيقنت إنها غرفة فتاة، الغرفة الثانية يبدو مما فيها أن الشاب الذي كان يقطنها مهووس بالصيد، فعدة الصيد مرمية هنا وهناك ورؤوس حيوانات معلقة على الجدران حتى مفرش السرير كان مصنوعا من جلد النمر، أغلقت ليلى الغرفة وانتقلت إلى الغرفة الثالثة، كانت هذه الغرفة وعلى الأرجح لجدةٍ تعيش هنا، غرفة هادئة ودافئة وكل ما فيها من مفرش صوفي مصنوع يدويا إلى أدوات الحياكة وحتى ذلك الشال المعلق بجانب الباب كل هذا يعطي شعور بالدفئ والامان، خرجت مبتسمة فهي قد اختارت الغرفة التي ستصبح غرفتها، وصلت للغرفة الأخيرة كانت الأكبر بين الغرف بسرير كبير عليه مفرش من القطيفة البنفسجي وستائر من نفس اللون وطاولة عليها أدوات تجميل وعطور فاخرة أضفت على المكان سحراً خاصاً،

إنتهت جولتها وعادت نزولاً إلى الطابق السفلي، جلست بركن السهرة تأملت ما حولها ثم استلقت وهي متعبة وراحت تستذكر الأيام الماضية والأحداث التي مرت عليها بشهر واحد غيّر حياتها كلياً،

فمنذ شهر واحد توفي والديها بحادث سير مروع وهما قادمان من رحلتهما الصيفية، وبعد انتهاء مراسم الدفن والعزاء فُتحت الوصية لتؤول كل ممتلكات الوالدين لها لأنها الوريثة الوحيدة لهما ومن ضمن الميراث كان هذا القصر الذي اشتراه والدها من صديقه الذي هاجر إلى أستراليا بلا عودة.

وبينما كانت الفتاة غارقة في الذكريات الموجعة ومن شدة التعب الذي ألمّ بها،

غلبها النعاس ونامت ملئ عينيها..

إلى اللقاء في الجزء القادم..


عن الكاتب

قادح زناد الحروف

التعليقات

طباعة ونشر وتوزيع ، ظهور إعلامي ، ورش أدبية
اشترك بالعدد الجديد من مجلة قادح زناد الحروف الورقية للتواصل والاستعلام / 0020102376153 واتساب
نحضر الآن للموسم السابع من برنامج قادح زناد الحروف للتواصل والاستعلام / 00201023576153 واتساب

اتصل بنا 00201023576153 واتساب

شاركونا الإبداع

جميع الحقوق محفوظة

قادح زناد الحروف للنشر والتوزيع