* ليس البطلُ دائماً مَن يَنزِل إلى ساحةِ
المعركة… ولكنّ البطلَ من يتحدّى بِوطنيَّتهِ
ويخلصُ لها في عمله وساحات مدينته…
يُجابه المستعمرَ الدّخيلَ دون خوفٍ أو وجل…
وهذه حادثةٌ جرَتْ مع المرحومِ والدي أيامَ
الإنتدابِ الفَرَنسي...
* حيث انّ الحرب العالمية الثانية…
أفقرت كل
الدول المشتركة فيها وأفلستها…
وكانت فرنسا من بينها… تجور على
السكان
في طرابلس لبنان بشكل كبير…
تستفِزّهُم وتهينَهُم للحصول على
المالِ
بالافتراءِ والقوة...
* ذاتَ يومٍ دخلَ إلى محلِّ المرحومِ
والدي
أربعةُ من الجنودِ الفَرنسيينَ...
نظروا مليّاً
داخل محلّه ثم طلبوا منه مبلغاً من
المال…
عندما سألهم والدي متعجّباً
لماذا؟!!!!
أجابوه أنّه عندكَ مُخالفةً قانونيّه…
فأجابهم وعلى الفورِ… إعطوني
برهاناً على ذلك؟!!!…
وسأدفعُ لكُم الغرامَة المطلوبه...
عندها إقتربَ منه أحدُ الشرطةِ
الأربعةِ ومدّ يده ليَصفَعهُ على
وجهه جزاءَ جوابِه…
فما كان من المرحوم والدي إلاّ أن
رفعَ يَدَه
نحو الشّرطيّ وبِلمْحِ البَصرِ أمْسكَ بِشريطةِ
رِتبَتهِ العَسكريِّةِ… وانتَزَعها مِن
على كَتِفهِ
دافعاً بهِ بِقوّةٍ كبيرةٍ إلي الخَلفِ…
فَسقَطَ الشّرطيُّ أرضاً…
* حاوَلَ رِفاقُهُ الشّرطةُ الثَّلاثة
الهجومَ على المرحوم
والدي… وكانَ وبِسُرعَةِ بَديهيَّتهِ
التي عُرِفَ
بها أن أكمَلَ على الجنود الثلاثةِ
الآخرين وطَرحَهُم
أرضاً…
لَمْلمَ رِجالُ الشّرطَةِ أنفُسَهُم… وخَرجوا مِن
دُكانِ والدي…
* وبعدَ حوالي ثلاث ساعاتٍ… حضرَ شرطيٌّ…
وبأمرٍ مِنَ الكومِسيورْ ( رئيس
المخفر ) طلب
حضورَ والدي إلى مركزِ الشرطةِ
فوراً…
لبّى المرحومُ والدي الطَّلبَ وذهب
مع البوليس إلى المخفرِ ودَخلَه….
* كان رئيسُ المَخفرِ بانتظارِ والدي على أحَرٍّ
مِنَ الجَمْرِ… فَبادرَ يسألُهُ بِقولِه…
أأنتَ فلان؟
فأجابَهُ والدي بنعم... عندئذٍ خاطَبهُ
وبعصبيّةٍ
كبيرة…
• أنْتَ مُتّهمٌ… بانتِزاعِ شريطَ الرِّتبةِ
العسكرية عن كَتِفِ
الشُّرطيّ هذا…
• كما اعتَديْتَ على الشّرطَةِ الثلاثةِ
المُرافِقينَ لَه… وطرحت الجميع
أرضاً…
• عندها أجابهُ المرحوم والدي وبكُلِّ
جُرأةٍ
وهو مرفوعَ الرّأسِ بِقَولِه:
كلّا يا سيّدي… هذا الكلامٌ كَذِبٌ
وافْتِراءٌ…
فإذا كانَ إدِّعاؤهُمْ صَحيحاً…
فالأولى بِكَ
يا حَضرَةَ الرَّئيسِ بَدَلَ أّن تَدفَعَ
رَواتِبَ لِأربَعةِ
موظّفينَ… فحريُّ بِكَ أن تَستَبدِلَهُم
بي
وتدفعُ لي راتباً واحداً شهرياً
فقط… فلماذا
كثرة عددهم إذاً؟!!!!…
• عندئذٍ أدارَ الرئيسُ وجهَهُ كاتماً
إبتِسامَتهُ…
وأشار بِيدِه إلى الحارِسِ قائلاً
إنتهت
القَضِيَّه… و بِأنْ يُرافِقَ المَرحومَ
والدي إلى الخارِج…
شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة