،،،،
بينما أنا جالس في القطار أنظر من النافذة وتتعالى دخان سجائري تعود الذكريات،تعود تلك الذكريات وكأنها حقيقة ملموسة ،،،أتذكر حين كنت ولد صغير وقد اطلقو عليا أسم حسن العفريت من كثرة حركتي وشقاوتي المعهودة،،،، ،مرت سنوات طفولتي على هذا المنوال بين الشقاوة والحركة،، حتى وصلت سن الصبا وسرت شابا يافعا في الثانوية العامة،وقد أتممتها بنجاح وحصلت على مجموع عالي ودخلت كلية الهندسة،هنا عاودتني ذكرياتي الجميلة بشدة وكأنها شريط سنيمائي يمر أمامي،،،ذكرى لاتغيب عن خيالي،مهما مرت السنوات.
أتذكر ذلك اليوم جيدا
كيف أتخذت قراري وسافرت من سوهاج للقاهرة لألتحق بالجامعة كانت كليتي الهندسة في القاهرة وكنت أسافر كل شهر،،،
أتذكر ذلك اليوم بشدة فقد كان أول يوم يدق فيه الحب قلبي،،كنت في إعدادي هندسة،،،
كنت في أجازتي الشهرية وقد قررت أن أذهب لأطراف البلد لصيد السمك من شط النيل،،،فقد كانت هوايتي المفضلة
ذهبت في الفجر معي صنارتي وشنطة من القماش لأضع فيها السمك،
كنت مرتدي جلباب فضفاض وقد ربطه حتى لا تصله المياه وأ نا أصطاد،،،
غمزت الصنارة في طمي النيل،فقد كانت سمكة كبيرة قد علقت بها،،،
إحتاجت مني قوة كبيرة لأتمكن منها وأرفعها من الطمي،وفي أثناء خروجها قامت بضربي وجرحي جرحا كبيرا جدا في ساقي،،،
وسال الدم بتدفق وأنا لا أبالي بجرحي،،
وجدث صوت ينادي
،(يا أستاذ تعالي من فضلك أقول لك)إالتفت وجدت سيدة ممتلئة ذات وجه أبيض جميل ترتدي جلباب أسود وتتحلى بطرحة سوداء وتنسدل طفائرها من خلفها لتزيدها جمالا،،
كان صوتها في رقته كالحلم،،
إلتفت لها،،، ماذا تريدين،،
التفت لها فإذا بي أقع مغشيا عليه من شدة النزف،،،
وقعت أرضا ولم أدري بشئ
أفقت من غيبوبتي وجدتني نائم على سرير وهي تجلس بجواري سبحان من خلق من جمال وجه كالبدر ليلة إكتماله صوتها كملاك يتكلم في هدوء ، والملابس السوداء تزدها جمالا علي جمال
جلبابها أسود واسع تظهر منه رقبتها وخصلات شعرها تتدلى من خلف الطرحة لتجمل جمالهالايقاوم،،،
هنا سألت منذ متى وأنا هنا،،
أجابت من ثلاث ساعات
كان جرحك ينزف بشدة وحرارتك إرتفعت جدا،
فقمت أنا ونصرة خادمتي بإجراء ألازم لك وضمدت جرحك الغائر،،
سألتها ماأسمك أجابت ناعسة،،
بعد أن إسترد عافيتي إستاذنت وقد تعلق قلبي بها وذهبت لمنزلي الذي يبعد كيلومتر عن مكانها
تركتها وقد تعلق قلبي بها كتعلق الأرض للماء والطير للهواء،فإتخذت قراري بان كل اجازة أذهب ليسلم عليها ،وفعلا مرت الأيام والأجازات على هذا المنوال، ،
انزل على ناعسة في بيتها أقضي معها بعض الوقت ثم أذهب لمنزل أهلى بعد إنتهاء زيارتي لها،
تعلقت بها لدرجة الجنون،،
وفي مرة من المرات قررت أن أقول لأمي عن موضوع الزواج،وياليتني مافعلت،،
قلت لها قلبي يهوى ويتألم ياأمي يعشق ويبكي،فرحت جدا بإعترافي سألت من العروس المنتظرة،
أجبت ناعسة،،،
قالت من ناعسة التي تسكن في أخر البلد،إنها أرملة و في مثل عمري،
هو من خبته تزوج عروس في سن امه،،،ثارت جدا أمي وطالبتني ان أنسى ذلك الحب.
ثارت ثورة عارمة. ،، لم تهدأ أبدا وقررت أن تزوجني إبنه عمي نجاة،،،،وقد رفضت وقلت لاناعسة ولا نجاة،،
ردت وقالت. قال ناعسة قال،،هنا جن جنوني وأصبحت كالأسد الأسير لا أعلم ما الحل لهذه المشكله فقررت السفر للقاهرة. ،لأسال الأصدقاء المقربين مني الاصدقاءوأستشيرهم
في هذه المشكلة،،
سافرت للقاهرة وكل تفكيري أن أجد حل لمشكلتي،،كنت أبكي في القطار لتعلقي الشديد بناعسة،،،
وصلت القاهرة وقابلت أصدقائي منهم من وقف بجانبي ومنهم من تهكم على مشاعري بأن محبوبتي في سن أمي،،،
كنت أبكي كالأطفال لفراقي عنها ،كنت أحلم بها وكأنها عروس في أحضاني،
لقد وجدت فيها حنان الأم ودفء الأخت وحب الحبيبة ولهفة العشيقة،،،أحببتهابكل مشاعري،،،
كنت أنتظر الحل من أصدقائي وكأني أنتظر الحكم بالبراءة،
وفي يوم من الأيام عاد صديقي مبتسم،،وقال،،،
لقد وجدت الحل،
،،الزواج العرفي،،
تزوجها ياحسن زواج عرفي بدون معرفه أهلك،
هنا وقع الحل وكانه نجدة من السماء،وسمعت وقتها زغاريط في أذني وكأنها تباشير الفرح،،،
قررت السفر بعد الأجازة الشهرية ،وركبت القطار وكلي أمل أن توافق على الزواج العرفي بعيدا عن أهلي،،،
وصلت إليها وكأني هارب من معركة لأستريح بين يديها. عرضت عليها الزواج في الخفاء بعيدا عن أهلي وأهلها،، صمتت وقالت. يا يوجد حل أخر،أجبت لامفر من ذلك الحل
المفأجاة إنها إبتسمت مرحبه بالزواج،،،
كانت مفاجأة موافقتها لدرجة أني إحتضنتها بشدة،،،
تزوجتها وكانت عروسة أحلامي واقع بين يدي ،لقد كانت الفرحة تكاد تقتلني،،،
وبعد ثلاث ليالي ذهبت لأهلي في زيارة وكأني قادم الأن من القاهرة
وإستمر حياتي هكذا لمدة خمس اعوام من الدراسة،،،
كم كانت حياتي غاية في السعادة والهناء،
ولم يعرف أهلي بالزواج نهائي،،
مرت السنوات وكأني في حلم ليس له نهاية حتى جاء ذلك اليوم المشؤم،،
في يوم وجدت على عامل القهوة التي أسكن أمامها في القاهرة ،ينادي علي،،ياباشمهندس. ،،حسن
مكالمة من الصعيد،،،
بسرعة البرق أمسكت التلفون ظننا بأنها مكالمة من والدي،
فإذا بها مكالمة خادمة ناعسة،،
خير يانصرة،،،
ألحق ياباشمهندس الست ناعسة تعبانه وعوزاك ضروري،،،
شعرت بغصة في قلبي،،،
أغلقت السماعة وقررت السفر في الفجر،،لأصل في الظهر،،،
ركبت القطار أمام عيوني صورة ناعسة وهى تبكي لأ اعلم لماذا،،،
وصلت في الظهر دخلت وجدت حبيبة قلبي نائمة في سريرها كالملاك ،على وجهها ملامح الإعياء
أخذتها في حضني وبكيت بحرقة،
حبيبة والفؤاد تحتضر ،تريد أن تودعني،
كيف ياحبيبة عمري كيف ستتركيني وحيدا ،،
بكت وسالت الدموع من عيونها،
وقالت بصوت واهن ،،
ضمني لحضنك ياحسن خلاص الوقت قرب للفراق،،
خليك فاكر ناعسة وحبها ليك ياحسن،،
ضممتها بشدة لأحضاني وبكيت،لن أنساك ياعمري ياحبي الأول الأخير،
هنا لفظت أنفاسها الأخيرة في أحضاني،،،
بكيت مثل الطفل على جسدها،،،
هنا طلبت مني نصرة أن أرحل قبل ان ياتي اهلها ،
تركت المنزل وجلست تحت شجرة بجوار منزلها أبكي بحرقةأناجي حبي الوحيد أتجرع حزني وحيدا،،،
لا أعلم ما الوقت الذي مر لحين صلاة الجنازة،
كنت في الصفوف الأولي في العزاء
أقدم العزاء وأكتم بكائي المرير وسر حبي ولوعتي على فقيدتي،،،،،
مرت الأيام تلتها السنين وسر زواجي بداخل قلبي،،
مرت السنوات وتخرجت وتزوجت وأنجبت أبنه أسميتها ناعسة،،
والأن بعد مرور ثلاثون عاما في كل مرة ازور بلدتي في الصعيد اتذكر
حبي الوحيد وكم كنت سعيدا جدا معها. أما الأن انا
مشتاق لها وعندي لوعة للقائها عند ربي،،،
شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة