دار نشر القلم للطباعة والنشر والتوزيع دار نشر القلم للطباعة والنشر والتوزيع

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة

في ظل وباء كورونا : بقلم / محمد المحسن


دور-الشعر-في المحافظة على الروح الإنسانية من الانكسار..في معركة الصمود أمام الكوارث التي أحدثها هذا الفيروس اللعين.

تصدير : الشعر لا يحسن الوقوف بعيدًا على مسافة آمنة..
لطبيعته المتفاعلة مع الحياة وانفعاله بالقضايا الإنسانية،لم يكن غريبا على الشعر أن يفتح دفاتره لتنتشر فيها جائحة فيروس كورونا المستجد،فالشعر لا يحسن الوقوف بعيدًا على مسافة آمنة.ليس الشاعر مجرد فرد في المجتمع يحس بمشكلاته وقضاياه، بل المفترض فيه أن يكون أرهف حسا ممن سواه، وهو بعد ذلك صاحب قدرة خاصة على التعبير تميزه عن غيره،وهذا ما ذهب إليه الشاعر والطبيب المصري أحمد زكي أبو شادي،مؤسس مدرسة أبولو للشعر الرومانسي، في كتابه “الشاعر النموذجي” إذ عرّف الشاعرية بقوله “هي القدرة على الإحساس بالحياة والنفاذ إلى أعماقها عن طريق المنطق والعقل، وصياغة هذا الإحساس”.في الأردن حرك فيروس كورونا اللعين عواطف الشعراء،فنشروا قصائد لهم في الصحف والمواقع الإلكترونية ومنصات التواصل الاجتماعي معبرين عن تضامنهم مع الناس في مواجهة هذا الوباء،ومقاومة انتشاره.من الشعراء الذين استطعنا الوصول إلى قصائدهم،ودراستها الشاعر إسلام علقم*،ففي قصيدة ظهرت على الفيس بوك بعنوان» سيرحل كورنا .. 
ولكن» يؤكد بقوة ومباشرة أن فيروس كورونا سيرحل، بقدرة إلهية:لا شك كوروناسيمضي راحلًاوالله رحمن رحيم.ويرى في هجوم هذا الفيروس فرصة للإنسان أن يغير من نمط الحياة، وأن يصحو ضميره،فيحسن من سلوكه؛ ويعود إلى طبيعته الإنسانية؛ فهو يحتاج أن يمضي عمره القصير في هدوء وهناء، وأن تخلو حياته ممن يفسدها:نحتاج أكثر للحياة بلا غبار المسرعين التائهيننحتاج أكثر من سقوط المجرمين…نحتاج للعمق المسالم والقديم لكي نشمّ جذورنانحتاج أن ننسى ثواني أو عصورانحتاج أن يصحو الضميرفلربما نجد الحياة كما يناسب عمرناعمرا ومهما طال في أحلامنايبقى قصيراهكذا رأينا تأثر الشاعر في الأردن بما بعثه فيروس كورونا من آلام في نفوس الناس، وأجساد بعضهم،وبما جره من تضييق على حرية الإنسان، وإجباره على البقاء في البيت،فسال قلبه شعرًا يعانق الإنسان،ويعبر عن آلامه وأحزانه،ويدعم صموده في معركة الحياة،ويدعوه إلى مواجهة هذا الفيروس الذي وصفته منظمة الصحة العالمية بعدو الإنسانية.سيبقى فيروس كورونا يلهب مخيلة الشعراء والفنانين لا في الأردن فحسب بل في مختلف أقطار العالم أيضًا،وننتظر في المستقبل ظهور روايات وأغان ومسرحيات ولوحات تشكيلية تتغنى بانتصار الإنسان على هذا الوباء اللعين.
ويحضرنا في هذا المقام ما جرى في مقر المفوضية الأوروبية حين أنهى ايريك مامير المتحدث باسم الجهاز التنفيذي الأوروبي مؤتمره في خضم الاحتفال بيوم الشعر العالمي،بمقطع باللغة الإنكليزية من قصيدة للشاعرة الأمريكية ايميلي ديكنسن يتحدث عن المقاومة وذلك لرفع معنويات الذين أصيبوا بجائحة كورونا أو عانوا من آلامها.
وكان مامير نفسه قد أنهى مؤتمرًا سابقًا بمقطع من قصيدة” الربيع” للشاعر الفرنسي فيكتور هيغو،يتحدث عما يوحيه الربيع من الحب والفرح والأمل؛ليخفف أيضًا من الأوجاع النفسية التي استبدت بالناس في ظل إجراءات العزل التي نفذت في معظم الدول الأوروبية للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد.لعل هذه التحولات التي شهدتها الحياة الإنسانية بفعل فيروس كورونا المستجد،أعادت إلى الشعر أهميته،وأظهرت دوره في المحافظة على الروح الإنسانية من الانكسار في معركة الصمود أمام الكوارث التي أحدثها هذا الفيروس اللعين.
ختاما أقول : إذا كان فيروس كورونا يلتصق بالعين أو الفم أو الأنف؛ليمر إلى الرئتين،ويميت الإنسان،فإن الشعر يلتصق بالقلب مباشرة؛لينعش الروح،ويعزز جهاز المناعة لدى لإنسان،ليبقى على قيد البقاء..
محمد المحسن
*الشاعر إسلام علقم،أردني الجنسية والمولد،فلسطيني مقدسي الأصل.
 قال الشعر منذ نعومة أظفاره وألقى القصائد من منصات مدارس وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين في عمّان سنة 1986 وكانت قصيدته الأولى وهو لم يتجاوز الثلاثة عشر عاما.
التحق بالجامعة وحصل على الدرجة الجامعية وكان الأول في علم الحاسوب وأنظمة المعلومات ثم حصل بعدها على الاعتمادية الأمريكية في إدارة المشاريع.
 نشر قصائده في صفحات مواقع التواصل الاجتماعي والصحف والمجلات الورقية والإلكترونية وشارك في الكثير من الأمسيات الشعرية وقدّم الكثير منها في مدينتي عمّان والزرقاء،في رابطة الكتّاب الأردنيين و البيت الأدبي للثقافة والفنون وبيت الثقافة والفنون ومسرح عمّون وغيرها.
 تناول بعض النقاد الأردنيين و العرب أشعاره ونشرت وترجمت بعضها إلى عدة لغات كما قام بعض الفنانين بتلحين قصائده وغنائها لما فيها من السلاسة والعذوبة والايحاء الجميل .

عن الكاتب

قادح زناد الحروف

التعليقات

طباعة ونشر وتوزيع ، ظهور إعلامي ، ورش أدبية
اشترك بالعدد الجديد من مجلة القلم الورقية للتواصل والاستعلام / 0020102376153 واتساب

اتصل بنا 00201023576153 واتساب

شاركونا الإبداع

جميع الحقوق محفوظة

دار نشر القلم للطباعة والنشر والتوزيع