أستهل مقالي بالإشارة إلى الصورة أدناه، وهي تعبير عما أود الحديث عنه إذ أن كل شيئ في حياة الفرد باستثناء ثقافته هو شيئ عابر، ومن اليسير تغييره، أما حين يكون النقاش حول ثقافته فإنه من المستحيلات أن يغير وجهة نظره.
لقد دفعني للكتابة مقال كتبه أحد الأساتذة تناول فيه رأيه بشأن سؤال طرحه شخص ما على أحد الكتّاب، لماذا تكتب؟
ولقد اكتفيت بالتعليق على مقاله ب (الإنسان كائن ثقافي)
وربما كان تعليقي متأثرا نوعا ما بالأنثروبولوجيا.
وقد يحدث أحيانا أن نسأل أنفسنا نحن معشر الكتّاب،
لماذا نكتب؟
وهذا أمر طبيعي، وإن كنت أراه ليس سوى رفض للواقع الذي يعيشه الكتّاب في العالم العربي.
التساؤل نابع من الجهل العميق الذي أصاب الإنسان من عدم إدراكه بكونه في الأساس منتوج ثقافي، فلا عجب أن نرى شخصا ما يطرح مثل هذا السؤال، بل وقد يصل الأمر إلى حد السخرية، ولابد أن نلتمس له العذر، لقد تم تشكيل ثقافته ليصل إلى هذي المرحلة، وأن يصبح مجرد آلة تنتج ما صُنعت من أجله.
والحقيقة أنه يجب أن لا يلام على الإطلاق، فقد نشأ في بيئة الكثير من حاملي لواء الثقافة فيها يستحقون الشفقة على حالهم المأسوي الذي يعيشونه هذا إن كانوا مثقفين حقيقيين،
أو الرجم بالحجارة لأنهم جهلة يحملون شهادات، وقرؤوا كمية من الكتب! ويتحدثون باسم شعوب.
وعلى المستوى العالمي فإن (المادة) التي صارت محور تفكير الإنسان، وجوهره البديل عن (الذات) ما هي إلا انعكاس للاقتصاد والذي هو الوجه الآخر للسياسة في منطقته،
والتي تتأثر مباشرة بالسياسة الدولية، والتي هي نتاج ثقافي.
ومن هنا تحديدا فإن كل ما يعيشه الإنسان ما هو إلا
(نتاج ثقافي) سواء كان سياسيا أو اقتصاديا أو اجتماعيا،
بل إن التاريخ نفسه يُكتب من وجهة نظر ثقافية، والذي يُنقل بدوره إلى أجيال لاحقة، فيُشكل ثقافتها، وهكذا دواليك...
وقد ربطت كل ما يدور في ذهني بالعديد من الكتّاب، ولعل المثلث الفلسطيني أبرزهم في العالم العربي ويمثله:
الأديب والصحفي/ غسان كنفاني.
والشاعر/ محمود درويش.
والمفكر/ إدوارد سعيد.
وباختصار شديد؛
(لقد عاشت دولة كفلسطين بفضل ثقافتها ومثقفيها).
وقناعنتي هي أن الإنسان في أي منطقة بالعالم، وفي أي زمان ما هو إلا نتاج الثقافة.
فحين يلتقي مجموعة أشخاص من مناطق تنتمي إلى ثقافات مختلفة، فبوعي أو بدون وعي، يرى بعضهم البعض من منظور ثقافي.
شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة