لم تجد دموع منى وتوسلاتها نفعاً مع عمها ولا أهلها اعترضوا بل وجدوه حلا مثاليا وواجب أيضاً فلم تجد وسيلة إلا بالتحدث مع أنس فهو معني أيضاً بهذه المشكلة، وبالفعل استأذنت عمها للانفراد بأنس متجاهلة نظراته الخبيثة وابتسامته التي ارتسمت على محياه والتي من النادر جداً أن تراها.
مساء وبعد العشاء دعت منى أنس إلى ركنها الخاص في الحديقة، جلسا بصمت وبينهما كوبين من القهوة وحزن وإحساس عارم بالظلم، تحدثت منى باسهاب ورجاء واخبرت أنس بأنها ترفض هذه الحكم وإنها تتحدث إليه بعد محاولاتها الحثيثة لجعل عمها يرجع عن قراره والتي باءت كلها بالفشل، انصت إليها الشاب والكسرة تسكن عينيه والعجز يرتسم على تعابير وجهه وأخبرها إنه هو الآخر يرفض هذا القرار وأنه لا يراها إلا أخته وزوجة أخيه، وإن رفضه يعني حرمانه من تحقيق حلمه وطرده هو الآخر من المنزل وما يزيد المشكلة تعقيداً إنه مغرم بزميلة له وكان يخطط لخطبتها بعد التخرج.
بكت منى بكاء شديداً فهي فقدت زوجها منذ مدة قصيرة وفُرضت عليها تقاليد مجحفة لم تترك لها ثغرة للنفاذ منها وها هي ترى كسرة نفس شريكها في الظلم ووجعه على هجر محبوبته و إرغامه على دخول سجن قاتل بدون ذنب ارتكبه أو جريمة.
لم يزرها النوم تلك الليلة ظلت تناجي الله العدل وتتوسله أن يزيح عنها هذه الغيمة السوداء عنها.
في اليوم التالي تحدثت إلى أنس وأخبرته إنها وجدت الحل..
إلى الملتقى في الجزء الأخير
شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة