بعد كتب الكتاب توجه العروسين إلى جناح خُصص لهما
جناح واسع بسرير كبير يزينه مفرش من الحرير ووسادات وارائك من الحرير والقطيفة وبجانب السرير مقعد وطاولة وُضع عليها أشهى الأطعمة
عندما شاهد أنس ومنى ذلك انفجرا بالضحك وما لبثا عن اخفضا صوتهما وشرعا بتناول العشاء على عجل، بعد ساعتين تسللت منى إلى غرفتها لتنعم بنوم هادئ كانت قد اشتاقت له منذ شهور،
مرّت سنة والحال كما هو عليه متى تسكن في منزل مع ذكرى زوجها الراحل وبناتها وزوجها الافتراضي فهما قد اتفقنا على ان يتم الزواج بشكل صوري،
تخرج أنس وكان قد حصل على منحة ليحصل على ماجستير في بلد آخر، وجاءت هذه المنحة كحبل خلاص له حيث أن منى أقنعته بأن يذهب ويأخذ محبوبته معه، لم يصدق ما يسمع لكنها أكملت قائلة بأنها ستبقى زوجته على الورق لتحافظ على بناتها وهي بكل الأحوال لن تفكر بزواج ثان لهذا اقترحت أن تذهب معه لتطلب يد الفتاة التي يحب،
أهل الفتاة كانوا متعاونين جداً ومتفهمين لظروف أنس وتم عقد القران.
في القصر حاول الأب منع أنس من السفر لكنه أصر على موقفه واخبرهم أنه سيذهب ليحقق حلمه ودعمته منى وأعلنت موافقتها،
سافر أنس برفقة عروسه وودع منى وداعاً حارا ملئ بالبكاء فهو أيقن حجم التضحية التي قدمتها هذه الإنسانة الكريمة والمعطاء
وودعته بمنى بدموع خجولة وتمنيات بالنجاح والسعادة.
وفي القصر وفي كل ليلة على مائدة العشاء يعتذر منها عمها لأن ابنه قد كسر قلبها وهاجر وهي تنظر إليه بابتسامة حزينة ونظرات كلها عتب ولوم، لكنه لم ولن يفهم مطلقاً أن هذا الحزن ليس بسبب سفر أنس بل بسبب حكم جائر أطلقه هذا الجبار دون أن يراعي مشاعرهما.
شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة