قادح زناد الحروف للنشر والتوزيع قادح زناد الحروف للنشر والتوزيع

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة

بين الرادع الديني و الرادع الاجتماعي - بقلم - نجلاءغفران سراجي.



كلا الأمرين يرجعان إلى قوة إيمان المرىء بخالقه ، فحينما يكون المرئ يخشى ربه بالغيب فإنه لا يعطي اعتبارا لمحاكمة او محاسبة الغير له في الأمور الدنيوية المتدنية أمام  علاقته مع ربه . 

فالرادع الاجتماعي يكمن وراءه ضعف إيمان بالله وخشية لكلام الناس وانتقاداتهم لأفعاله ، وتفكيره الدائم والمستمر في نتائج أفعاله ومدى إرضاءه للآخرين في ذلك.  وتجده دائما في خشية وترقب لمظهره الاجتماعي والطبقي وسط الناس وما قد يقال عنه سواء كان غنيا أو فقيرا،  مايهمه هو سمعته حتى لو كانت على حساب  إغضاب ربه والوقوف في معصيته والامثلة كثيرة من خلال التملق والنفاق الإجتماعي والشهادة بالزور والتزلف إلى ذوي النفوذ والمال وأصحاب القرار الي غير ذلك من مظاهر يندى لها الجبين ... .

أما الرادع الديني فهو الحصن الحصين  الذي يحمي علاقة المرئ بخالقه والآخرين  ، فهو يستحضر وجود الله  سواء في السر أو العلن ، مع الناس او في خلوة مع نفسه ، تحكمه معتقداته الدينية ومدى إمتثاله لأوامر ونواهي الله عز وجل و أحكامه .و يكون دائما في حرص على عدم تجاوز الحدود الحمراء التي بيّنها له الشرع في استعماله لحريته دون إفراط  أو تفريط ، امتثالا  لحديث الرسول عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام ( الحلال بين والحرام بين.  وبَيْنَهُمَا مُشْتَبِهَاتٌ لَا يَعْلَمُهُنَّ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ، فَمَنِ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ فَقَدِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ، وعِرْضِهِ، ومَنْ وقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ وقَعَ فِي الْحَرَامِ، كَالرَّاعِي يَرْعَى حَوْلَ الْحِمَى، يُوشِكُ أَنْ يَقَعَ فِيهِ، أَلَا وإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى، أَلَا وإِنَّ حِمَى اللَّهِ مَحَارِمُهُ، أَلَا وإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، أَلَا وهِيَ الْقَلْبُ) . وتصديقا لحديث الرسول  عليه الصلاة والسلام نستنبط المعيار الأساسي الذي يجب أن نقوِّم به حياتنا وعلاقتنا مع الله سبحانه وتعالى قبل الغير باعتبارها هي الرادع في مسيرة حياتنا ،وكذلك لتقويم اعوجاج النفس وإصلاحها بعيدا عن كلام الناس والخوف من إنتقاداتهم ومحاسباتهم الشاذة   . واذا كان لابد من رادع لنا في حياتنا فمن الأصح والأوجب ان يكون لهذا الرادع  مرجع ديني وليس اجتماعي فقط حتى لو كنا نحيا في مجتمعات لها أحكامها الوضعية، فإن حكم الله هو الباقي في الدنيا والآخرة ويجب العودة إليه حتى بعد الوقوع في الخطأ  فهو الرحيم بعباده وباب التوبة مفتوح عنده شريطة الاستغفار وعدم العودة إلى الخطأ .( إن رحمة ربك وسعت كل شيء). 


عن الكاتب

قادح زناد الحروف

التعليقات

طباعة ونشر وتوزيع ، ظهور إعلامي ، ورش أدبية
اشترك بالعدد الجديد من مجلة قادح زناد الحروف الورقية للتواصل والاستعلام / 0020102376153 واتساب
نحضر الآن للموسم السابع من برنامج قادح زناد الحروف للتواصل والاستعلام / 00201023576153 واتساب

اتصل بنا 00201023576153 واتساب

شاركونا الإبداع

جميع الحقوق محفوظة

قادح زناد الحروف للنشر والتوزيع