قالتْ ليَ الحسناءُ مغرورةً
هل قلتَ شعراً قبلَ أنْ أحْضُرا
لا قلتُ أصلًا لم تكنْ حاجةٌ
أو رغبةٌ عِندي لكيْ أنثُرا
لكنّ قلبي منذُ أنْ زرتِنا
والشعرُ فيه فائضٌ أنْهُرا
لم أدرِ ما ألقيتِ في بيتِنا
حين التقينا دونَ أن أشعُرا
هل كانَ سحرًا داعيًا للهوى
لا كيفَ للساحرِ أن يُسحرا
كم ليلةٍ أمضيتها شاكيًا
أشكو إلى النجمات كي تسهرا
كم ليلةٍ أمضيْتُها باكيًا
حتى غدتْ مدامعي أبحرا
كم ليلةٍ أمضيتها خاليًا
مرّت كأني خلْتُها أشهرا
وحْدي أنا يا ليلُ دونَ الورى
حتى بأخبار الهوى تقْصُرا
وحْدي أنا رهنُ الجوى والدجى
لكنّني فضّلت أن اصبرا
حتى التقينا والدجى حالكٌ
لكنّ قلبي خالَهُ مُقمرا
قد طارَ قلبي وانتشى لوعةً
من بعدِ عمرٍ عاشَهُ مقفرا
ما كانَ وصفُ الناسِ لي مقنِعًا
حتى أنرتِ الكوْنَ قبلَ الكرى
يومُ لنا جاد الإلهُ بهِ
يا صاحبي سبحانَ من قدّرا
في روضةٍ أزهارها هلّلتْ
والجدولُ الصافي كذا كبّرا
حبٌّ غزا قلبي فأهلَا بهِ
لن أشتكي يومًا وإنْ دمّرا
ما أروعَ الحبَّ وأغلالَهُ
حذارِ أنْ تُبلى وأن تُكسرا
أسرٌ لعمري بتُّ في قيْدِهِ
منعمًا بالسعدِ مستبشرا
من لم يذقْ طعمَ الهوى لم يعشْ
لا عمرَ إلاّ ما الهوى سطّرا
ما الحبُّ إلاّ نعمةٌ يا أخي
غيثٌ يعمُّ القلبَ كي يُزْهرا
فاعشقْ بصدقٍ لا تكنْ كالّذي
قد عاشَ ميتًا أو سُدىً عمَّرا
واعشقْ بجدٍ لوْ أتاكَ الردى
خيرٌ لِخالي القلبِ أنْ يُقْبَرا
شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة