كنت في حاجة شديدة للدفء، وأن أكون مطمئن...
وأحسست بمعنى يجتاحنى لقول لرب العزة: "لا تسعنى السموات والأرض، ويسعنى قلب عبدى المؤمن. فما هذا القلب إلا المالانهاية من الحب، المالانهاية من الإتساع، المالانهاية من جميل الوصف، وأود أول ما أود أن يعلمنى الله كيف أصفح الجريمة بالود .. وكيف أصنع من جراحات مريرة باقة ورد، وأن يسمو القلب فوق آلام كل جرح، ولعلنى أحيل أعوان الأيدى السوداء إلى أيدى تتسابق لصنع الخير، معلق أنا بين كل شيء ونقيضه أبحث عن التصالح المستحيل.
قابلت الذين كنت معهم بالأمس القريب ورحلوا، كانت ملامحهم محايدة لا تنبئنى بشيء ودخلت إلى بيتى الذى يحملنى في كل آن ووقت فعاد القلب يصرخ مفجرا مرارة الصبر الطويل، رحلت أجسادكم عنا ولم ترحلوا، فخذوا منا كل شيء حتى أصواتكم مازالت تزور قلوبنا، جهادكم، حتى جراحات الحروب ظلت في قلوبنا فخذوا منا كل شيء فربما نكمل السير دون بكائكم ومرارة الإفتقاد، خذوا عنا كل شيء حتى الذكريات البسيطة، وأشلاء أجسادكم التى تفجرت في صدورنا سهوا، ارفعوا عنا ثقل جثثكم فكما خبئناكم في التراب فخبئونا في أى شيء لكى نستطيع الحياة.
جردونا من آلام القلب حين نتذكر صوركم الكريمة، فربما نستطيع أن نواصل المسير خطوة وربما لا نفقد توازننا عندما تصفع الأيدى السوداء اليهود والماسون والأمريكان وأعوانهم أراذل الشعوب قلوبنا بالجريمة، أنتم السابقون ونحن اللاحقون آتين إليكم.
أغمضت عينى مستعيدا في قلبى قدرتى على الوضوء الجميل وسقط عن القلب عبء آلام تزلزل الأرض زلزلة مخيفة، فوجدتنى أقرأ القرآن فوق كل شيء هابطا لعدو روسى يرقب موتتى وظللت أقرأ وأنا بعيد عن إختيار قدمى للخطا فوق المفجر المزروع في كل شبر وعند القبور المسكونة بكل أخ وعند الوقوف دون إختيار لنهاية هذا السير كان قبر لأخى المجاهد ( أحمد الزهرانى ) البطل السعودى ابن السابعة عشر من العمر شهيد معركة "جاجى" 1987 ولا نزكيه على الله.
كنت أقرأ الآيات ويغمرنى سحرها يفوق أى سحر
بسم الله الرحمن الرحيم: ( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما آتاهم الله من فضله ) و بكيت...
سألت أخى أبوعبيدة - القائد العسكرى المسؤل عن المجاهدين الأفغان العرب - عن مواضع قبور الإخوة فى الجبل، فعلمتها وعرفت موضع قبر "أحمد" عندئذ أخبرته بأنى قد رأيت رؤيا. وعرضت عليه أن يكون طريق كذا بعد أن رسمته له كما رأيته هو طريق نزولنا لمعسكرات الروس أسفل الجبل ولكنه رفض خوفا على الإخوة من المفجر المزروع بطريقة عشوائية...
ولأننا كنا نتكبد خسائر كبيرة كل يوم صباح مساء بسبب الطيران .. فعصيت الأمر وتسللت على هدى من طريق الرؤيا .. وعدت إليه وأخبرته أن يغفر لى معصيتى له كأمير هو وأخى أبو عبد الله "أسامة بن لادن" وكان هذا طريقنا لإقتحام المعسكرات - البوسطات - الروسية العصية على الإقتحام أسفل الجبل.
شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة