فالفرق كل الفرق بين البطل الحقيقي وحاس البطولة، فالشعور بالبطولة إذا ما تحول إلى الواقع صار وهما وصار معرفة طفيفة لا علاقة لها بالحقيقة، لكن الأبطال الحقيقيين يتركون الواقع مزينا بصنيعهم الذي يتزين به الٱخرين الذين ينسبون إلى أنفسهم ما ليس فيهم.
هكذا دوما اليهود والأمريكان وأتباع الماسون أبطالا على مائدة الحوار والمعارك الصبيانية .. وإذا ما تعرضوا لمعركة حقيقية ظهرت حقيقتهم المخزية الرذيلة، كدور المرأة اللعوب التي لا تعرف القيم ولا يصدها عن الأفعال المخزية وازع أو فكرة قيمة وإذا ما داستها الأقدام دمعت عيناها وطالبت باللجوء إلى الحوار فربما في الحوار تمكنت من شراء أهدافها القذرة، بما تبرزة من مفاتن سامة ومدمرة....
فالأبطال إختصهم الله في موهبة فيهم لا فى غيرهم .. ودورهم فى الواقع لاينقطع ولا يغطى عليه كتابات أو إعلام .. لقد وضع الله على عاتقهم الخلاص للبسطاء، إن ناصرهم الواقع أو وقف ضدهم فكل هذه الأمور ليست بالعمق الكافى للوقوف أمام خطاهم التي لا يدركها سواهم فمهما تقدمت علوم الرصد الفكري والغزو الثقافي فهم لا يعبأون بمثل هذه الأمور ، رغم ثقلها أثناء الدعة والراحة، لكن عندما تأتي المواقف الحقيقية يسقط القناع وتبقى الحقيقة .. ولقد شهد المدى الكثير والكثير المؤيد...
أشعر أن الواقع ملئ بعمر بن الخطاب وصلاح الدين وقطز وبيبرس والخنساء وأمينة وعاصمة القلب أمان الله أقرب، فظلمة الباطل تنقشع شيئا فشيئا، ولسوف تشرق الشمس وسنلتقي على مائدة الحوار الحقيقية لتشيع قلوبنا بها دون أن يجرى الحوار.
قال: أبو جعفر المنصور يوما لأصحابه من صقر قريش؟
قالوا: أنت يا أمير المؤمنين.
قال: ما صنعت شيئا.
قالوا: فمعاوية.
قال: ولا هذا.
قالوا: فعبد الملك بن مروان.
قال: لا...
قالوا: فمن يا أمير المؤمنين؟!!
قال: عبد الرحمن بن معاوية الذي تخلص بكيده عن سنن الأسنة وضبأة السيوف، يقهر القفر ويعبر النهر حتى دخل بلدا أعجمي فمصر الأمصار وجند الأجناد وأقام ملكا بعد إنقطاع بحسن تدبيره وسعة عزمه .. وأن معاوية نهض بمركب حمله عليه عمر وعثمان وذلل له صعبه .. وعبد الملك ببيعة تقدمت له وأمير المؤمنين أنا بطلب عطرته واجتماع شيعته.
وعبد الرحمن بن معاوية منفردا بنفسه مؤيدا برأيه مستصحبا بعزمه.
قصة فريدة رجل مطارد ومطلوب الرأس مشرد يبحث عنه في كل مكان يتجاوز كل هذه الأحداث وينشأ ملكا وحده بدون جيش ينشأ ملكا ويسيطر علي الأندلس أجمعها.
ليس هذا فحسب بل خلال حكمه تثور عليه خمسة وعشرون ثورة فيخضعها جميعا أى قوة أى إرادة تلك التي توفرت لعبد الرحمن بن معاوية؟!!
إنه أبو المطرَّف عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك الأموي القرشي (١١٣ - ١٧٢ هـ / ٧٣١ - ٧٨٨م) المعروف بلقب صقر قريش وعبد الرحمن الداخل، والمعروف أيضًا في المصادر الأجنبية بلقب عبد الرحمن الأول. أسس عبد الرحمن الدولة الأموية في الأندلس عام ١٣٨ هـ، بعد أن فر من الشام إلى الأندلس في رحلة طويلة استمرت ست سنوات، إثر سقوط الدولة الأموية في دمشق عام ١٣٢ هـ، وتتبع العباسيين لأمراء بني أمية وتقتيلهم.
وإلى صورة أخرى لكن من صور حاس البطولة المزيفة التى ضربنا بها من قبل أعداء الإسلام ومساعدة أعداء الداخل أمثال "مصطفى كمال أتاتورك" بن يهود الدونما وأيضا كما ورد في مذكرات "جولدا مائير" المولودة في ٣ مايو ١٨٩٨ - ٨ ديسمبر ١٩٧٨حيث قالت: "سيتفاجئ العرب ذات يوم أننا قد أوصلنا أبناء إسرائيل إلى حكم بلادهم" .. إنها المرأة التي تقلدت رئاسة وزراء الكيان الصهيونى الرابعة ١٩٦٩ - ١٩٧٤ والت تم وصفها "بالسيدة الحديدية" في السياسة الصهيونية؛ وتم تطبيق المصطلح بعد ذلك على رئيسة الوزراء البريطانية مارغريت تاتشر .. إنها جولدا مائير الذي اتعود أن يقول عنها رئيس الوزراء السابق "ديفيد بن غوريون" جولدا "إنها أفضل رجل في الحكومة"
وهنا نأتى إلى سؤال الفكرة الطيبة: ترى ما هو أسهل بالنسبة لنا أن يتم صناعة بطل مزيف فينا من قبل الأعداء أم أن يظهر فينا على أعيننا بطل حقيقي؟!!
أعلم أن إلإجابة السريعة ستكون لصالح البطل المزيف الذي يصنعه أعداء الأمة بما يقفون خلفه من قوة اعداد ورعاية لكى يهزموا به العرب والمسلمين، بسم الله الرحمن الرحيم:
( وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا)
وأيضا مصداقا لقوله تعالى: ( لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ )
لكن في الحقيقة الأمر غير ذلك تماما لأنهم يحتاجون لتنفيذ خططتهم المرسومة إلى سنوات وسنوات وإلى جهد جبار وإمكانات مؤهلة وإلى سرية تامة لأنه فى أى لحظة هو وهم عرضة لكشف مخططهم هذا بالنسبة لصناعة وتجهيز وغرس واحد فقط.
أما البطل الحقيقي فهو الذي يصنع نفسه بنفسه على مرأى ومسمع من الجميع باختبارات وبطقوس عبور أشبه بحقول الألغام، ولابد أن يجتازها بنجاح دون مساعدة من أحد، لا يغششه أحد وإلا أصبح حاس بطولة مزيف أى نحن من نعمل على كشفه معرفيا وخلقيا وكشفه من ناحية المشروع الذي سيقدمه لإنقاذ الأمة كل ما سنفعله هو فقط تقديم هؤلاء الأشخاص لأرض الإختبار د، والمياه تكذب الغطاس، سبق وذلك في تسعة عشرة اختبار .. ولأن البطولة مغرم وليست مغنم، فهى المنصب الوحيد الشاغر في الأمة، المنصب الذي لا يتقدم إليه أحد بعكس أى منصب حتى لو كان منصب رئاسة مراجيح مولد النبى حيث ستجد الٱلاف يتقاتلون عليه، بالرغم من أننا جميعا نقول أين البطل أين القائد متى سيظهر؟!!
أما البطولة - أى الرجولة - التي لا تخص الذكور فقط ليست حكرا علبهم بل إنها تشمل الرجال والنساء كما أخبرنا القرٱن.
أراذل الشعوب وخطة قتل البطولة
إن لأراذل الشعوب أدوار تعف القيم والمبادئ النبيلة أن تذكرها أو أن تحصى أشكالها وإن كانت كلها تدور حول نظرة الأعداء في قتل البطل أو تعطيل قدومه وضياع عمره في الرد على التهم الموجهة إليه وإغراقه في بحر سحيق حتى يجد نفسه شيئا فشيئا في عنابر السجن مع المتهمين في الوقت الذي يحذرونا فيه النبى صلى الله عليه وسلم من تقارب الزمان يقول رسول الله صلي الله عليه وسلم: "لا تزولا قدما عبد يوم القيامة حتي يسأل عن أربع .. عن عمره فيما أفناه وعن شبابه فيما أبلاه وعن ماله من أين إكتسبه وفيما أنفقه وعن علمه ماذا فعل به" .. يقول الرسول الأكرم "لا تقوم الساعة حتي يكون القرآن عارا ويتقارب الزمان". أخرجه الطبراني.. وفي قوله يتقارب الزمان إشارة إلي إستهلاك حياة الأفراد والشعوب وإغتيال أوقاتهم واغتصاب أموالهم واستئناف علمهم في غير التوجه الصحيح لله.
ولما لا وأعداء الأمة عملوا ولا يزالون يعملون بكل ما أوتوا من قوة على تحويل "السنن الكونية الخمسة" التى هى فى حقيقتها لصالحنا كعرب ومسلمين وذلك بحرفها عن مسارها الطبيعي وتوجيهها لتكون ضدنا نحن بدلا من أن تكون ضدهم
١- العامل التاريخي.
٢- العامل الجغرافي.
٣- العامل الإجتماعى الأخلاقي.
٤- العامل الإقتصادي.
٥- العامل العسكري.
ولأن السنة الكونية لا تجابهة إلا بسنة كونية مثلها مصداقا لقول رسولنا الأكرم: "إن القدر والدعاء يعتلجان في السماء أيهما أشد انتصر" .. لذا كان لزاما على أن أكتشف سنة كونية جديدة وأقوم بالتنظير لها معرفيا وأعمل عليها إجرائيا وعملياتيا .. وحقا لم يبقى لنا من هذه السنن إلا البطولة "السنة الكونية الإلهية السادسة" التي أعمل عليها منذ كان عمرى ثمانية عشرة عاما.
١- فالعامل التاريخي: الذي هو الٱن يقضي بزوال ( عصر المتكسبين ) تعيده أمريكا وشركاء فى هذا العصر من جديد.
٢- العامل الإجتماعي: أى الأخلاقي الذي فساده عندهم على أشده، ويقضى بزوال عصرهم المنهار يرموننا نحن به الٱن فى عملية اسقاط بحكم نظرية اللحظة أى القوة وأيضا بفرض القانون الدولي لنتساوى معهم كخطوة أولى في الفساد الأخلاقي.
٣- العامل الإقتصادي: بالرغم من أنهم في حالة إفلاس ونحن في حالة غنى وثراء فاحش إلا أننا وذلك على سبيل المثال دول الخليج البترولية لم تستفد من العامل الإقتصادي بل أصبحت ثروتهم نقمة عليهم وعلى باقي المسلمين ومحط لتكالب الأمم علينا.
٤- العامل الجغرافي: أى الموقع الإستراتيجي بين قارات العالم الذي من المفترض أن يكون لصالحنا أصبح بشغل وجد أعدائنا هو الٱخر ضدنا.
٥- أخيرا العامل العسكري: حيث أن الغرب بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية فى الوقت الذي تصيبهم فيه لعنة حالة اللاحرب، إلا أننا نحن كعرب وكمسلمون ديننا يفرض علينا الجهاد، ومع ذلك نحن في وضع هزيمة .. كل ذلك بفعل المنطق المشوش أونظرية الفوضى الخلاقة التي جعلت من جهادنا متهم بالإرهاب.
نعم لم يتبقى لنا غير البطولة
ومن الكتاب من خلق لنا هو نفسه أسطورة العصر الحديث فصور لنا بطلا ( كالبطل الأسطوري ) الذي يعيش داخل حقيقة أضخم من إرادته بمنطق ليس هو منطق إرادته بل هو منطق تلك الحقيقة الضخمة .. ولكن "الحقيقة الضخمة" كانت تسند البطل الأسطوري الأول وتحفظه وتجرى الخير على يديه إلى أن يأتى أجله المقسوم. أما الحقيقة الضخمة في أسطورتنا الحديثة فإنها تضطهد ( البطل الإيجابي ) وتحاربه إلي أن تقتله لا كملك ولكن "ككلب" وسيقول لنفسه لم يعد أحد يذكرني، وأولادى يخجلون مني، وأصحابى يخافون من ذكر إسمي...
- عاصمة القلب: الحقيقة ستفعل كل هذا بالبطل؟!!
توجه البطل لله سبحانه وتعالى في إعادة وحدة المسلمين، وفي إحياء فريضة الجهاد الغائبة تفعل به كل هذا؟!!
- صدي البطل: لا يا عاصمة القلب، لا يا ( أمان الله ) لا أبدا. شوفى: العدو هنا ليس في الحقيقة الضخمة إنما فى الذين ينتسبون إليها زورا وبهتانا في أراذل الشعوب...
فلقد أخرج بن وضاح في البدع: "سيخرج قوم في آواخر الزمان هم كذابون دجالون يبدع من الحديث لم تسمعوا به أنتم ولا آباؤكم فإياكم وإياهم لا يفتنونكم".
وبالرغم من أنهم يقولون الأمة في حاجة إلى مشروع وفي حاجة إلا بطل فإذا جاء البطل قاموا بالتٱمر عليه تارة بالتجاهل، وأخرى بالهجوم وثالثة بسرقة بطولته عندما يتأكدون أنه إقترب من النجاح في طقوس العبور، ولن يفعلوا معه مثلما فعل بني إسرائيل السذج مع سيدنا موسى عليه السلام: ( قَالُوا يَا مُوسَىٰ إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَدًا مَّا دَامُوا فِيهَا ۖ فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُون )
لأنهم لو قالوا له إذهب أنت وربك فقاتلا إن هاهنا قاعدون لأثبتوا أنه على الحق وأن بطولته حقيقية، وأنه مع الله، فى الوقت الذي يحكمون فيه على أنفسهم بالنكول وأنهم مع الشيطان .. لكن سيعمد أراذل الشعوب إلى ضرب البطولة والبطل بمساراتهم الهروبية اللعينة فى مرحلة أولى وفى مرحلة أخرى متقدمه سيعمد هؤلاء المنافقون إلى إدخال الأمة في شراك (تعدديتهم الثنائية السلبية) وذلك بإدخال الشعوب في نوبة من (نوبات الصدام الداخلى أو الخارجي)
١- الصدام الداخلي تارة سيكون الصدام مع النظام وأخرى صدام مع الجيش وثالثة صدام بين الشعب ونفسه أى حرب أهلية. وكذلك الصدام مع القوى الخارجية وستكون الهزيمة بكلا الصدامين الذي أعدوا له عددته.
٢- إما نوبة من (نوبات الإحباط واليأس والقنوط) وأقوالهم ومواقفهم المتناقضة جاهزة مثل: عمرنا ما وصلنا لهذه الحالة من الياس والإحباط والشعور بعدم الأمان إلى في هذه الأيام لنا الله يا شعب مصر .. ففروا إلى الله ليس لها من دون الله كاشفة .. أملنا في الله وحده أن يغير الحال نحن في ابتلاء عظيم والله قادر أن يدفعه ويأتي بمن يتولى أمر الصابرين!!
لست بالخبء ولا الخبء يخدعني
إن الأمة إذا ضعفت ظهر فيها التزلف وكثر الجدل وبرز التعالم وزاد الخلاف، وإذا كان الضعف لأسباب خارجية كسيطرة عدو أو طمع من جوار أو تسلط غاشم فإن ما يكون من الأبناء أشد أثرا ووقعا من الأعداء. ويكون هذا بسبب الضعف الداخلي.
تلك الأسباب الداخلية والخارجية مجتمعة تمثل بحق السبب الخارجي لسقوط البطل الإيجابي، وتعطيل قدومه، لأن في سقوط البطل عوامل داخلية أخرى في ذاته، في نفسه إن لم يتداركها يسقط. سنأتي عليها في وقت لاحق في الجانب الفكري الفلسفي من ( مشروع: روح البطولة ) كسنة كونية إلهية سادسة
والآن لن نأخذ من كل هذه الأسباب إلا سببا واحدا وهو العدو القريب في سقوط البطل الحقيقي وتحويله من
( بطل إيجابي ) إلي ( بطل تراجيدى ) خايب مثل هاملت وعطيل وكيريانوس، تماما مثل نظرة سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه عندما قال:
"اللهم قني شر أصدقائي أما أعدائي فأنا كفيل بهم".
هي نفس الفكرة التي تقول:
إن الفعل الذي ينزل بالبطل يجب أن يأتى من أقرب الناس إليه سواء كان عن خبث أو عن طيبة غير مسئولة لذلك سنركز علي العدو القريب لأنه الأخطر والأخفي، والظاهرة التي تبرز في مسار الأمة وتبرز خاصة في فترات سقوطها..
أن دور المنافقين يكون أكبر من دور الكافرين، ومصائبنا تقع ممن - يتكلمون بألسنتنا ويأكلون من عرقنا ويدعون محبتنا وربما أستاذيتنا التي لم نطلبها منهم قط في أى يوم من الأيام لأننا دائما نلبس ثوب الطالب ونحن نقدم لهم العلم،
نعم إن أكبر ما يقع علينا بأيدي أعدائنا، وتذكرى يا عاصمة القلب أن هؤلاء القوم يأتون إليكى مدفوعون بمخطط إما من قبل الأعداء أو من قبل أنفسهم وأتمنى أن يكونوا مدفوعون من قبل الأعداء. لأن المسألة ساعتها ستكون أهون بكثير فى رحلة العلاج مما لو كانوا مدفوعين من قبل أنفسهم. لأنه ساعتها سيكون التصدى للسواد الذي تمكن منهم أصعب بكثير إن لم يكن مستحيل.
أيها البطل كن قويا فالناس لا تسمع للضعيف، والقوة هنا ليست في الجبروت والبطش، بل الرحمة والقدرة علي فعل الخير ، واستحضر أن أراذال الشعوب لن يثبتوا معك إلا إذا كان معك مال وسلطة. وزد لنفسك من الشعر بيتا أنهم خلال صحبتهم لك سيعملون بجد واجتهاد عل تنمية قوة ذاتية لهم لهدمك ماديا ومعنويا وانجازات كانت ضدك ليقدموها كأوراق اعتماد لهم عند الأيدى السوداء اليهود والماسون والأمريكان وكذلك عند "عمالقة الوهم" - أنظمة التفاهة ومعارضة السوء - كل في ذلك حسب شاكلته وحسب ظروف المرحلة التي يعمل بها.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مابعث الله من نبي إلا في منعة من قومه". بسم الله الرحمن الرحيم:
(قالوا ياشعيب مانفقه كثيرا مما تقول وإنا لنراك فينا ضعيفا ولولا رهطك لرجمناك وما أنت علينا بعزيز قال يا قوم أرهطي أعز عليكم من الله واتخذتموه ورآءكم ظهريا إن ربي بما تعملون محيط).
ولعمري الطويل والقصير ما كان ينقصني دراية بمعرفتهم كأراذل شعوب منافقين، ولا كنت يوما أحمقا كما روجوا هذا معلنين بوقاحتهم وتناقضهم الظاهر البين فى ذات الوقت الذي يلقبونني فيه بالمعلم، فوالله لو قالتها - الأراذل - من خلف ظهري لكانت أهون، ولو قالتها في وجهي لكانت أهون .. أما أنها تخط على صفحاتهم فهى المؤامرة لأنها جمعت بين الأسوأين للنيل منك معنويا...
نعم أنا أتفهم، وأتفهم جيدا أن يطلب الناس العاديين أن يروا فيك هذه القوة لكن فى حالة عدم نضوج أو تحقق بطولتهم - أى إرادة التغيير لديهم - ولكني لا أقبلها أبدا من الذين يتصدرون المشهد ويعتبرون أنفسهم قادة فكر ورأى، ولا أقبل منهم بشدة أكبر سعيهم لتنمية قوة خاصة بهم لضربي بعد ما يأخذوا عنى!!
في هذه الرحلة .. رحلة بحثي عن أشخاص في ربوع العالم العربي والإسلامي .. مخاطبا فيها الكل - معارضة وحكام ومحكومين - للعمل على صناعة ( البطولة الوسطى ) أى القيادة التي تقود الدولة وتسير دفة الحكم، وهى الواقعة بين البطولتين الحاضرتين هنا بالفعل ( بطولة الأمة ) التي - تسمى إرادة - وهذه الإرادة بالمناسبة لا تقود لأنها رأى عام منقاد وتهيئتها الإجتماعية تتكون عبر دورة مدتها ٦٠ سنة.
وبطولة ( البطل الفرد ) التي - تسمى كرامة - والتى عمرها لحظة يولد البطل فيها فى أى وقت وهذا هو سر رعب أنريكا وأعضاء "عصر المتكسبين" الموسم على الإنهيار بأن بطولة الأمة هذه المرة حاضرة، وبطولة الفرد ممكن أن تأتي في لحظة واحدة وهذا عكس ما كان أمر المسلمون عليه فى عدد من القرون الماضية حيث كانت بطولة الفرد موجودة وبطولة الأمة أى - التهيئة الإجتماعية - غير موجودة.
لكن الٱن ممكن في لحظة تتواجد طويلة الفرد فتغلق الدائرتين فمن ذا الذي يستطيع فصمها أو الوقوف ضد عصرها عصر المحاربين الشرفاء الذى هو سنة كونية إلهية نحن الٱن على أعتاب قدومه.
والبطل الحقيقي أيضا لا يتطلع إلى منصب أو سلطة لأنه رمز يساهم بل يعمل على صناعة البطولة الوسطى - التى تسمى قيادة - وفي نفس الوقت يمنع عن بطولة الأمة أى الإرادة الجمعية الإختراق والتصفية من المسارات الهروبية التى يعمد إليها أعداء الأمة في الداخل والخارج.
الصلاة خلف علي والأكل مع معاوية
الفرق كل الفرق بين مقولة: "إكتفينا من أشخاص علي هيئة دروس، فاللهم أشخاص علي هيئة حياة".
ومقولة: "ما أحلى صلاة العشاء خلف على وما أشهى تناول العشاء عند معاوية".
سؤل: عمرو بن العاص عن على وعن معاوية فقال:
الصلاة خلف على أقوم والجلوس على مائدة معاوية أدسم فلجأ معظم الناس إلي مائدة معاوية.
والآن تذهب ( أنت ) وتذهب ( هى ) بالكلية إلى المائدة الأدسم حيثما وجدت يمين أو يسار شرق أو غرب معارضة أو نظام يهود أو ماسون أو امريكان، فالموائد المعدة لذلك كثيرة وأنتم أيها الأراذل موسمى الوطنية مدعى الفضيلة والإلتزام تفتشون على المائدة الأدسم والثمن ضرب مشروع الأمة.
وحقا مازال المرء عالما حتى إذا قال أني علمت واستكفيت فقد جهل .. لكن مع كل هذا يجب عليك أيها البطل ان تلتمس لهم الأعذار، قدم لهم النصح والعتاب، ثم اتركهم فترة وجيزة وأنظر ماذا يصنعون؟.. وتذكر أن الفرحة بعودة أحدهم إلى الحق لها أثر جميل على النفوس الطيبة مصداقا لقوله تعالى:( قال نكروا لها عرشها ننظر أتهتدى أم تكون من الذين لا يهتدون).
ولكن حذاري أيها البطل أن تتحداهم في أنفسهم فأنت أصلا لا تملك من أمر نفسك شيئا .. أنت لست جالسا مع ربنا سبحانه وتعالى على كرسي العرش - حاشا لله - بسم الله الرحمن الرحيم: ( إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين ).
إستعمل معهم إستراتيجية الصبر أى "القطرة التى أغرقت الكأس" .. وليس إستراتيجية "حرق المراجل" حتى يكون منك أنت التسامح لهم، وليس التسامح مع الخيانة التي يعطونها حصريا لأعداء الأمة ولا التسامح معهم فيما يبخلون به على المسلمين في حقهم ونصيبهم من البطولة وميراثها الناصع عبر التاريخ، لا تسامح في اتهامهم للإسلام وأبطاله بالغلو والجمود والتطرف والإرهاب.
لا مانع أن تنخدع لهم وتتركهم يصنعون وضعا، وتلبس هذا الوضع طاقية خواجة. ثم قل ( يارب .. يا الله ) فرب أشعث أغبر لو أقسم على الله لأبره .. ساعتها سترى هذا الشخص سواء كان ( هو ) أو ( هى ) وكلامى فى المطلق العام لا أحدد به أحد بعينه ..نعم سيكونون في حالة إنهيار نفسي سيقول هو وستقول هى: أنا كاذبة، ستكشف نفسها بنفسها وتظهر علي حقيقتها المهينة والمخزية، ليس أمام نفسها فهى تعرف نفسها جيدا فأم الطفل أدرى بأبيه، وحتى ليس أمامك فأنت كنت تعرفه وتعرفها من واقع تجارب سابقة وربما من نصيحة وتحذير قادمة إليك ممن رأى تصرفاتهم السابقة وكذلك من ذلات اللسان ومن لحن القول .. وصدق الفاروق عمر رضى الله عنه وأرضاه عندما قال:
"لست بالخبء ولا الخبء يخدعني".
نعم لقد وجدت فى رحلة البطولة الحقيقية أراذل الشعوب تلك الأنماط من ( هو .. وهى ) عيونهم وهى معلقة وآذانهم وهى مصغية بشدة بدون كل شئ، ولكن العقول شاردة والقلوب تائهة ميتة، لا تعرف اتجاه القبلة لتصلي صلاة الصفو لا حركات الركوع والسجود الظاهرية.. نعم قلوبهم لا تعرف معنى الوفاء والإخلاص لله ولا الإخلاص للوطن، ولا تعرف معنى الوفاء للرجال الحقيقيين ( الأبطال ) فالإثنين ( هو، وهى ) مؤدلجين لذاتهم ولمصلحة أعداء الأمة، ولكن تعريتهم المقصودة هنا فى هذا الموقف بالذات تكمن فى نزع وتقويض المصلحة التي كانوا ينشدونها نتيجة الخيانة مصداقا لقول الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم:
( وانظر إلي إلهك الذي ظلت عليه عاكفا لنحرقنه ثم لننسفنه في اليم نسفا ).
وأخيرا استحضر أيها البطل الإيجابي في نفسك أسمى آيات التسامح وأطلب من الله العلى القدير لهم ولك الهداية ( وكذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم ).
فإن اهتدوا فأهلا بهم وسهلا، وإن اعتدوا فاتركهم في الفراغ يحترقون، فهو أو هى كانت في بداية الرحلة بين أمرين:-
١- إما البحث عن الخير فيها للمسلمين والخير لها من المسلمين.
٢- وإما أنه أو أنها كانت مجرد بحث علمي "دراسة حالة" لا أكثر ولا أقل لمعرفة ما يدبره لنا أعداء الأمة من شرور، فمن تعلم لغة قوم أمن مكرهم، والمرؤ حيث يضع نفسه تماما مثل الأمم.
وفي رحلة البحث للأمة عن صناعة "مائة رجل" للبطولة أو بمعنى أدق للقيادة الوسطى - البينية بين البطولتين - لأنها بحكم طبيعتها أقل من البطولتين. تذكرت في مثل هذا الموقف كلمة سيدنا على بن أبي طالب رضى الله عنه، مع القاسطين والمارقين والخوارج أصحاب الجمل وصفين والنهروين عندما قال: "سأصبر حتي يعجز الصبر عن صبري، سأصبر حتي ينظر الرحمن في أمري، سأصبر حتي يعلم الصبر إني صبرت على شئ أمر من الصبر".
شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة