.......................
إذا انطفأت كنيرانٍ قلوبُ
وفي جذواتها سكنت طيوبُ
وضنَّت بالحنان له عيوبُ
وما للشَّوقِ في فجرٍ هبوبُ
فلا تنفخ بفيك له رمادا
تُعكِّر صفو من رامَ الودادا
.....................
من انتظر الصَّباحَ مع الملاحِ
وأُسكِرً من حنينٍ للنَّجاحِ
وروَّى الفكرَمِنْ عقل المباح
وأبكى العينَ من سحر الفلاح
فلا ينفخ بفيه له رمادا
فيؤذي مَن له يوماً أفادا
......................
وعند تفتُّحِ الأزهار لونٌ
وإن صدحَ البيانُ وكان لحنٌ
وقد جفَّ الوصالُ وكان وهنٌ
تباعدت القلوبُ وذاب حُسنٌ
فلا تنفخ بفيك له رمادا
يزيدُ به البعادُ وقد أجادا
......................
إذا كان اشتياقٌ كالأريجِ
وصاحَ ملبيَّاً قلبُ الحجيجِ
وسرنا في طريقٍ بالنَّشيجِ
نهلِّلُ لا نروُمُ سوى المُهيجِ
فلا تنفخ بفيك لنا رمادا
لعلَّ الوجدَ جاء بنا ونادى
..................
إذا انشقَّت جيوبٌ من عذابٍ
وأقدمت الهمومُ مع الذِّئابِ
وجار الخلقُ في نشر الضَّبابِ
وبان الحقُّ يوماً كالسَّرابِ
فلا تنفخ بفيك له رمادا
فإنَّ اللهَ يَنصُرُ من أرادا
....................
إذا جفَّت دموعٌ في المآقي
ولم تأبه لِحِبٍّ باشتياقي
وصبرٌ إن جرى يوماً يلاقي
عذاباً كان من دَخَنِ احتراقي
فلا تنفخ بفيكَ لهُ رمادا
فلا بيتٌ إذا فقَدَ العمادا
.......................
إذا غطَّى الظَّلامُ لك الأُمورا
وصادَ العقلُ من فكرٍ ضمورا
وكان الوهمُ في الحلمِ صبورا
وأضحت حربنا تفتح قبورا
فلا تنفخ بفيك لها رمادا
إذا مات الضّميرُ فقد أبادا
......................
يجور الحاكمون على شبابٍ
فقد هدموا قواعد كالرّوابي
وقد هبَّت رياحٌ مع حروبٍ
وصار القتلُ في الأدنى المُحابي
فلا تنفخ بفيك لهم رمادا
لعلَّ اللهَ يرحمُ من تمادى
....................
إذا زاد التَّهجُّدُ ساعتين
وأُشعِلَ في الظَّلامِ بشمعتين
وقرقرت الأماني كاللجينِ
فزادت من صلاةٍ ركعتين
فلا تنفخ بفيك لها رمادا
فإنَّ اللهَ يهدي من أرادا
...................
تلومُ على غيابٍ لو بعذرِ
ووصلُ الصُّبحِ تقطعه بعصرِ
وكسرٌ للزُّجاجِ جرى بقصرِ
فلا عودٌ يُنادى بعدّ قهرِ
فلا تنفخ بفيك لهم رمادا
فنسيانٌ لماضٍ قد تهادى
...................
إذا عامٌ قضى يتلوه عامٌ
وصمتٌ قد جرى فيه الكلامُ
وقطعٌ للوصال فلا ملامٌ
وفي الأشواقِ إذ نحرٌ سلامُ
فلا تنفخ بفيك لها رمادا
فدنيا قد دعت ربًّا جوادا
........................
الجمعة 21ربيع أوَّل 1437 ه
1 يناير 2016 م
شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة