دار نشر القلم للطباعة والنشر والتوزيع دار نشر القلم للطباعة والنشر والتوزيع

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة

زين العابدين فتح الله أبو زيد يروي الجزء الثاني من قصة (فراشات حول اللهب)


كانت "رؤى" العربية النشأة الغربية المولد والجنسية الطالبة الجامعية والمتزوجة من "محمد" شاب مسلم ومن أسرة غربية مسلمة و 'رنا" الطالبة المصرية المبعوثة هي وزوجها "عمر" في رحلة جامعية على ضفاف بحيرة تتفرد بمياهها الصافية و طيورها النادرة من بط و أوز و بجع و نوارس وبطارق و حولها مساحات خضراء بأشجار ومناظر خلابه.
تعارفت الفتاتان و توطدت صداقتهما حتى بدأت كلتاهما تتحدث مع الأخرى بلا حذر!
كانت ملامحهما شرقية رغم اختلاف الجنسية.
كانت" رنا" ترى في "رؤى' جمالا لا يوصف لكنه اختلط بلمسة حزن وعندما سألتها عن ما يحزنها ويحجب سعادتها
قالت "رؤى" أنها بالرغم من رغد العيش و الإمكانيات المادية الهائلة لزوجها "محمد" و أنه لا يألو جهدا لتوفير كل سبل الراحة لها ،إلا أنها لاتشعر بأي شكل من أشكال السعادة الزوجية.
لقد تزوجت من رجل ذو أصول غربية وعادات وتقاليد لم تعتاد عليها ناهيك عن اختلاف اللغة وطرق التربية في بلد أوروبي.
وبينما كانت "رؤى" و"رنا" تسترسلان في الحديث أتى لسمعهما النداء من مسؤول الرحلة بأن يستعد الجميع للعودة ويأخذ كل واحد من الطلاب مقعده بالحافلة. كانت" رنا" و" رؤى" تجلسان معا على نفس المقعد بالحافلة. بدأت "رؤى" بالحديث موجهة سؤالها ل "رنا" كيف تعرفت على "عمر" و ما قصة زواجكما ؟
قالت "رنا" كنا زملاء دراسة منذ المرحلة الثانوية. و كنا نذهب إلى المدرسة معا كانت هناك بعض المواقف التي أحسست أن "عمر" هو من يستحق أن اتزوجه و أنه هو فارس أحلامي.
كان دائم السؤال للاطمئنان علي وكم من الدروس حصلت. فإن شكوت له صعوبة يتفانى في تذليلها وشرح ما صعب. كان دائما مهندم الملبس أنيقا و وسيما.
كانت نظراته تحوي كثيرا من مشاعر الحب و الاستحسان وكنت أبادله نفس الشعور.
واستمر ذلك حتى أنهينا المرحلة الثانوية بتفوق والتحقنا بالجامعة. زاد ارتباطنا يوما بعد يوم و تخلل ذلك تبادل المحاضرات و أحيانا ساعات التنقل والمذاكرة تحت سمع و بصر جميع أفراد الأسرة فقد كان محل ثقة للجميع لحسن خلقه وانتسابه لأسرة ذات سمعة طيبة وأصل عريق. كانت تتخلل تلك الأوقات بعض الحوارات والدعابة و الفكاهة وكنت كل يوم أكتشف فيه شيئا جميلا يجذبني إليه..
تتوفف "رنا" برهة وهي تفتح حقيبتها و تخرح ألبوما يحتوي على صورهما و مراسلاتهما منذ أن تعارفا هي و "عمر".، تطلع "رؤى "على مجموعة الصور التي التقطت ل" رنا" مع "عمر" في مناسبات عديدة . ثم تعطيها أحد الخطابات التي كان يرسلها " عمر"
وفيه كتب "عمر" ل "رنا":
أيها القمر المنير لقلبي و حياتي. "رنا" والذي بدونه لن اقدر أن اعيش يوما . ومعه سأكمل المشوار مهما طال ،أو استغرق من زمان. لكن قلبي لم يعد قادرا على الكتمان بما أشعر به تجاهك. فقد تربعتي في قلبي. و أصبحت جزء مني فحياتي بدونك لن تكون لها معنى و لا طعما و لا رائحة، فحين أراك يتهلل قلبي فرحا وأكاد أشعر و كأننا طائران يرفرفان بجناحيهما قبل أن يتلاقيا ويطعما بعضهما البعض بمنقاريهما!.
لقدأصبح عبق ورائحة ملابسك المميزة نكهة ادمنتها ونظرات عينيك المفعمة بالخجل المعهود وبسحرها وأهدابها السوداء و ظلال الليل وكأنها حدود لشاطيء بحر و ألوان هادئة كمياهه تأخذ بالألباب.
قمري لقد أصبحت صورك وكلماتك و همساتك ونظراتك تتملك كياني! أحبك ! وسأظل حتى تتشابك أيدينا برابطة أبدية سمية لنكون طائران في عش واحد.!
وبعد أن انتهت "رؤى" من قراءة أحد خطابات "عمر" ل "رنا "قبل زواجهما..
تنهدت وكأن صدرها قد ضاق و تأزم وأصبح التنفس صعبا عليها لكنها لم تظهر ماتشعر به!
تتناول "رؤى" ألبوم الصور الذي جمع صور "رنا" مع "عمر "منذ أن كانا في الجامعة وحتى اليوم وتمسك بصورة حين وقف "عمر" و"رنا" وسط حدائق تزخر بجداول الزهور و أشجار الفاكهة كالتين والزيتون والرمان وخلجان المياه مع مجموعة أصدقاء وكان "عمر "يقطف التين ويقسم الثمرة ليضع نصفها في فم" رنا" ويأكل النصف الآخر.
ياه! تضحك "رنا 'وتحاول ان تضحك "رؤى" وتقول لها كل شيء سيكون على مايرام بينك وبين "محمد" لم تنته الحياه بعد كوني متفائلة!
وهي تضحك تعطي ل "رؤى" صورة
و صور عديدة و هم يركبون لعبة العجلة الدوارة في مدينة الملاهي وهي من أخطر الألعاب إذ يعادل ارتفاعها عمارة سكنية بسبعة أدوار فوق سطح الأرض و تلف بسرعة كبيرة مع قلب وضع الراكب إلى ان يكون رأسه لأسفل أثناء الدوران السريع بهذا الإرتفاع الهائل حيث أوضحت الصورة أن الجميع في حالة هلع . باستثناء "عمر "و"رنا" فقد كانا يضحكان بينما الآخرين يصرخون وأحيانا يبكون!
في احدى الصور ترى عمر ورنا وهو يعلمها قيادة السيارة و يعطيها التعليمات حتى انهت رنا الدرس بامتياز ويقفذ عمر و رنا في الهواء وهم يضحكان و يكافئها عمر بمشروب بارد.
تتنهد رؤى و تقول هذا مالم اعتاد عليه!!
هذا هو الفرق!
وكانت حافلة الرحلة قد وصلت لمحطتها الأخيرة. فودعت كلتاهما الأخرى على أمل اللقاء في الغد.
"رؤى" لاتنسي أن محاضرة الغد تنادي عليها "رنا " مع السلامة. خلى بالك من نفسك!
تضحك رؤى وتلوح بيدها مودعة!
انتظروا الجزء الثالث قريبا.
قد تكون صورة ‏‏شخص واحد‏ و‏لحية‏‏

عن الكاتب

قادح زناد الحروف

التعليقات

طباعة ونشر وتوزيع ، ظهور إعلامي ، ورش أدبية
اشترك بالعدد الجديد من مجلة القلم الورقية للتواصل والاستعلام / 0020102376153 واتساب

اتصل بنا 00201023576153 واتساب

شاركونا الإبداع

جميع الحقوق محفوظة

دار نشر القلم للطباعة والنشر والتوزيع