الأب له ولاية على الأسرة فقط عندما يُقال عنه أب، والرسول لا تكون له ولاية على المملكة إلا إذا كان رب، كلمة محمد رسول الله لا تعطي انطباعاً بأنه صاحب ولاية، الله حين يعطي الصفة فهو يعطيها للخلق وذلك العطاء يتمثل في أن الأب حين يعطيه الولاية فذلك لن يكون إلا بإعطاءه الأولاد، تُمنح الصفة على أساس إعطاء هذا المخلوق ما تتم الولاية عليه، الله جعل رسوله صاحب ولاية، أعطاه مملكة لتكون له الولاية عليها ولولا وجود هذه المملكة فلن تكون هناك ولاية، لكن لكل ولي من الأولياء إسم أوصفة، فالرجل في بيته هو صاحب الولاية وتُمنح له صفة الأب حين يكون له أطفال، والرسول تُمنح له صفة الرب عندما تكون له مملكة وهذه المملكة كلها لرسول الله وقد منحه الله صفة الرب كون الولاية له، وهنا نقول متساءلين :
كيف أصبحت الولاية للرجل على أسرته وبأي صفة ؟؟
لأن صفته أب!
وكيف أصبحت الولاية لرسول الله وبأي صفة؟؟!!
مُنِحت له بصفته رب!
إنه لولم تُمنح صفة الرب لرسول الله لما كانت له الولاية على المملكة، ولولم تُمنح صفة الأب للرجل لما كانت له الولاية على أسرته، أول ما تُمنح هي الصفة وعلى أساس الصفة تقع الولاية، لا ولاية إلا بصفة، الولاية بدون صفة كارثة ومشكلة، إذا ما كانت هناك أسرة ويريد الكثير أن يكون له الولاية عليها فذلك يعني حصول مشكلة على الأسرة حيث سيسعى الجميع لتقاسم الأطفال تحت زعم أن كل واحد منهم له الولاية، لهذا لن تُحل المشكلة إلا بتحديد صاحب الصفة أولاً الذي هو الأب، هذا هو صاحب الولاية الحقيقية الذي يمسح المتقولين المُدَّعين الولاية، كذلك الحال بالنسبة للمملكة حيث أن العديد من مُدَّعين الولاية على المملكة بدون صفة، كيف يقولون أنهم أصحاب ولاية عليها وهم لا يملكون الصفة التي تجعلهم كذلك؟؟!!
ما هي صفتهم حتى تكون الولاية لهم ومن الذي منحهم إياها ؟؟!"
هل الله هو من أعطاهم صفة الرب لتكون الولاية لهم أم أنهم تقمصوا الصفة وسرقوها؟؟!!
لأنهم تقمصوا الصفة وسرقوها ولم يكن لله هو من منحهم إياها فقد منحوا لأنفسهم الولاية على المملكة وكثروا الولاة عليها فعاثوا فيها الفساد وأكثروا، ما كثرت الولايات إلا لأنهم جميعاً لصوصاً لها ولو كانت الصفة حقيقية فيهم لكانت لواحد منهم، الله لا يعطي صفة الأبوة على أسرة إلا لرجل واحد هو الأب الحقيقي وهذا أمر ليس فيه احتمالات بل أب وحيد مُطلق ليس هناك احتمالات لوجود آباء آخرين بجانبه، كذلك الحال في صفة الربوبية حيث أن الله لم يمنح صفة الرب إلا لفرد واحد صمد هو رسول الله ووجود هؤلاء الأرباب إنما يعني تقمص لصفة رسول الله وهم في تعددهم هذا لا يكونون إلا لصوصاً لتلك الصفة، وجود آباء متعددين لأسرة ليس فيه منطق، بل وجود الأب الواحد صاحب الصفة هو المنطق، وجود أرباب متعددين لمملكة واحدة ليس فيه منطق، بل وجود الرب الواحد لها هو المنطق المتكامل، وصف الربوبية باللسان غير الصفة الممنوحة واقعياً بالتكوين، صفة الرسول رباً واقعة في تكوينه وهذا ما يجعل له الولاية على مملكته بينما صفات الأرباب الآخرين هي وصف لساني والذي هو تقمص صفة الربوبية بالقول ليكونوا جميعاً لصوصاً كلهم خانوا الرسول ليضيف عليهم صفة التفرقة ما يعني أنهم في واقعهم أرباباً مُزيفون لأن الرب الحقيقي لديه صفة الوحدانية وليس التعدد، يجب وضع صورة متكاملة عن رب المملكة بأخذ صورة مُصغرة عنها من الأسرة، لفهم الحقيقة عن رب المملكة الرحيم يجب فهم النموذج المُصغَّر في رب المنزل، حيث إن الرب صفة منحها الله لمخلوق لتكون له الولاية وليس الرب هو الذات الإلهية، كما أن الصفة مُنحت للرجل من عندالله وهي الأب فكانت له الولاية على الأسرة بتلك الصفة، وكذلك منحها الله لرسوله لتكون له الولاية على المملكة، كما أن صفة رب الأسرة تكوينية فكذلك صفة رب المملكة تكوينية، ووجود الصفة التكوينية في رب الأسرة فهذا ينفي وجود أي أبوة أخرى، كذلك بوجود الصفة التكوينية في الرسول كرب للمملكة ينفي وجود أي ربوبية أخرى، هكذا يتم مطابقة النموذج في رب الأسرة لفهم النموذج الملكي في الربوبية، قد يكون من السهل عليهم إدِّعاء الربوبية ولكن الكاشفة هي فيمن منح لهم صفة الربوبية، من الذي أعطاهم إياها؟؟
هل هو الله فيكونوا أرباباً حقيقيين أم غير ذلك؟؟
هناك نموذج يتم استعراضه فيما يخص هذا الشيء وقد تم عرضه للتعريف بهذا الشيء وهو متعلق بمن منح صفة الربوبية لهؤلاء الأرباب، هناك ربوبية مشهورة وهي ربوبية المسيح، هذا هو رسول من رسل الله الذي تم اختياره ليكون بالفعل نموذج يتم سؤاله عن هذا الشيء، هل هو كرب وبهذه الصفة كانت من عند الله أم أنه منحها لنفسه أم أن هناك من جعله رباً وأضاف عليه هذه الصفة عمداً؟؟!!
أأنت قلت للناس يا بن مريم أنك أنت الرب؟؟!!
هل منحك الله هذه الصفة أم أنك أنت الذي منحتها لنفسك؟؟!!
خذوا الجواب من فم المسيح بأنه لم يفعل ذلك وما قال إلا ما تم أمره به، من هذا سنعرف كيف أن هناك تحقيق في قضية الربوبية وهذا السؤال الذي طُرح على ابن مريم هو ما يُطرح على الأرباب الآخرين، ابن مريم ما ادعى الربوبية ولكن هذا السؤال الموجه له لا يعني إلا شيء واحد يُراد به حط جميع الأرباب بصورة قانونية حيث أن المعنى العام من كل هذا هو إنه لو كانت الربوبية تُوهب لأيٍ كان لكانت وُهِبت لابن مريم.
هل سيأتي الأرباب الذين تقمصوا الربوبية في منزلة قريبة كتلك التي لابن مريم؟؟!!
لماذا قد تكون الربوبية فيهم ولا تكون في ابن مريم وهو من الصالحين الأخيار ومن الرسل المُصطفين المختارين؟؟!!
إذا كان المسيح بهذه الدرجة لم يتقمص صفة الرب وكان من العاملين تحت أمره فكيف يجعل هؤلاء من أنفسهم أرباباً؟؟!!
الأمر يبدأ بالمسيح بصفته من الصالحين وهو الذي يتم نفي صفة الربوبية عنه وقد شهد بذلك على نفسه بأنه ما قال إنه رب ولا أمر أحد أن يقول إنه رب ليتم رد الأمر بكل وضوح نحو هؤلاء الذين قالوا عن أنفسهم أنهم أرباب ليتم إيقافهم وسؤالهم عمن منحهم صفة الرب التي جعلوا الولاية فيها لأنفسهم، إنهم لم يقولوا عن أنفسهم أرباب بشكل مباشر وإنما باشروا العمل بدور من لهم الولاية ولا يمارس الولاية إلا من تقمص صفة الربوبية، ولأن الطوائف كاملة لها أرباب فقد اكتفى القرآن بالإشارة إلى الربوبية في تلك الطوائف بأن ذكر بأن صانع الطوائف ( فرعون ) قد قال عن نفسه أنه رب العالمين، الرب الذي صنع الشِيَّع هو من قد سار على نهجه من بعده كبارات الطوائف وزعماءها بالقول عن أنفسهم أنهم أرباب، ليس باللفظ وإنما بممارستهم للولاية التي هي خصوصية الرب الحقيقي!
من هذا نخلص إلى حقيقة هامة تتعلق بمعرفة من هم هؤلاء الأرباب الذين لم يُصرِّحوا لفظياً بأنهم أرباب وهم في واقع الحال يقولون عن أنفسهم أنهم كذلك، تلك الحقيقة هي ( كل من يقول عن نفسه إنه ولي أمر فقد إدَّعى الربوبية )، لا تحويل ولا تبديل في هذا لأن هذه قاعدة أساسية لكشف الأرباب، كل من قال عن نفسه ولي أمر داخل المملكة فهو يقول بلسان حاله إنه رب لأن الولاية لا تأتي إلا من صفة وتلك الصفة هي ( رب )، وعليه يتم سؤال هؤلاء الأرباب عمن منحهم تلك الصفة؟؟
سيُعللون الأمر بأنهم ما قالوا أنهم أرباب، ذلك صحيح، لكنهم تقمصوا ولاية الأمر فكانوا ولاة الأمر فمن أين جاءتهم تلك الولاية؟؟!!
ما جاءت إلا من تقمص صفة الرب؟؟!!
المسألة ليست مصطلحات لفظية بل سرديات قانونية وحقائق منطقية تكشف الواقع المخفي، قانونياً لا ولاية إلا من صفة ولا صفة إلا ما كانت تكوينية ولا واقع لهذه الصفة إلا بوجود منظومة محكومة بصاحب هذه الصفة ولا قيمة للصفة إلا بهذه المنظومة التي على أساسها توهب هذه الصفة، هگذا التداول المنطقي للموضوع، واقع الولاية من صفة يمنحها الله كما وهب رسوله صفة الرب لتكون له بذلك الولاية وواقع الولاية على مملكة كاملة لا على جزء منها، ولما وجدنا واقع هؤلاء الأرباب لم نجده يحكي إلا عن حالة تعددية فيهم وهي مختلفة ومتضاربة ومتعاكسة، كل هؤلاء أرباباً دفعةً واحدة وبهذا الإختلاف يستدعي معرفة لحقيقة أخرى هي أنها بأكملها ليست من الله ولا هو منحها لهم إذ كيف تكون من الله وهي بهذا الإختلاف؟؟
هل في نظام الله أن يتم منح صفة الربوبية لهم جميعاً وهم بهذا الإختلاف ليكون الله كمن زرع ذلك الشقاق والإختلاف فتكون التبعة عليه؟؟!!
الأمر وما فيه أنه ما منحهم إياها ولكن هم من إدعوها وتقمصوها فتشاجروا واختصموا عليها، هنا لا حل إلا بمعرفة موقع الصفة في صاحبها الحقيقي وهو رسول الله وأما هؤلاء فموقفهم موقف المختصمين على ما ليس فيهم ولا هو لهم والحل عند صاحبها، إذا تشاجر عدد من الرجال حول أبُوتهم لأسرة مُعينة كلٌ يدَّعي أنه هو الأب وولي الأمر فالحل يكون بالأب الحقيقي فهو الولي الحقيقي الذي يفض كل شجار ويحل اختصام وينفيهم جميعاً ويُصرِّح لهم بأنهم مُدَّعُون، هذا هو وضع رسول الله صاحب صفة الرب من عندالله والذي يفض الشجار بين جميع الأرباب ويحل اختصامهم بشيء واحد وهو أن الصفة فيه من الله وجميعهم أرباباً مُزيفون تقمصُوا دوره، هنا سنعرف أيضاً كيف لا يؤمنون حتى يحكموك ) إذ أن الرسول حين يكون هو الحكم بكله في هذه الصفة لأنه هو الرب الذي يُحل به هذا الإختصام!
إن الله هو من خلق الأب العائلي وأثبت له صفة الأبوة بأن خلق له أولاد فكانت الولاية له بتلك الصفة وبهذه الصفة يستطيع الأب أن يمسح كل أبُوة كذابة ومُنتحلة وهو نفسه الذي خلق الرسول وأثبت له صفة الرب بأن خلق له مملكة فكانت له الولاية بتلك الصفة التي بها سيمحو كل ربوبية كاذبة ومنتحلة صفة الرب، قاعدة منطقية وقانونية لا يمكن الخروج عليها!
إن الأب الحقيقي هو الذي جعله سبباً لوجود الأبناء ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكون الأبناء سبباً لوجود الأب، لا خيرة ولا اختيار للأبناء في هذا الأمر القضائي المُعد من عندالله وهو نفس الوضع فيما يخص المملكة إذ إن الرب هو سبب لوجود الخلق وما كان للخلق أن يكونوا سبباً لوجود الرب، فإذا ما قام بعض الخلق تحميل أنفسهم صفة الرب فهذا دجل وعبث ولعب، كيف يكونون أرباباً وهم ليسوا سبباً لوجود الخلق وإنما هم من ضمن الخلق الذين كان الرب سبباً لوجودهم، ليس للخلق خيرة في هذا الأمر لأنه قانون طبيعي وجودي، مثلما الأب سبب لوجود الأطفال فإن الرب سببٌ لوجود الخلق وإن خالق الأب هو خالق الرب ومن جعل للأب أسرة فقد جعل للرب مملكة وإن الأبناء لا خيرة لهم في تحديد الآباء كما أن الخلق لا خيرة لهم في تحديد الرب، قانون معياري، إن الأبُوة والربوبية لا تحتاج إلا لنظرة قانونية معيارية، الأب الحقيقي لا يحتاج إلى نصوص ومصادر لإثبات أنه أب بل إثباته بصفته في تكوينه كأب ممنوح له الأولاد لتكون له الولاية عليهم، كذلك الحال عندما يتعلق الأمر بالرب لا يحتاج إلى نصوص لإثبات أنه رب فهو الممنوح له مملكة مخلوقة لتكون له الولاية عليها، لذلك نجد أن القرآن لم يكن نصوصاً تمهيدية لإثبات الرب وإنما كان بعد هذا القانون ليكون العالم على بينة من هذا الأمر عندما ينحرف عن المسار ويدخل في خط ربوبية أخرى!
إن الأبناء لا خيرة لهم في اختيار إحد إخوانهم الذين هم مثلهم ليكون لهم أباً ومن البديهي أنه لن يقبل أحد بذلك لأنه مخالف للقواعد المنطقية، كذلك الحال بالنسبة للخلق إذ لن يكون من المنطق أن يختاروا رباً هو مثلهم في الخلق، مهما كانت الطرق المبتدعة للقول بأن أحد الإخوان هو الأب لبقية إخوته فلن يكون ذلك مقبولاً وهو نفس الحال للطرق المبتدعة للقول بأن هناك رباً للخلق وهو نفس الخلق!
تابعونا لمعرفة المزيد بهذا الخصوص
إِعْلَامُ_مَمْلَكَةِ_اليَمَنِ_السَّعِيْدِ
شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة