قَالَ وَمَا عِلْمِي بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (الشعراء 112)
الاعراب
قَالَ: فعل ماضٍ مبنيّ على الفتح والفاعل ضمير مستتر جوازًا تقديره هو
وَ:استئنافية
مَا: اسم استفهام مبنيّ على السكون في محلّ رفع مبتدأ
عِلْمِي: خبر "ما" مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم منع من ظهورها اشتغال المحلّ بالحركة المناسبة و الياء ضمير متّصل مبنيّ على السكون في محلّ جرّ بالإضافة.
بِمَا: جارّ ومجرور متعلّقان بـ"لعلمي" و "ما": اسم موصول مبنيّ على السكون في محلّ جرّ بالباء.
كَانُوا: فعل ماضٍ ناقص مبنيّ على الضم لاتصاله بواو الجماعة و الواو ضمير متّصل مبنيّ على السكون في محلّ رفع اسم "كان" و الألف فارقة.
ويقول ابن عاشور:
وَالْوَاوُ فِي قَوْلِهِ: (بِما كانُوا فَاعِلٌ وَلَيْسَتِ اسْمًا لِـ (كَانَ) لِأَنَّ (كَانَ) الزَّائِدَةَ لَا تَنْصُبُ الْخَبَرَ.
يَعْمَلُونَ: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون لانه من الافعال الخمسة والواو ضمير متّصل مبنيّ على السكون في محلّ رفع فاعل.
اعراب الجمل
جملة "قال" لا محلّ لها من الإعراب لأنّها استئنافية
جملة "ما علمي" في محلّ نصب معطوفة على مقول القول المقدر أي أهم كذلك وما علمي .... ؟
جملة كانُوا يَعْمَلُونَ: صلة الموصول لا محل لها من الاعراب والعائد ضمير منصوب محلا لانه مفعول به. التقدير «كانوا يعملونه» او تكون {ما} مصدرية.
فتكون الجملة بعدها صلتها لا محل لها و {ما} وما تلاها بتأويل مصدر في محل جر بالباء. التقدير: وما علمي بعملهم المراد انتفاء علمه باخلاص اعمالهم لله واطلاعه على سر امرهم وباطنه
جملة "يعملون" في محلّ نصب خبر "كانوا"
الصرف
{قَالَ}: فِعْلٌ مَاضٍ لِلْغَائِبِ مَبْنِيٌّ لِلْمَعْلُومِ مُتَصَرِّفٌ، مُعْتَلٌّ أَجْوَفُ وَاوِيٌّ، ثُلَاثِيٌّ مُجَرَّدٌ، مِنْ بَابِ: (نَصَرَ يَنْصُرُ) أَصْلُهُ: (قَوَلَ)، عَلَى وَزْنِ: (فَعَلَ)، فِيهِ إِعْلَالٌ بِقَلْبِ حَرْفِ: الْوَاوِ أَلِفًا لِتَحَرُّكِهَا وَانْفِتَاحِ مَا قَبْلَهَا، مِنْ مَادَّةِ: (قول)
{عِلْمِ}: اسْمٌ مُذَكَّرٌ مُفْرَدٌ جَامِدٌ مَصْدَرٌ سَمَاعِيٌّ، مِنَ الْفِعْلِ الثُّلَاثِيِّ: (عَلِمَ يَعْلَمُ)، مِنْ بَابِ: (عَلِمَ يَعْلَمُ)، ثُلَاثِيٌّ مُجَرَّدٌ، عَلَى وَزْنِ: (فِعْلٌ)، مِنْ مَادَّةِ: (علم)
{كَانُوا}: فِعْلٌ مَاضٍ لِلْغَائِبِينِ مَبْنِيٌّ لِلْمَعْلُومِ مُتَصَرِّفٌ مُعْتَلٌّ أَجْوَفُ وَاوِيٌّ، ثُلَاثِيٌّ مُجَرَّدٌ، مِنْ بَابِ: (نَصَرَ يَنْصُرُ)، أَصْلُهُ: (كَوَنَ)، عَلَى وَزْنِ: (فَعَلَ)، فِيهِ إِعْلَالٌ بِقَلْبِ حَرْفِ: الْوَاوِ أَلِفًا لِتَحَرُّكِهَا وَانْفِتَاحِ مَا قَبْلَهَا، مِنْ مَادَّةِ: (كون).
{يَعْمَلُونَ}: فِعْلٌ مُضَارِعٌ لِلْغَائِبِينِ مَبْنِيٌّ لِلْمَعْلُومِ، مُتَصَرِّفٌ، صَحِيحٌ سَالِمٌ، ثُلَاثِيٌّ مَزِيدٌ بِحَرْفِ: الْيَاءِ، مِنْ بَابِ: (عَلِمَ يَعْلَمُ)، عَلَى وَزْنِ: (يَفْعَلُ)، مِنْ مَادَّةِ: (عمل)
الفوائد
١- يقول السمين الحلبي في الدر المصون :
قوله: {وَمَا عِلْمِي} : يجوز في «ما» وجهان، أحدهما: وهو الظاهر أنها استفهامية في محل رفع بالابتداء. و «علمي» خبرها. والباء متعلقة به. والثاني: أنها نافيةٌ. والباءُ متعلقةٌ ب «عِلْمي» أيضاً. قاله الحوفي، ويحتاج إلى إضمار خبر ليصير الكلامُ به جملةً.
٢- أنواع ما :
تأتي ما على أنواع مختلفة:
١- حرف نفي لا محل له من الإعراب ولا تؤثر على عمل بقية الكلمات في الجملة، وتقتصر في عملها على تغيير المعنى فقط وهو النفي
مثال: ما جاء محمد
فهنا ما نافية، نفت مجيء محمد
٢- تعمل عمل ليس و تأخذ اسماً وخبراً، مثال: قوله تعالى: (فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلاَّ مَلَكٌ كَرِيمٌ)
هذا اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع اسم ما العاملة عمل ليس
بشراً خبر ما منصوب.
٣- كافة تكف عمل إن مثال: إنّما محمدٌ رسولٌ
ففي هذه الجملة كفت ما عمل إن؛ ليبقى محمدٌ مبتدأ مرفوع، ورسولٌ خبر المبتدأ مرفوع.
٤- زائدة بين حرف الجر والاسم المجرور، مثل قوله تعالى: (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ)
٥- شرطية هي اسم شرط مُبهم كناية عن غير العاقل، وتدخل على الجملة الفعليّة فتجزم فعليْن؛ الأوّل يُعرب "فعل الشّرط"، والآخر يُعرب "جواب الشّرط".
٦- مصدرية ظرفية فيتم تأويلها مع صلتها في محل نصب على الظرفية الزمانية،
مثال: سأكرم ضيفي ما أقام عندي، وهنا المصدر المؤول من ما والفعل أقام في محل نصب على الظرفية وتقدير المصدر المؤول مدة إقامته عندي.
و قد تكون مصدرية بعيداً عن الظرفية أي يكون المصدر المؤول من ما وصلته في محل رفع أو جر أو نصب، مثال: قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ)، فالمصدر المؤول من ما والفعل عنتم في محل نصب مفعول به والتقدير ودُّوا عَنَتَكُم.
٦- اسم استفهام مثال: ما أكلتَ اليوم؟
أما عن إعرابها في حالة إذا ما كان بعدها فعلٌ لازم أو فعلٌ متعدي أخذ مفعوله يكون اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ، أما إذا جاء بعد ما فعلٌ متعدي لم يأخذ مفعوله فيكون اسم استفهام في محل نصب مفعول به.
٧- اسمٌ موصول ويعرب حسب موقعه بالجملة مثال: أدركت ما يخيفك في هذا المكان،
ما: هنا اسمٌ موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به.
٨- اسم تعجب تعرب في محل رفع مبتدأ، مثال: ما أجملَ السماء!
أمثلة من القرآن الكريم:
قوله تعالى: (سَيَقُولُ السُّفَهَاء مِنَ النَّاسِ مَا وَلاَّهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُواْ عَلَيْهَا)نوع ما في الآية اسم استفهام.
قوله تعالى: (وَّإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَاد)نوع ما في الآية ما الكافة.
قوله تعالى: (تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِّلْعَالَمِينَ)نوع ما في الآية حرف نفي
قوله تعالى: (وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا)نوع ما في الآية مصدرية ظرفية.
قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ) نوع ما في الآية مصدرية وإعراب المصدر المؤول من ما والفعل نسوا في محل جر بحرف الجر
قوله تعالى: (قُتِلَ الإِنسَانُ مَا أَكْفَرَهُ) نوع ما في الآية اسم تعجب
قوله تعالى: (سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) نوع ما في الآية اسم موصول.
محمد ابراهيم شلهوم
شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة