استرسل أبو سالم في أحلام اليقظة و راح يتخيل كيف سيدخل على رئيس فرع الأمن السياسي و كيف سيبصق في وجهه، و كيف سيركله بقوة، و كيف و كيف
لكنه سرعان ما انتبه و استيقظ أبو سالم من أحلامه و سخر من نفسه و قال في سره: هيهات الوصول إلى وبش كهذا !! و أردف قائلا: كيف و متى يمكننا محاسبة أمثال هؤلاء
الأوباش من الناس؟! ما لبث أن أخذ نفسا عميقا و تأوه بحسرة و قال: اللهم طيرا أبابيل تحصدهم
و سرعان ما بدأ أبو سالم يفكر جديا أن ينخرط في صفوف الجيش الحر - ذلك أنه بالأمنيات وحدها لا يمكن استرداد حق مهدور -
و قال: لا أظن أنه يمكن استرداد بيتي المغتصب إلا عن طريق القوة، و صدق من قال: لا يفل الحديد إلا الحديد، لكن مسألة استجداء السارق أن يعيد ما سرق، فتلك مهانة ما بعدها مهانة، بل هو الذل بعينه
و قال أبو سالم يكلم نفسه: ليتها فصائل المجاهدين تجتمع على كلمة رجل واحد، و أكاد أقسم أنها لو اجتمعت فسيكون النصر حليفا لها، غير أنه صدق فيها قول الله تعالى ( كل حزب بما لديهم فرحون ) [المؤمنون53]
و دخل أبو سالم مرحلة البحث عن فصيل يجد فيه عزيمة و صدقا و إخلاصا في توجهاته، و كانت تلك بالنسبة له مرحلة صعبة للغاية لا تقل في شدتها عن مرحلة بحثه عن مخرج يتيح له استرداد بيته الذي اغتصبه منه فرع الأمن السياسي.
- وكتب: يحيى محمد سمونة - حلب.سوريا
شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة