في مدرج كلية الطب بنات جامعة الأزهر وقفت جهاد تنظر مكاناً تجلس فيه
صرخت بها الدكتور سلمى مجاهد يابنتي اقعدي في اي مكان
عملتيلي تشوش
حاضر يا دكتور - قالتها في غضب و إمتعاض – فقد لاقت جهاد الأمرين في طريقها إلى الكلية و بينا هي تنفخ من كير مالاقت تلقفتها عيون عائشة تلك الأندونيسية التي تتكلم العربية بلثغة و لكنة أندونيسية خالصة ( تألي يا أختي إجلسي بجانبي ) جميلة تلك الكوفية هل أنت فلسطينية ؟
نعم فلسطينية
جميل أنا أحب فلسطين
جاء من بعيد صوت الدكتور سلمى نبدأ الآن المحاضرة .
تفضل يا أخي
كانت تلك الكلمات يقولها فارس لزين الدين ذلك الاندونيسي الذي وقف حائراً في كلية طب بنين جامعة الأزهر
تفضل إجلس بجانبي
بدأت المحاضرة إحتاج زين لبعض الأقلام
ناوله إياها على الفور فارس بإبتسامة المسلم المصري الأصيل
إنتهت المحاضرة تصافح زين مع فارس و بدأ يعرف بنفسه
أنا زين
مسلم أندونيسي
أحفظ القرءان الكريم
أنا فارس
مصري
و الحمد لله أيضا حافظ للقرءان
زين : انا أحبك في الله
فارس : أحبك الله الذي أحببتني فيه
انطلق فارس في طريقه للعودة إلى المنزل
على باب الجامعة كان زين يخرج بسيارة فارهة كان أبوه قد إشتراها له
تفضل يا أخي فارس
جزاك الله خيرا يا أخي سأتمشى للمنزل
لا لا يمكن لابد أن أقلك إلى حيث تسكن
إستقل فارس السيارة وهنا أخرج من جيبه شريط كاسيت ليهديه لزين حيث صوت القارئ المصري العملاق عذب الصوت الشيخ المنشاوي رحمه الله
استعذب زين صوت المنشاوي جدا
و قال يالها من هدية رائعة
أخي فارس أين تسكن لأنني أريد أن أمر في طريق العودة بأختي عائشة فهي في الفرقة الأولى في كلية الطب بنات
ممتاز أنا أسكن بجوار كليتها
بل أكثر من ممتاز سنصير ليس فقط اخوة في الله بل وجيران أيضاً
فأنا أسكن في عمارة الأقصى في شارع صلاح الدين
ممتاز
الحمد لله كنت أخاف أن أعطلك عن أختك
إلتهمت السيارة الطريق من كلية البنين حتى كلية البنات حيث هواء القاهرة البارد في شتاء شهر نوفمبر
زين مستمتع جدا بصوت المنشاوي
و فارس أخرج مفكرته ليكتب فهو شاعر نحرير
و عبارة أسكن في عمارة الأقصى شارع صلاح الدين أوحت إليه بكلمات عن الأقصى الذي طالما حلم بتحريره وكم ذرفت دموعه حين يرى صورته
و بينا هو غارق في تفكيره يقلب السطور
إذا بالمطر يتساقط على السيارة و الغيوم تملأ السماء وهنا توقفت السيارة لينادي زين على أخته عائشة و بصحبتها جهاد
قالت عائشة لجهاد
تئالي إركبي معنا
ردت جهاد في حزم لا ،مرة أخرى ..
قالت عائشة كيف مرة أخرى ؟! لا يمكن أتركك للمطر
هنا تدخل فارس بشهامة المصري إذا الآنسة محرجة لأني لست من العائلة سأنزل فبيتي على بعد خطوات
أو تنوروا بيتنا حتى يتوقف المطر
و سنريكم كرم المصريين كيف يكون
قاطع إبتسامته الصافية ودفئ صوته الملئ بنيران حاتم الطائي صوتاً طالما قاسى ألم الحدود و السدود و اللجوء و المخيمات - إنها جهاد - قالت في غضب شديد : نعم نعم لقد جربته .‘وقفت في معبر رفح اسبوعاً كاملاً ليسمح لي بالدراسة هنا
اسبوع بلا أكل و لا مياه و لا رعاية صحية ولا أي شئ ههه ونعم الكرم!!!
إقتضب وجه فارس ليقول : لديك حق فحكومتنا و على رأسها مبارك عار على كل مصري ...
قاطعته في إستطراده كان يمكنكم إسقاطه لو أردتم
إذا الشعب يوما أراد الحياة فلابد أن يستجيب العِرر - ولن أقول القدر لما فيها من خطأ عقدي –
لكنكم مُتم و البقاء لله
إستشاط غضب فارس فجده هو ذلك الذي قتل في حرب 5 يونيو 1967 م ، وعمه هو الذي دفع دمه ليثأر لأبيه و يحقق نصر العاشر من رمضان أكتوبر 1973 م ..
هنا قالت جهاد ساخرة و ماذا فعل بعدها أبوك بل ماذا فعلت أنت ؟
هذه يدي مشققة من ضرب اليهود بالحجارة
يا دكتور نحن أطفال الحجارة .
ضغطت عائشة على جهاد لتركب و بالفعل ركبت
كان فارس رأسه تغلي من كلمات جهاد
بات ليلته بلا عشاء
وكلمات جهاد تطرق مسامعه
يا دكتور نحن أطفال الحجارة
نحن أطفال الحجارة
أطفال الحجارة
أطفال الحجارة
قام من نومه فزعا يقول لديك حق
لديك حق
تناول الماء
وجلس على مكتبه
ما بال تلك الفتاة صورتها لا تبارح خيالي
بحث عن مفكرته عبثا لم يجدها ..
عائشة اسألي الاخت جهاد أن تدلني على مكان السكن الخاص بها
أسكن بعمارة الاقصى شارع صلاح الدين
يالا القدر العجيب
الطابق رأم كم ؟
طابق ثمانية
فوقنا بطابق واحد
الحمد لله
ماهذا ؟ عائشة هل هذة مفكرتك ؟او مفكرة زميلتك
؟
لا لا
دكتور جهاد
فضلاً إقرأي الإسم لأني ضعيف في قراءة العربية
حسناً هاتها
فارس نبيل صلاح الدين المصري
مشروع شاعر
- عن شو كاتب يا سيدنا الشاعر؟! – قالتها بسخرية لتجد آخر شئ كتبه فارس
هو قصيدة يقول في مطلعها :
فات الصلاح أوطاني و مات صلاح
لا بل مات إخواني و شرٌ لاح
من المجرم ؟ من الجاني ؟و لا إفصاح
و من للقدس يحميها ؟ و أين صلاح ؟
لمعت عينا جهاد و ذرفت شوقا للأقصى و إعجابا بفارس
دق قلبها للمرة الأولى
بقيت طيلة الليل تتذكر إبتسامته و تجهمها
تطاولها عليه وحلمه
انه سليل أبطال
و فارس صوال
قلمه كالنصال
ماهذا هل أقول الشعر في شاب لم أره سوى مرة واحدة ؟!!
مالك ياجهاد ؟!
ماذا حدث لك ؟!
مرت أيام و تلاقت العيون في سوق المنطقة
نعم إنها هي
سألقي السلام لا لا انها متجهمة دوما
سألقي السلام لا لا أخاف يظن أن الفلسطينيات يرمين أنفسهن على المصريين
افترقا و عند باب السوق
حرااااااااااامي إمسك حرااامي
في آخر الشارع كان فارس قد ركل اللص وأخذ منه الحقيبة النسائية التي سرقها
شكرا
العفو
على العموم كل المصريين هيك
فارس يا اخت جهاد ممكن أفهم مالهم المصريين ؟
الذي سرقك مصري نعم
و الذي دافع عنك أيضاً مصري
قالها في غضب جعلها تبتسم وتقول
أحسنت يا أشهم مصري لكن أليس من الشهامة أن تسألني إذا أحتاج أن توصلني
هنا تبسم فارس ليقول لديك كامل الحق في هذه
سارا يتسامران في ليل القاهرة الساحر في ليلة بدرية
فارس : اسمي فارس لا دكتور و لا احب أن يقول لي احد يا دكتور
ممتاز
وانا جهاد
آسفة على إنفعالي يوم المطر...
كان عندك حق فلا تعتذري .
أنا قرأت قصيدة من مفكرتك ..
هي خربشة هواة وليست قصائد
ولكنه مشروع هائل
أي مشروع
فارس نبيل صلاح الدين المصري
مشروع شاعر
قالتها و هي تقوس بيديها في الهواء ثم تتبعها بصوت موسيقى أفلام الحركة و الإعلانات أن أن آآآآآآآن
تشششششششش
وفارس ينفجرضاحكا من تمثيلها للإسم
ضحكا في تلك الليلة كخليلين يعرف بعضهما الاخر منذ زمن
قاتل الله من رسم الحدود و بنى السدود
لم ينم فارس و لا جهاد في تلك الليلة فقلم فارس الذي لم يعرف شعر الغزل يوما خط في جهاد ثلاث قصائد متتالية
و جهاد التي لم تعرف أصابعها إلا نبلة أطفال الحجارة صارت تخط قصائدا في القدس و فلسطين و في فارسها المغوار
و تسطر قصتها من يوم خرجت تودعها دموع أمها إلى أن إلتقت فارس
دق جرس المنبه ليعلن ساعة النزول إلى الكلية
إنصرم العام و حانت اللحظة الفارقة
لابد أن ترجع جهاد إلى فلسطين حيث أهلها .
هنا قال الأستاذ نبيل لجهاد أريد رقم هاتف أبيك أو بريده الالكتروني لأحدد معه موعد خطبتكما
و بالفعل حددا موعد الخطبة في مستهل العام المقبل و الزواج في عطلة منتصف العام
ودعها فارس عند معبر رفح
لم يكن يدري يومها أنه الوداع الأخير
مرت 3 أيام وجهاد تعيش كأنها حوراء في جنة الفردوس تسهر الليل في مسامرة فارس وترسم قصر حبها معه
وفي النهار تساعد امها في ادارة المنزل
إنه صوت غارة
انها طائرات الصهاينة فوق دارنا
يا للهول
آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه
آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه
الصغار يا مجرمين
ماذا فعل بكم الأطفال
لقد ألقت طائرات الصهاينة بقذيفة على أولاد أخيها الأكبر
هذة أشلاء عمر
و تلك سيوف خالد
وهذه ذراع أبي عبيدة
هنا توقف تفكير جهاد عن كونها عروساً إلى كونها حوراء لفارس في الجنة
كتبت رسالة لفارس كان نصها
نعم أحببتك من صميم فؤادي ..
طالما إحتلت علي لتسمعها من شفتي ، لكن عذراً حبيبي أعدك سأظل ملكك و الموعد الجنة إن شاء الله ..
خرجت جهاد لتلقى أحد رجال المقاومة الفلسطينية و الذي بدوره راح يثنيها عن نياتها بلا جدوى
قلت لك أريد تنفيذ عملية إستشهادية في تل الربيع ( تل أبيب )
لبست حزاما ناسفاً تعدت الحواجز و نقاط التفتيش
و في مركز الهدف إبتسمت صارخة الله أكبر و لله الحمد
تفجرت لأشلاء و معها تفجر 150 صهيونياً وجرح 300 .
ذاع الخبر ليصل مسامع والديها لتطلق والدتها الزغاريد الليلة زفت كريمتي إلى الجنة
أرسل مصعب أخو جهاد فديو فيه أخبار جهاد إلى فارس
شعرت حينها أن لساني تلجم بداخلي شعورين متدافعين الأول حب الجهاد و الثاني حبي لجهاد
ظللت طيلة عام كامل أعاني من الحبسة الكلامية فلا أكاد أنطق و منذ أن أحببت جهاد منذ عشر سنين و قلبي لم تدخله غيرها و لا أريد أن أكون ظالماً و في ذات الوقت فكل جميلة في الكون أرى في صورتها حورائي التي لم و لن أحب سواها
نظر إلي ليقول وقد إعتدل في جلسته على الشيزلونج عرفت الآن يا دكتور مهاب لما أرفض الزواج
طأطأت الرأس و عيوني يملأها البكاء أي وفاء وحب هذا الذي يملؤه النقاء في عصر عدم أهله مثل هذة الدرجة من حب العاشقين و نقاء المؤمنين
قلت في حزم شديد و شفقة بالغة :أنت لا يمكنك أن تتزوج يا فارس فمثل حورائك لن تجد ما حييت .
ودعته على باب عيادتي و أنا ملئي الإفتخار بشاب دخل إلي بشراً و خرج من عندي ملاكاً تراه عيناي
تلقاني والده لأخبره أن ما يحتاجه فارس ليس طبيباً نفسياً بل بندقية ليحرر كل شبر محتل ويثأر لحوريته النادرة
صرخت بها الدكتور سلمى مجاهد يابنتي اقعدي في اي مكان
عملتيلي تشوش
حاضر يا دكتور - قالتها في غضب و إمتعاض – فقد لاقت جهاد الأمرين في طريقها إلى الكلية و بينا هي تنفخ من كير مالاقت تلقفتها عيون عائشة تلك الأندونيسية التي تتكلم العربية بلثغة و لكنة أندونيسية خالصة ( تألي يا أختي إجلسي بجانبي ) جميلة تلك الكوفية هل أنت فلسطينية ؟
نعم فلسطينية
جميل أنا أحب فلسطين
جاء من بعيد صوت الدكتور سلمى نبدأ الآن المحاضرة .
تفضل يا أخي
كانت تلك الكلمات يقولها فارس لزين الدين ذلك الاندونيسي الذي وقف حائراً في كلية طب بنين جامعة الأزهر
تفضل إجلس بجانبي
بدأت المحاضرة إحتاج زين لبعض الأقلام
ناوله إياها على الفور فارس بإبتسامة المسلم المصري الأصيل
إنتهت المحاضرة تصافح زين مع فارس و بدأ يعرف بنفسه
أنا زين
مسلم أندونيسي
أحفظ القرءان الكريم
أنا فارس
مصري
و الحمد لله أيضا حافظ للقرءان
زين : انا أحبك في الله
فارس : أحبك الله الذي أحببتني فيه
انطلق فارس في طريقه للعودة إلى المنزل
على باب الجامعة كان زين يخرج بسيارة فارهة كان أبوه قد إشتراها له
تفضل يا أخي فارس
جزاك الله خيرا يا أخي سأتمشى للمنزل
لا لا يمكن لابد أن أقلك إلى حيث تسكن
إستقل فارس السيارة وهنا أخرج من جيبه شريط كاسيت ليهديه لزين حيث صوت القارئ المصري العملاق عذب الصوت الشيخ المنشاوي رحمه الله
استعذب زين صوت المنشاوي جدا
و قال يالها من هدية رائعة
أخي فارس أين تسكن لأنني أريد أن أمر في طريق العودة بأختي عائشة فهي في الفرقة الأولى في كلية الطب بنات
ممتاز أنا أسكن بجوار كليتها
بل أكثر من ممتاز سنصير ليس فقط اخوة في الله بل وجيران أيضاً
فأنا أسكن في عمارة الأقصى في شارع صلاح الدين
ممتاز
الحمد لله كنت أخاف أن أعطلك عن أختك
إلتهمت السيارة الطريق من كلية البنين حتى كلية البنات حيث هواء القاهرة البارد في شتاء شهر نوفمبر
زين مستمتع جدا بصوت المنشاوي
و فارس أخرج مفكرته ليكتب فهو شاعر نحرير
و عبارة أسكن في عمارة الأقصى شارع صلاح الدين أوحت إليه بكلمات عن الأقصى الذي طالما حلم بتحريره وكم ذرفت دموعه حين يرى صورته
و بينا هو غارق في تفكيره يقلب السطور
إذا بالمطر يتساقط على السيارة و الغيوم تملأ السماء وهنا توقفت السيارة لينادي زين على أخته عائشة و بصحبتها جهاد
قالت عائشة لجهاد
تئالي إركبي معنا
ردت جهاد في حزم لا ،مرة أخرى ..
قالت عائشة كيف مرة أخرى ؟! لا يمكن أتركك للمطر
هنا تدخل فارس بشهامة المصري إذا الآنسة محرجة لأني لست من العائلة سأنزل فبيتي على بعد خطوات
أو تنوروا بيتنا حتى يتوقف المطر
و سنريكم كرم المصريين كيف يكون
قاطع إبتسامته الصافية ودفئ صوته الملئ بنيران حاتم الطائي صوتاً طالما قاسى ألم الحدود و السدود و اللجوء و المخيمات - إنها جهاد - قالت في غضب شديد : نعم نعم لقد جربته .‘وقفت في معبر رفح اسبوعاً كاملاً ليسمح لي بالدراسة هنا
اسبوع بلا أكل و لا مياه و لا رعاية صحية ولا أي شئ ههه ونعم الكرم!!!
إقتضب وجه فارس ليقول : لديك حق فحكومتنا و على رأسها مبارك عار على كل مصري ...
قاطعته في إستطراده كان يمكنكم إسقاطه لو أردتم
إذا الشعب يوما أراد الحياة فلابد أن يستجيب العِرر - ولن أقول القدر لما فيها من خطأ عقدي –
لكنكم مُتم و البقاء لله
إستشاط غضب فارس فجده هو ذلك الذي قتل في حرب 5 يونيو 1967 م ، وعمه هو الذي دفع دمه ليثأر لأبيه و يحقق نصر العاشر من رمضان أكتوبر 1973 م ..
هنا قالت جهاد ساخرة و ماذا فعل بعدها أبوك بل ماذا فعلت أنت ؟
هذه يدي مشققة من ضرب اليهود بالحجارة
يا دكتور نحن أطفال الحجارة .
ضغطت عائشة على جهاد لتركب و بالفعل ركبت
كان فارس رأسه تغلي من كلمات جهاد
بات ليلته بلا عشاء
وكلمات جهاد تطرق مسامعه
يا دكتور نحن أطفال الحجارة
نحن أطفال الحجارة
أطفال الحجارة
أطفال الحجارة
قام من نومه فزعا يقول لديك حق
لديك حق
تناول الماء
وجلس على مكتبه
ما بال تلك الفتاة صورتها لا تبارح خيالي
بحث عن مفكرته عبثا لم يجدها ..
عائشة اسألي الاخت جهاد أن تدلني على مكان السكن الخاص بها
أسكن بعمارة الاقصى شارع صلاح الدين
يالا القدر العجيب
الطابق رأم كم ؟
طابق ثمانية
فوقنا بطابق واحد
الحمد لله
ماهذا ؟ عائشة هل هذة مفكرتك ؟او مفكرة زميلتك
؟
لا لا
دكتور جهاد
فضلاً إقرأي الإسم لأني ضعيف في قراءة العربية
حسناً هاتها
فارس نبيل صلاح الدين المصري
مشروع شاعر
- عن شو كاتب يا سيدنا الشاعر؟! – قالتها بسخرية لتجد آخر شئ كتبه فارس
هو قصيدة يقول في مطلعها :
فات الصلاح أوطاني و مات صلاح
لا بل مات إخواني و شرٌ لاح
من المجرم ؟ من الجاني ؟و لا إفصاح
و من للقدس يحميها ؟ و أين صلاح ؟
لمعت عينا جهاد و ذرفت شوقا للأقصى و إعجابا بفارس
دق قلبها للمرة الأولى
بقيت طيلة الليل تتذكر إبتسامته و تجهمها
تطاولها عليه وحلمه
انه سليل أبطال
و فارس صوال
قلمه كالنصال
ماهذا هل أقول الشعر في شاب لم أره سوى مرة واحدة ؟!!
مالك ياجهاد ؟!
ماذا حدث لك ؟!
مرت أيام و تلاقت العيون في سوق المنطقة
نعم إنها هي
سألقي السلام لا لا انها متجهمة دوما
سألقي السلام لا لا أخاف يظن أن الفلسطينيات يرمين أنفسهن على المصريين
افترقا و عند باب السوق
حرااااااااااامي إمسك حرااامي
في آخر الشارع كان فارس قد ركل اللص وأخذ منه الحقيبة النسائية التي سرقها
شكرا
العفو
على العموم كل المصريين هيك
فارس يا اخت جهاد ممكن أفهم مالهم المصريين ؟
الذي سرقك مصري نعم
و الذي دافع عنك أيضاً مصري
قالها في غضب جعلها تبتسم وتقول
أحسنت يا أشهم مصري لكن أليس من الشهامة أن تسألني إذا أحتاج أن توصلني
هنا تبسم فارس ليقول لديك كامل الحق في هذه
سارا يتسامران في ليل القاهرة الساحر في ليلة بدرية
فارس : اسمي فارس لا دكتور و لا احب أن يقول لي احد يا دكتور
ممتاز
وانا جهاد
آسفة على إنفعالي يوم المطر...
كان عندك حق فلا تعتذري .
أنا قرأت قصيدة من مفكرتك ..
هي خربشة هواة وليست قصائد
ولكنه مشروع هائل
أي مشروع
فارس نبيل صلاح الدين المصري
مشروع شاعر
قالتها و هي تقوس بيديها في الهواء ثم تتبعها بصوت موسيقى أفلام الحركة و الإعلانات أن أن آآآآآآآن
تشششششششش
وفارس ينفجرضاحكا من تمثيلها للإسم
ضحكا في تلك الليلة كخليلين يعرف بعضهما الاخر منذ زمن
قاتل الله من رسم الحدود و بنى السدود
لم ينم فارس و لا جهاد في تلك الليلة فقلم فارس الذي لم يعرف شعر الغزل يوما خط في جهاد ثلاث قصائد متتالية
و جهاد التي لم تعرف أصابعها إلا نبلة أطفال الحجارة صارت تخط قصائدا في القدس و فلسطين و في فارسها المغوار
و تسطر قصتها من يوم خرجت تودعها دموع أمها إلى أن إلتقت فارس
دق جرس المنبه ليعلن ساعة النزول إلى الكلية
إنصرم العام و حانت اللحظة الفارقة
لابد أن ترجع جهاد إلى فلسطين حيث أهلها .
هنا قال الأستاذ نبيل لجهاد أريد رقم هاتف أبيك أو بريده الالكتروني لأحدد معه موعد خطبتكما
و بالفعل حددا موعد الخطبة في مستهل العام المقبل و الزواج في عطلة منتصف العام
ودعها فارس عند معبر رفح
لم يكن يدري يومها أنه الوداع الأخير
مرت 3 أيام وجهاد تعيش كأنها حوراء في جنة الفردوس تسهر الليل في مسامرة فارس وترسم قصر حبها معه
وفي النهار تساعد امها في ادارة المنزل
إنه صوت غارة
انها طائرات الصهاينة فوق دارنا
يا للهول
آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه
آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه
الصغار يا مجرمين
ماذا فعل بكم الأطفال
لقد ألقت طائرات الصهاينة بقذيفة على أولاد أخيها الأكبر
هذة أشلاء عمر
و تلك سيوف خالد
وهذه ذراع أبي عبيدة
هنا توقف تفكير جهاد عن كونها عروساً إلى كونها حوراء لفارس في الجنة
كتبت رسالة لفارس كان نصها
نعم أحببتك من صميم فؤادي ..
طالما إحتلت علي لتسمعها من شفتي ، لكن عذراً حبيبي أعدك سأظل ملكك و الموعد الجنة إن شاء الله ..
خرجت جهاد لتلقى أحد رجال المقاومة الفلسطينية و الذي بدوره راح يثنيها عن نياتها بلا جدوى
قلت لك أريد تنفيذ عملية إستشهادية في تل الربيع ( تل أبيب )
لبست حزاما ناسفاً تعدت الحواجز و نقاط التفتيش
و في مركز الهدف إبتسمت صارخة الله أكبر و لله الحمد
تفجرت لأشلاء و معها تفجر 150 صهيونياً وجرح 300 .
ذاع الخبر ليصل مسامع والديها لتطلق والدتها الزغاريد الليلة زفت كريمتي إلى الجنة
أرسل مصعب أخو جهاد فديو فيه أخبار جهاد إلى فارس
شعرت حينها أن لساني تلجم بداخلي شعورين متدافعين الأول حب الجهاد و الثاني حبي لجهاد
ظللت طيلة عام كامل أعاني من الحبسة الكلامية فلا أكاد أنطق و منذ أن أحببت جهاد منذ عشر سنين و قلبي لم تدخله غيرها و لا أريد أن أكون ظالماً و في ذات الوقت فكل جميلة في الكون أرى في صورتها حورائي التي لم و لن أحب سواها
نظر إلي ليقول وقد إعتدل في جلسته على الشيزلونج عرفت الآن يا دكتور مهاب لما أرفض الزواج
طأطأت الرأس و عيوني يملأها البكاء أي وفاء وحب هذا الذي يملؤه النقاء في عصر عدم أهله مثل هذة الدرجة من حب العاشقين و نقاء المؤمنين
قلت في حزم شديد و شفقة بالغة :أنت لا يمكنك أن تتزوج يا فارس فمثل حورائك لن تجد ما حييت .
ودعته على باب عيادتي و أنا ملئي الإفتخار بشاب دخل إلي بشراً و خرج من عندي ملاكاً تراه عيناي
تلقاني والده لأخبره أن ما يحتاجه فارس ليس طبيباً نفسياً بل بندقية ليحرر كل شبر محتل ويثأر لحوريته النادرة

شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة