سأل احدهم شيخه قائلا: أيهما أفضل شراء أضحية وذبحها ، أم توزيع مبلغها على الفقراء ؟؟!!!!
أجابه الشيخ : بداية إن طرح هذه الأسئلة التي انتشرت في الآونة الأخيرة
كقول بعض الناس: اتركوا الطواف حول الكعبة وطوفوا حول الفقراء " !!!!!
وقول آخرين: التصدق بثمن الأضحية أفضل من ذبحها !!!!!!
وقول غيرهم: لقمة في فم جائع أفضل من بناء ألف جامع .....
. هذه الكلمات سواء كنت تعلم أو لا تعلم، فالغرض منها هو تزهيد المسلمين في الشعائر الظاهرة التي يظهر بها شعار الإسلام ويتميزون بها عن غيرهم، أو أن من يطلق مثل هذه المقولات يجهل حقيقة الدين وأحكامه الحكيمة وترتيب الأولويات....
الفقراء موجودون في كل زمان منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم إلى زماننا ولم يقل أحد مثل هذا الكلام البارد ،
و أغلب من يكثرون من العمرة ممن وسع الله عليهم معروفون بالصدقة وبالتبرعات أيضا،
إذ لا يحرص على العمرة غالبا ويكثر منها إلا من كان قلبه عامرا بالإيمان.
لماذا لا تكون المقارنات إلا بين العمرة والأضحية وشعائر الإسلام وبناء المساجد؛ وبين الفقراء ؟؟!!
لماذا لا يقال لا تشترِ لحماً مرتين في الأسبوع واشترِ مرة واحدة بالشهر وطف حول الفقراء !!!
لماذا لا يقال : لا تشربوا السجائر... وادفعوا ثمنها للفقراء ؟؟!!!!
لماذا لا يقال : اتركوا قاعات الأفراح والأثمان الباهظة وطوفوا حول الفقراء ؟!!!!
لماذا لا يقال اتركوا المصايف والتنزهات وطوفوا حول الفقراء ؟!!
لماذا تنفق الأموال في الترف والغناء والأفلام والمسلسلات والمباريات والنت .... ولاتطوف هذه الأموال حول الفقراء ؟؟!!
لماذا !!!! و لماذا !!!!.....
سؤالنا نحن الآن لماذا لا تتركون لنا شعائرنا نتمتع بها؟
لماذا تقارنون بين عبادتين كلتاهما ذات فضل
وكأنه يشار للناس أن يتركوا كل شيء ويهتموا بعبادة واحدة !!!!
إن هذه الأسئلة قد تدبّر بالليل ممن يكيدون لهذا الدين، ثم تخرج بالنهار على المسلمين، فيتلقفها السذج منهم والذين ينخدعون بظاهر العبارة ورونقها ولا يعلمون ما وراءها من عوامل هدم شعائر الإسلام الظاهرة والخفية،
ثم إن أكثر من يردد مثل هذه العبارات غالباً لا يطوفون حول الكعبة، ولا حول الفقراء !!!!!
وخلاصة الإجابة عن السؤال أن الأضحية أفضل فحافظ عليها ولا تلتفت لهذه الدعوات التي تريد نفي شعائر المسلمين،
وإذا ذبحت الأضحية وكنت حريصاً على الفقراء لهذا القدر فوزع الأضحية جميعها أو أكثرها على الفقراء، أو تصدق بمال على الفقراء والمساكين....
فإن أبيت وأبى ذهنك إلا أن تزهدنا في شعائرنا فاسكت،
(ذلك ومن يعظّم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب )
وكل عام وأنتم بخير
محمد مندور
شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة