دار نشر القلم للطباعة والنشر والتوزيع دار نشر القلم للطباعة والنشر والتوزيع

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة

"تناسخ" قصة مسلسلة جديدة بقلم :تيسيرمغاصبه -١٣- "وضحا "


بنظرة أولى سريعة إلى المكان إستطعت أن 

 اصوره بأكمله أمامي..صحراء واسعة..أشجار

قليلة باهتة اللون وقد غيرت الشمس لونها 

كما تلوح بشرة  العذارى ،

أشجار أخرى جافة  مكسرة ..سرت قليلا 

لأطل بعد ذلك على وادي تتجمع فيه المضارب 

"بيوت الشعر" والأغنام والخيول والنوق،

فتيات يحملن القرب ويسيرن في ممر  ضيق متعرج كالشق أو الجرح العميق 

في قلب الوادي يوصلهن إلى الغدير ،يملأن 

القرب ويعودن..كانت خطواتهن الإبتذالية 

المتصنعة متشابهة كما وأنهن درسن تلك 

الطريقة أو تدربن عليها قبل الإنطلاقة نحو

الغدير ماعدى فتاة واحدة كانت تسير سيرا

طبيعيا عفويا دون تصنع أو إبتذال فبدت 

كظبية تسير بين قطيع من  الأغنام..وهذه هي "وضحا"،

وأنا ...

ماذا انا ..

انا الأن بدوي ينتمي إلى قبيلة في صحراء 

واسعة ليس لها أول ولا لها أخر ..صحراء 

تبدو بعيدة جدا أو معزولة تماما عن العالم ..

عن الحياة..إلا أني لاأرى الحياة ولا أشعر بها 

سوى عند رؤية وضحا..والماء العذب المنساب

والأعشاب الخضراء الممتدة على طول 

الغدير،

عدلت من وضع كوفيتي "غطى الرأس"

وهبطت من المنحدر ومعي بعض الأغنام ..

تركتها بالقرب من خيمة الشيخ صقر

وتوجهت إلى خيمتي حيث تكون أمي قد

أعدت لي طعام الغذاء المكون من اللبن 

المخيض وخبز الشراك "خبز الصاج"

أجلس وانا لاأزال شارد الذهن هائم في 

طيف وضحا الذي لازال يرافقني، 

تجاذبنا أطراف الحديث إثناء تناول الطعام 

قالت لي أمي وهي تنظر إلي هذه المرة نظرات

ذات مغزى:

-متى ستختار إبنة الحلال المناسبة لك من 

بنات القبيلة وتتزوج كي افرح بك قبل موتي 

يابني؟

قلت محاولا إنهاء ذلك الحديث من قبل أن

يبدأ:

-أمي لقد أخبرتك مرارا أن قلبي متعلق بفتاة

واحدة فقط دون أن تعلم ولا يهمني أن علمت

ذلك أم لا.. وإنما  مايهمني هو أن أعيش على 

حبها مدى العمر وأن تكون هي سعيدة وأن

تكون دائما بخير؟

زفرت بضيق وقالت :

-عدنا إلى هذا الحديث.

-ولا يوجد لدي حديث اخر؟

-لكن وضحا تختلف عن جميع بنات القبيلة ،بل 

تختلف عن سائر بنات البادية ،وهي مغرورة

جدا و"أزعم" رجال القبيلة واعلاهم شانا لم 

تعيره اهتماما ولم ينال منها حتى نظرة ..وانت 

يابني يامسكين تريد منها أن تنظر إليك ..

رفضت خيرت شباب القبيلة وتريد منها أن 

تنظر إلى راعي اغنام مسكين فقير ..لاهو 

فارس ولا إبن شيخ ولا حتى على الأقل شاعر 

ليسحرها بكلامه؟

-انا أعلم كل ذلك يا امي..لكني سبق وأخبرتك 

بأني لا  أريد الزواج ابدا ..كيف أتزوج من أمراة 

وقلبي متعلق  بأخرى..لكني سأعيش على حب

وضحا مدى الحياة..انظر إليها من بعيد دون

أن تراني واراقبها وان  احميها من كل مكروه ..

يكفيني أن اراها سعيدة ..مبتسمة دائما حتى

لو لم تعرف أني احبها..فإن هذا يكفيني؟

*    *    *    *    *    *    *     *     *     *     *

كالعادة أراقبها بينما هي إلى جانب الغدير تتأمل 

إنسياب المياه وتراقب تنقلات العصافير ..حين 

تغني بصوتها الجميل فينبعث إلى سمعي كصوت

الكمال ..او تلقي قصيدة جميلة بصوتها الرقيق،

تتكىء على صخرة ..تغفو ..اقترب اكثر ..

أتأمل ذلك الوجه الباسم الجميل كالبدر ليلة 

إكتماله وتبقى صورتها في ذاكرتي وطيفها 

ملازما لي لايفارقني، 

تغفو  فأجعل من نفسي حارسا لها دون أن تعلم ،

يقترب منها رجل ..يوقظها من غفوتها..بقوله :

-مرحبا أيتها الجميلة ؟

تصحو من غفوتها فزعة ..تقف ..تنظر إليه بغضب..

تقول بحدة :

-"ياساتر يارب"  ،كيف تقترب من أمراة بهذه

الطريقة دون أن تحدث صوتا ياعديم الخلق 

يااتفه الرجال؟

انهض انا من مكاني  على الفور مستعدا.

(يتبع....)

تيسيرمغاصبه 

١٧-٦-٢٠٢١


عن الكاتب

قادح زناد الحروف

التعليقات

طباعة ونشر وتوزيع ، ظهور إعلامي ، ورش أدبية
اشترك بالعدد الجديد من مجلة القلم الورقية للتواصل والاستعلام / 0020102376153 واتساب

اتصل بنا 00201023576153 واتساب

شاركونا الإبداع

جميع الحقوق محفوظة

دار نشر القلم للطباعة والنشر والتوزيع