هل فشلت
منظّمات حقوق الطّفل
و منظّمات حقوق الإنسان
رغم حملاتها المستمرّة
في كلّ حين و آن
للتّعريف و التّوعية
بخطورة تشغيل الصّبيان
ما دام على وجه البسيطة
و في كلّ مكان
طفل صغير يُهان
من طرف لصّ مجرم جبان
انتهز حاجته و الحرمان
ليستغلّ جسده الضّعيف
أيّما استغلال؟
طفل حُرِم سعادة الأطفال
و الجري و القفز بالحبال
و السّباحة و اللّعب بالرّمال
فتراه يقضي معظم وقته
في العمل و رفع الأثقال
عوض قضائه في المدرسة
كغيره من الصّبيان
يدرس القراءة و الحساب
مستعملا اللّوح
و السّبّورة و الكتاب
و يتعلّم نظام قيس الكتل
و السّعات و الأطوال
و يمارس الرّياضة
و يتعلّم الكتابة
و الموسيقى و الرّسم
و التّعبير بحركات الجسم
و يتعرّف على مكامن الجمال
مثله مثل غيره من الأطفال
كي ينشأ متوازن الشّخصية
قادرا على تحمّل المسؤولية
و تجاوز العراقيل و الصّعاب
بالحكمة و الأخذ بالأسباب
و الارتقاء و تسلّق الجبال
لتحقيق هدفه
و إن كان صعب المنال
حاذفا من قاموسه
كلمتيْ مستحيل و محال
فمن سنحاسب؟
المسؤول الدّجّال؟
أم الغنيّ اللّصّ المستغلّ
لبراءة مستقبل الأجيال؟
أم القوانين الّتي لا تُطبَّق
في معظم الأحوال؟
أم سنلقي باللّائمة كالعادة
على غدر الزّمان؟
من المفروض أن نحاسب
جميع المتسبّبين
في هذا الإجرام
في الدّنيا
قبل أن يُرفع الميزان
يوم الحساب
أمام الملك الدّيّان
فلنتّق دعوة طفل
ضعيف بائس له كيان
يعيش الفقر و البؤس
و اليُتم و الحرمان
و لنساعده
على العيش الكريم
مثل أقرانه
من بني الإنسان
كمال العرفاوي
شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة