دار نشر القلم للطباعة والنشر والتوزيع دار نشر القلم للطباعة والنشر والتوزيع

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة

مصر سنة كونية خانوها وخانوا الله ورسوله فيها ,, بقلم : صدى البطل ,, أيمن فايد

 




 
في بردية قديمة ينصح الملك خيتي الرابع "واح كارع" ابنه الذي سيحكم بعده "مري كا رع" ٢٠٠٠ قبل الميلاد:
(إذا وجدت فى المدينة رجل خطير يتكلم أكثر من اللازم ومثير للإضطراب فاقضي عليه وإقتلع وامحو إسمه وأزل جنسه وذكراه وأنصاره الذين يحبونه، فإن رجل يتكلم أكثر من اللازم لهو كارثة على المدينة)
هل حان وقت الرحيل
عندما كنت أنصح وأحذر القوم من الوضع الكارثي المٱساوي الذي ستؤول إليه الأمور فى مصر بسبب أزمة سد الخراب الصهيوماسوني وباليأس ممن يديرون هذا الملف داخليا وخارجيا كنت أتهم ساعتها بالجهل والخيانة وإشاعة اليأس فى نفوس الناس .. وعندما حلت الكارثة وتحققت هزيمة القوم الفاسقين وسقوطهم فى بئر الخيانة متلبسين أخذت أشير إلى الحل وأنشر الأمل فى نفوس الناس فإذا بنفس الخونة يتهمونني بالخيانة ويسبونني هذه المرة بإشاعة الأمل الكاذب فى نفوس الناس، ولكن هذه المرة الإتهامات مصحوبة من القوم الخائنين لله ورسوله والوطن بالتلويح بتنفيذ وصية الملك الفرعوني "خيتي الرابع" ولكن شتان ومع الفارق بين الملك "خيتي الرابع' والملك "خيبتها الأول" وذلك فى شيئين:-
الشئ الأول: أن الملك الفرعون الديكتاتوري خيتي الرابع كان يحافظ على مصر من شر الإنقسام الموجود وقتها بالفعل.
الشئ الثاني: أن هذا الملك وكل ملوك الفراعنة من قبله ومن بعده وكل المحتلين وكل الرؤساء من محمد نجيب إلى الرئيس محمد حسني مبارك حافظوا على النيل.
وأنا جريمتي فى أني نصحت وحذرت من الكارثة وأقدم الٱن أملا وحلا للخروج من تلك الهزيمة النفسية.
فى يقيني أن مصر سنة كونية وليست فلتة تاريخية كما يذكر ذلك تلميحا الدكتور حسين فوزي، وليست فلتة جغرافية كما قال ذلك تصريحا الدكتور جمال حمدان حيث قال:
إن الحتم الإلهي هو الحتم الصحيح والمطبق لكن الحتم الإلهي يساوي الحتم التاريخي والحتم الجغرافي.
لقد حرص الدكتور "حسين فوزي" في مُفتتح عمله البديع “سندباد مصري” أن يُزينّ كتابه بذلك القول المأثور والمتواتر عن السلف الصالح.
هذا القول يُنسّب أحياناً إلى سيدنا رسول الله، أو غيره، لكن الدكتور "حسين فوزي" العّلم في دُنيا التاريخ والعلم في الموسقى وشتى الفنون ينسبه إلى”كعب الأحّبار”
وبصرف النظر عن القائل، فمن يقرأ تاريخ مصر خلال سنوات عُمْرها الطويل، يُدرك أن كل الغُزاة الذين أرادوها بسوء طواهم الزمن، وباتوا نسياً منسياً، لا أثر لهم إلاّ في صفحات التاريخ وسجلاته العتيقة
وكانت مصر طوال هذا التاريخ "مّقبرة الغُزاة" بحق، فأين هم الهُكسوس، والفُرس، والتتار، وغيرهم من غزاة الزّمن القديم، بل أين من تلاهم من المماليك وآل عثمان والألبان والشراكسة والأرمن والأرنائوط والفرنساويين والإنجليز؟
بعضهم طواهم الزمن أو أكلتهم الصحراء، أو اضطروا للهروب تحت جُنح الظلام كما فعل "نابليون وجنوده" إثر ثورتي القاهرة ”الأولى والثانية” في مطلع القرن التاسع عشر، فعادت الحملة الفرنسية من حيث جاءت، وبقي القول المأثور الذي يقول: "جاء نابليون بالمطبعة والمدفع، وعندما عاد ترك المطبعة وأخذ المدفع "، وظل هذا القول شاهداً على بقاء مصر وذهاب ريح من أرادها بسوء.
النيل والسندباد المصري
الٱن أجيب عن السؤال الهام محور هذا المقال وهو:
لماذا مصر "سنة كونية" أى أعلى فى الأهمية والمكانة من كونها مجرد "فلتة تاريخية" أو "فلتة جغرافية"؟!!
ولكى أجيب على هذا السؤال الهام بطريقة صحيحة لابد أن أقوم بعملية نقد لثلاثة نقاط رئيسية جاءت فى كلام الصديق الصحفى القدير الأستاذ "محمد القدوسي" عن الدكتور جمال حمدان فى حلقته بالأمس بعنوان:
(العراف جمال حمدان ونبوءته المفزعة عن النيل) وذلك من خلال عرضه لموضوع "مصر والمصريين" من كتاب د. جمال حمدان الأخير الذي تم جمعه بعد فترة من استشهاده والذي طبع تحديدا منذ ٢٥ عام واسم الكتاب:
(دكتور جمال حمدان صفحات من أوراقه الخاصة)
مصر سنة كونية لأنها لو صح وكانت فلتة جغرافية وكفا فيكفي لها أن تضيع بنفس الفلتة الجغرافية أى (العامل الجغرافي) وهو بناء (سد النهضة الأثيوبي) مثلا الذي هو شبيه مثلا بما حدث من انهيار مصر المملوكية والتى كانت بحق فى حجم إمبراطورية عظيمة ومع ذلك انهارت بعد اكتشاف (طريق رأس الرجاء الصالح) .. ولو كانت فلتة تاريخية وكفى فيكفي (للعامل التاريخي) وهو سنة كونية أن يطيح بمصر أيضا بفعل (نظرية تعاقب الدورات الإجتماعية) وهذا ما حدث كثيرا بدليل أن مصر احتلت أيضا وكثيرا كما ذكر ذلك بنفسه الدكتور "حسين فوزي" وهو صاحب الرأى والعلم المعتبر والذي أشاد به بقوة الدكتور جمال حمدان بما هو من جيل الرواد الذين سبقوا جيل الدكتور جمال حمدان.
ببساطة ما أود قوله وما أود التأكيد عليه بقوة وكثيرا دون كلل أو ملل هو أن (مصر سنة كونية) لا يمكن أن تضرب إلا بسنة كونية أخرى .. ولا يمكن أن تنجو وتخرج من هزيمتها منتصرة ومن كبوتها بأمان إلا بسنة كونية أخرى.
فما عسانا لو كانت هذه السنة الكونية التي نعول عليها تأتي دائما كفرسى رهان مع باقى السنن الكونية الخمسة التي ذكرتها من قبل مرات عديدة فى (مشروع روح البطولة)
بل إن هذه السنة الكونية السادسة تعلوا السنن الكونية الخمسة جميعا لأنها في الغالب منشأة لهم وتحركهم وتقودهم إنها البطولة ياسادة طليعة "عصر المحاربين الشرفاء" القادم الذي هو فى مقابل "عصر المتكسبين" الرأسماليين المتزاوج مع "عصر المثقفين والمفكرين ورجال الدين" المنهارين.
وإنها لمفارقة عجيبة أن نرى بأم أعيننا أن (عمالقة الوهم) أنظمة التفاهة ومعارضة السوء وهم يشتركان فى شن الحرب على الدكتور جمال حمدان حيا وميتا .. فإن كان السيسي قرأ جمال حمدان وهذا بتصريح منه على الملأ بأنه قرأ جميع أعماله وأن جمال حمدان كاتبه المفضل ومع ذلك فعل عكس ما قاله الرجل تماما .. إلا أن الكارثة الأشد أن الأستاذ محمد القدوسي الذي قرأ الدكتور جمال حمدان يؤذيه لنا أكثر من أذية السيسي له لأن القدوسي قد حرف كلام حمدان عن مضمونه الصحيح وجعله قوة يأس بدلا من أن يكون قوة أمل وحل للأزمة، وراح القدوسي يعلمها للناس بطريقته!!
ولا يهمني هنا هل هو يتعمد ذلك أم أن الأمر بحسن نية،
ما يهمني النتيجة المتحصلة .. ولاسيما وأن القدوسي يدعوا الناس إلى أن يفهموا شفرتها ويحلوا لغزها أى صيحة حمدان وستكون عملية النقد من خلال نقاط جوهرية ثلاثة مترابطة.
أولا: الفرق كل الفرق بين النبوءة والتنبؤ
هناك فارق جوهري شرعي بين النبي والمتنبي بين النبوة والنبوءة .. وأن ما قدمه الأستاذ محمد القدوسي عن الدكتور جمال حمدان تنبوء وليس نبوءة حيث أن مراحل العلم ثلاثة
- مرحلة: التوصيف وتسمى المرحلة الطفولية.
- مرحلة: التحليل والتفسير.
- مرحلة: التنبؤ.
فالتنبؤ فى العلم مبني على معطيات وشواهد فالمقدمات يتبعها نتائج .. والبدايات لابد أن يكون لها نهايات، وسأقيم من كلام الأستاذ محمد القدوسي نفسه دليل على أن ما قاله عالمنا الجليل د.جمال حمدان عن مستقبل مصر وضياع النيل أنه تنبؤ وليس نبوءة وليس من عشرات الأدلة السابقة التي قدمتها والمعروفة تقريبا للجميع العامة قبل المتخصصين فما بالنا ونحن أمام عبقرية مثل عالمنا القدير جمال حمدان!
يقول القدوسي:
لازم نعرف إن المرحلة الأولى من مجمع صحارات سرابيوم اتنفذت بنفس المواصفات التى كان قد طلبها هيرتزل.
وأن الصحارى الثالثة عندما تكتمل يتوصل الكمية التي سيتم ضخها من مياه النيل إلى النقب من ٤ : ٤,٤ مليون متر مكعب يوميا وهو نفس الرقم الذي كان قد طلبه هيرتزل.
جاء هيرتزل إلى مصر سنة ١٩٠٣ طالبا توقيع اتفاقية مع مصر ينص بندها الثاني على أن تتعهد الحكومة المصرية بتوصيل المياه إلى سيناء لكن "اللورد كرومر" المندوب السامي البريطاني كان أكثر حرصا على مصر من السيسي واشترط موافقة السير "وليم جارستن" وكيل وزارة الأشغال فى ذلك الوقت، وكتب تقرير يرفض الطلب فى ٥ مايو ١٩٠٣ لأن المشروع سيكون له تأثير سلبي على الزراعة المصرية خاصة محصول القطن الحيوي.
وهذا المشروع جدده بعد هيرتزل "أليشع كالي" مدير التخطيط الإستراتيجي في شركة تحال المسئولة عن الموارد المائية فى دولة الكيان الصهيوني إسرائيل سنة ١٩٧٤ واتبنته إسرائيل فى سنة ١٩٧٨
ثانيا: انتبهوا مصر عصية على الوصف
ما كان يجب أن يسترعى انتباه الأستاذ محمد القدوسي فى تنبؤ الدكتور جمال حمدان هو ضرورة أن يكون هناك حل كامن فى (المنطقة الوسطى) بين قطبي المعادلة البسيطة الخطية أى من الدرجة الأولى عبارة عن مقدمات ونتائج.
أما طريق حدوث المؤامرة من قبل أعداء مصر فى الداخل والخارج فجاءت فى صورة معادلة من الدرجة الثانية أى بتعددية ثنائية سلبية المقدمات مكان النتائج والنتائج مكان المقدمات ولن تكتشف ذلك ٱلا بعد ضياع الوقت!
وأخيرا فإن خطة الخونة فى ضرب أى حل صحيح فسيكون عن طريق المعادلة من الدرجة الثالثة أى الدائرية بحيث تكون المقدمات والنتائج فى مكان واحد لا يمكن أن يكون فى هذه الدائرة المفرغة حل إلا عن طريق السنة الكونية السادسة:
مراحل توصيف وتحليل وتفسير وتنبؤ الحدث من قبل الدكتور جمال حمدان لمستقبل مصر كطرف أول فى المعادلة وبين الطرف الثاني من نفس المعادلة وهو فعل وردة فعل الفاعلون الرئيسيون فى بيئات المعادلة الثلاثة والذي توقعهم بالضبط وبالتمام والكمال الدكتور جمال حمدان.
- طرف المعادلة الأول: يقول جمال حمدان:
(لأول مرة ظهر لمصر منافسون ومطالبون ومدعون هيدرولوجيا .. كانت مصر سيدة النيل بل مالكة النيل الوحيدة .. الٱن فقط انتهى هذا إلى الأبد وأصبحت شريكة محسودة ومحاسبة ورصيدها المائي محدود وثابت وغير قابل للزيادة إن لم يكن قابل للنقص، والمستقبل أسود،
ولت أيام الغرق وبدأت أيام الشرق، وعرفت الجفاف لا كحظر راجع لكن دائم، الجفاف المستديم بعد الرى المستديم.
سيأتي اليوم الذي تطرد فيه الزراعة تماما من أرض مصر لتصبح كلها مكان سكن من دون مكان عمل أى من دون زراعة أى من دون حياة أى موت لتتحول فى النهاية من مكان سكن على مستوى الوطن إلى مقبرة بحجم دولة.
جسم مصر كله مهدد بالإنقراض الكلي لماذا؟!!
لأن مصر عالم متناهي غير قابل للنمو أو الزيادة أو للتمدد تقريبا .. أكبر كتلة منفردة من الإسلام على الأرض هى مصر .. فمصر قد لا تكون أكبر جزيرة بشرية منفردة فى العالم سكانيا ولكنها كذلك إسلاميا.
الصعيد قاع مصر اليوم اقتصاديا واجتماعيا وحضاريا وطائفيا إلى ٱخره، قد يبدأ انفجار مصر من الصعيد.
والدولة العصرية هى المشروع القومي والمشروع القومي تسمية جديدة فقط للدولة العصرية) انتهى
- طرف المعادلة الثاني: يقول الدكتورجمال حمدان:
(ببساطة إن مصر أقدم وأعرق دولة فى الجغرافيا السياسية للعالم، غير قابلة للقسمة على إثنين أو أكثر مهما كانت قوة الضغط والحرارة، مصر هى أقدس أقداس السياسة العالمية والجغرافيا السياسية .. ومن المتصور تماما وإن بدرجات متفاوتة أن تنكمش أو تقسم كل دول العالم بلا استثناء إلا مصر!..لماذا مرة أخرى؟!!..
لأن مصر السياسية ببساطة خلق الجغرافيا الطبيعية لا التاريخ ولا السياسة ولا الصدفة ولا القوة إنها نبت طبيعي بحت.
ويتابع القدوسي قائلا: إن جمال حمدان فى قصاصات ٱخر العمر يتراجع عن كثير من يقينه الرومانسي المتعصب القديم، لكنه لا يتراجع أبدا عن حبه لمصر حتى وهو يقرر أنها أول بيئة مرشحة للإنقراض وأن المستقبل أسود.
وخلاصة النبوءة .. النيل يضيع ومصر تجف وأن الذين يديرون الملف داخليا وخارجيا شركاء فى الضياع والجفاف قد يكون ما يرتكبون بوعى كامل وعن فهم ومعرفة وبلغة القانون سبق الإصرار والترصد .. والإتحاد الإفريقي ليس حكم إنما هو لاعب أساسي ضدنا وحتى جامعة الدول العربية جزء كبير من مكوناتها يلعب ضدنا مع أمريكا .. وأن المتغيرات الداخلية تخرب المكان والمتغيرات الخارجية تخرب المكانة)
ثالثا: البطل الإيجابي والأسطوري والتراجيدي
إن البطل المٱساوي مرٱة، عدسة كاشفة لواقعنا بمعنى ٱخر هو مختبر حساس يعمل على تفهم ما وراء الأشياء من معاني ولقد أوضح هذا "هيجل" بثلاث نماذج للبطل المٱساوي تتفق مع ثلاثة حقب زمنية.
الأول: يخص المفهوم الإغريقي البطل المٱساوي وهو أى البطل فى هذه الفترة محكوم بمصير، فهو دائم الصراع مع القوة الخارجية والطبيعية.
الثاني: هو ذلك البطل أو تلك الشخصية التي يرتكز داخلها رغبة مٱساوية وقوة خارقة تسيطر على تطور هذه الرغبة.
والقوة المٱساوية الخارقة هى التي تسبب علامه وهلاك أبطاله كما فى مسرحيات شكسبير.
الثالث: هو البطل الدرامي الإيجابي الذي يقوم بالتوفيق دائما بين رغباته ومشاعره والأحكام والقوانين الإجتماعية المفروضة عليه من العالم الخارجي أو من المجتمع، فهو يقوم دائما بعملية توفيق ليتحاشى هذا الهلاك أو القدر الذي ينتظره .. هذه المخاطر و التهديدات والتحديات الخاصة بطقوس عبور البطل الفرد الحقيقي (الستة) التي يجب على البطل اجتيازها بنجاح مضافا إليها الإثنى عشر نقطة الخاصة بطقوس عبور بطولة الأمة التي تسمى إرادة.
والنقاط الستة هى ما عبرت عنها بوضوح فى كتابي:
"عندما يبكي الجبل فى دولة الأحزان" فى نظريتي:
(وحدة البطل أو انتحارة)
١- سلسلة الإتهامات "سجن على الشاطئ".
٢- جدال الملح
٣- جماعات الواقع الوهمي.
٤- إشارات خاطئة.
٥- البطل الضد.
٦- سد الفجوة بين البطل المفكر والمناضل.
يقول القدوسي: بالرغم من إن الامر واضح جدا وإلى الٱن المعاتيه مش قادرين يفهموا .. رغم إنه واضح جدا نبوءة جمال حمدان وأنه ليس فيها أى غموض.
يتابع القدوسي عارفين الحكايات الأسطورية المكتوبة حول نبوءة أسطورية مكتوبة حاتحصل .. وأولى الكلبيدور على المخطوطة السحرية بتاعتنا علشان يسبقها ويمنع حدوثها.
حكايات كانت بتبدأ دائما بموت العراف الذي كتب المخطوطة علشان ينبه الناس .. ممكن الأرض تنشق وتبلعه .. ممكن البيت يقع فوق رأسه ويفضل مدفون مع المخطوطة .. أو يغرق فى البحر أو النهر لكن المخطوطة سيجدها الناس بالضبط فى اللحظة التي يبقى من المستحيل عليهم إنهم يتدخلوا فى مسار أحداثها ولا يملكون غير إنهم يقولون:
ياه الحقيقة كانت قدام عينينا وبين إيدينا طول الوقت لكن نحن لم نقدر تشوفها!!
التيمة دي اشتغل عليها الروائي الأكثر شهرة فى القرن العشرين "غابرييل غارثيا ماركيث" فى روايته "مائة عام من العزلة" لما الحفيد الأخير يحل نبؤات العراف الغجري ويعرف يقرأها .. بس يا خسارة بيقرأها فى اللحظة اللي ٱخر سطر فيها ليتحقق فعلا وبيكون هو نفسه الضحية اللي النبوءة اتكتبت مخصوص علشان تتبعه بس هو مقدرش ينتبه فى الوقت المناسب.
لا شك أن القدوسي يعيد نفس الخطأ المرتكب فى حق مصر والمصريبن من قبل أصحاب ثورة ٢٥ يناير وهو واحد منهم على الأقل فى ما يخص فكرة (غياب المشروع، وغياب القيادة، وغياب الإعلام الشعبي) وكلها عيوب فوق استراتيجية كان يجب حلها قبل القيام بثورة قبل أوانها وهو بنفسه قال إن جمال وعظمة ثورة ٢٥ يناير فى عدم وجود قيادة أو قائد لها وبعد انقضاء عشرة سنوات كاملة على ثورة الربيع العبري أجده هو نفسه يصنع كارثة أخرى أشد خطرا من سابقتها وهى جعل المؤامرة على مصر قدر حتمي باتخاذه من تنبوء الدكتور جمال حمدان نبوءة وجعل الشخص الذي يفترض به أن يقوم بعملية الإنقاذ (بطل تراجيدي) محكوم عليه بالموت ومقدر له أيضا بحتمية الفشل والهزيمة وليس (بطل إيجابي) يشارك الناس بطولاتهم الحاضرة والتي تسمى إرادة .

عن الكاتب

قادح زناد الحروف

التعليقات

طباعة ونشر وتوزيع ، ظهور إعلامي ، ورش أدبية
اشترك بالعدد الجديد من مجلة القلم الورقية للتواصل والاستعلام / 0020102376153 واتساب

اتصل بنا 00201023576153 واتساب

شاركونا الإبداع

جميع الحقوق محفوظة

دار نشر القلم للطباعة والنشر والتوزيع