قسم السيده زينب الساعه الثانيه عشر ظهر الثلاثاء السادس عشر من مارس لعام الفان وتسعه عشر
جلس الرائد حمزه ركن الدين علي مكتبه الانيق وجلس امامه مساعده وصهره النقيب ياسر الجيزاوي ورجل اخر يجلس بجوارهما علي كرسي وامامه منضده صغيره وكومه من الاوراق ينظرون جيدا لذلك الرجل ذو الجلباب البلدي الذي يقف امامهما مرتعشا ثم دفن الرائد حمزه لفافه التبغ التي كان يقبلها منذ لحظات في المنفضه التي تعتلي سطح مكتبه وارتشف ما تبقي من قهوته وهو يقول
_ اسمع يا هذا اذا اصدقتني القول فسأخرجك من تلك القضيه كشاهد ملك اما اذا حاولت التلاعب بي
صرخ الرجل باكيا وهو يقول
_ اقسم لك يا سيدي اني لن اقول سوي الصدق ولن احاول الكذب ابدا
نظر الرائد حمزه الي الرجل الذي يقبع بجواره قائلا
_ فتح المحضر في ساعته وتاريخه
هز الرجل رأسه وشرع يكتب ما يقوله ذو الجلباب
******
يوم الاحد السابع من مارس الساعه الثانيه بعد منتصف الليل يتحرك مروان بخطي بطيئه يحاول جاهدا ان يتماسك فالتواجد في هذا المكان وفي تلك الساعه يلقي بالرعب في قلبه يرتدي عباءه ذات قنسوه يحاول بها ان يخفي وجهه كي لا يتعرف عليه احد ينير القمر ما حوله بضي خفيت فيلقي بظله علي الارض ليزيده رعبا وخوفا يمسك في يده عصا خشبيه صغيره ليدافع بها عن نفسه من هجمات الكلاب الضاله وربما احد الاشباح اذا اراد الظهور يتخطي شواهد القبور الواحد تلو الاخر بمنتهي الحذر والرعب وقد ساهمت الرياح بأعطائه ما يستحقه من جرعات الرعب المركزه اثر صفيرها المتزايد يصدر هاتفه طنينا علامه علي استقبال اتصال من احدهم فيفزع حتي تكاد روحه تخرج من حلقومه فيجيب الاتصال وهو موقن انه قد بلل سرواله ببضع قطرات من بوله اثر هذا الطنين
_ الو
_ اين انت يا دكتور فقد اعددت الامانه وانا في انتظارك
_ انا ات ولكن الا تستطيع ان تقترب مني بعض الشيئ فالمكان مرعب جدا
_لا تخف يا دكتور فهم اموات لن يأذوك في شيئ فالحي يأذي اكثر من الميت وقهقه ضاحكا
فطن مروان لما وراء حديث الرجل فاثر السلامه وانهي المكالمه ومضي في طريقه مرتعشا وهو يصب علي رأسه اللعنات ويذكر نفسه بجائزته الكبري التي طالما سعي اليها حتي وصل الي ضالته المنشوده مقبره في اطراف منطقه ( ترب الغفير ) يظهر عليها القدم ويحتل الهدد اطرافها وقد وقف امامها رجل طويل القامه نحيف للغايه حتي انك تحسبه هيكل عظمي يرتدي جلبابا قصيرا وشال اسود ويغطي عينيه اليمين بطرف عمامه قد انسدلت من فوق رأسه المكوره ويضع بجواره جوالا صغيرا فما ان رأي مروان حتي لوح له ورفع الجوال علي كتفه واتجه نحوه بخطوات سريعه الي حد ما وما ان اقتربا حتي وضع جواله علي الارض ونظر الي مروان مبتسما وقد ظهرت من بين شفتيه تلك السنه الذهبيه التي تحتل اعلي فمه وظل يفرك يديه في بعضهما وهو ينظر الي مروان الذي فهم ما اراده فأخرج من سرواله مظروفا ابيض يحوي الكثير من الاوراق الماليه فئه المأتين جنيها ودسها في يد الرجل قائلا
_هذا ما اتفقنا عليه عشره الاف من الجنيهات
شرع الرجل في عد النقود وهو يقول
_حسنا يا دكتور ولكن اخبرني كل زملائك الدكاتره الذين اتعامل معهم يطلبون في الغالب جثه رجل بالغ او اجزاء منه لماذا طلبت انت جثه ذلك الطفل الذي لم يتخطي الثلاثه اشهر
قالها وهو يشعل لفافه تبغ ويعطي اخري لمروان التي رفضها متعلالا انه لا يدخن ثم اردف قائلا
_ انا اعد الدكتوراه في طب الاطفال ثم انا اعطيتك ما يدفعه لك طلبه الطب ثلاثه اضعاف
هز الرجل رأسه وهو يهم بالانصراف فاستوقفه مروان قائلا
_ اين تذهب الن تخرجني الي بدايه الطريق
ابتسم الرجل في لزوجه قائلا
_ لم يكن هذا اتفاقنا يا دكتور اذا اردت ان اساعدك في الخروج فهذا له حساب خاص
لعنه مروان الاف المرات في نفسه وهو ينقده خمس ورقات من فئه المائه جنيها حتي يرفع الجوال علي دراجته البخاريه ويركب مروان خلفه ليبدأ الرجل في التهام الطريق الترابي الممهد بين القبور ليصل الي السياره التي كانت بجانب الطريق وقد استند احدهم علي جسدها يدخن لفافه تبغ بشراهه فما ان لمح مروان حتي اقترب منه يساعده في حمل الجوال ليضعه في مؤخره السياره ثم ينطلقوا معا تاركين خلفهم ذلك التربي الذي كان يقهقه وهو يتحسس هاتف مروان الذي سقط من جيب سرواله دون ان يشعر به .
******
قسم السيده زينب الساعه الثالثه بعد ظهر الثلاثاء السادس عشر من مارس لعام الفان وتسعه عشر
ـــ اكمل يا حسني اني اصغي اليك بوضوح ماذا حدث بعد ان اخذتم جثه الصغير من حارس المقبره واتجهتوا الي منزلكم
قالها الرائد حمزه وهو يستند بمرفقيه علي مكتبه ويتجول بنظره حول ذلك الفتي رث الحاله ومحاميه الذي يقف بجواره ثم تبادل النظرات مع النقيب ياسر الجيزاوي
استأنف الفتي حديثه قائلا
_ لم اكن اعلم ما هو الشيئ الموجود داخل الجوال او ماذا يخطط له مروان كل ما كنت اعرفه انه طلب مني ان اقله بسياره ابي من منزله حتي تلك المنطقه وان اعيده الي منزله مره اخري فمروان لم يكن يمتلك سياره فهو محدود الدخل يعيش علي معاش والده فلذا طلب مني ان اوصله بعدما يأخذ شيئا من هناك حتي اني لم اكن اعلم انها منطقه مقابر ولو كنت اعلم لما ذهبت ابدا فأنا اخشي تلك الاشياء جدا ولكني لاحظت ان ذلك الرجل الذي كان مروان يمتطي خلفه الدراجه البخاريه يلقبه بدكتور فسألته متوجسا ونحن في السياره عائدون الي منزله
ــ لما يناديك ذلك الرجل بدكتور الم يعلم انك خريج كليه التجاره وما الذي اخذته منه في ذلك الجوال
ــ سأقص عليك كل شيئ في المنزل يا حسني ولكن دعني الان فأن قدماي لم تعد تحتملني
قالها واغلق عينيه مفركا اياها بينما انتبهت انا نحو الطريق وانا افكر في ما يوجد داخل هذا الجوال حتي وصلنا الي منزل مروان وصعدنا سويا الي شقته التي كانت في الطابق الرابع والاخير حيث كان يعيش وحيدا فقد توفي والداه وهو صغير وكفله جده من والده الذي توفي من قرابه السته اشهر وقد تغير حاله تماما بعد وفاه جده فبدأت تصرفاته تأخذ طابع العدوانيه احيانا والانطوائيه احيانا ولم يكن لمروان صديق سواي فقد اعتدت علي زيارته يوميا والمبيت معه في شقته التي ورثها عن والداه فقد كان ابي يثق به ويراه نموذجا للشاب المكافح وبعد ان دلفنا من باب الشقه وقفت في منتصف الردهه وانا انتظر الكثير من التفسير لما حدث ولكن مروان قد فاجأني علي غير عادته قائلا
_ اذهب انت الان فانت تبدو متعبا جدا وقد ارهقتك معي واني انتظرك غدا لكي تمر علي حتي اشرح لك تفصيليا ماذا عقدت العزم علي تنفيذه
قالها وهو يغلق باب منزله في وجهي بطريقه فجه فلاول مره اشعر انني غير مرحب بي في منزل صديقي وقد اعتزمت علي مقاطعته بعد هذا الموقف المشين فقد طردني من منزله حرفيا مستخدما الفاظ مهذبه وتجمع في ذهني الكثير والكثير من الاسئله التي لا يوجد لها اجابات فمن ذلك الرجل الذي قابله وتري ما هو الشيئ الموجود في الجوال والاهم من ذلك لماذا لم يدعيني للمبيت في منزله فقد تأخر الوقت مع العلم اننا اذا كنا في موقف مشابه كان يصر علي مبيتي في منزله ويقسم علي بأغلظ الاقسام الا ارفض وفي اليوم التالي استيقظت علي رنين هاتفي المنزلي فقد كان اتصال من مروان فتعجبت وانا اسأله
_ لم تكلمني علي الهاتف الارضي ولا تكلمني علي هاتفي الجوال فرد علي انه لا يجد هاتفه والح علي ان اكون امامه في التو والحال والا اتأخر عليه ابدا وبالفعل بعد ما يقل علي الساعه بقليل كنت اقف امام باب منزله ادق الجرس ففتح لي بابه وقد استحالت عيناه احمرارا ككتلتين من الدماء وكان اشعث الشعر غير مهندم مما يدل ان النوم لم يزره منذ تركته امس دلفت الي البهو الواسع الذي يتوسط مسكنه لاجلس علي مقعدي المفضل بينما انشغل هو بتحضير كوبان من القهوه التي افضلها وبينما هو مشغول دلفت الي الحمام لاقضي حاجتي فصرخت صرخه مدويه ثم سقط مغشيا علي من هول ما رأيت فقد كان يرقد في المغطس جثمان طفل صغير بلا رأس وحينما افقت كنت مقيدا في كرسي خشبي من اطرافي الاربعه بحبل غليظ وقد كمم فمي بشريط لاصق ثم سحب كرسي خشبي وجلس امامي وهو يمسك في يده محقن طبي ثم دبه في وريدي وبدأ في سحب الدماء وانا اكاد اقطع اطرافي وانا احاول الخلاص من تلك الحبال التي تعتصرها ثم وضع غطاء المحقن وامسكه في يده وهو يسحب شهيقا طويلا واخرجه ببطئ وقد شرع في شرح ما انتوي فعله وانا مرتعبا مما يقول حتي كادت عيناي ان تقفز من مقلتاي من هول ما سمعت
******
_ اكمل يا حسني انا اسمعت هكذا كان رد الرائد حمزه ركن الدين عندما توقف حسني عن الحديث قالها وهو يشعل لفافه تبغ ويعطي اخري لحسني الذي رفضها لانه لا يدخن وان دخان لفائف التبغ يثير معدته ويشعره بالغثيان وأرجعها الرائد حمزه الي مكانها ونظر الي حسني نظره مغزاها ان كلي اذان صاغيه فاردف حسني يحكي قائلا
_ كان ذلك اليوم من اصعب الايام التي مرت علي في حياتي حيث ان مروان قد تركني مقيدا طوال اليوم دون طعام او شراب فقد كان يخاف ان يفك كمامتي فأصرخ لذا فقد امسك بهاتفي النقال وارسل رساله نصيه لابي مفاداها انه مريض بشده وانني سوف امكث معه طوال اليوم والليله حتي يسترد صحته ثم استغرق باقي اليوم في عمل اشياء لم اكن افهمها فقد ازاح سجاد البهو وحرك مائده الطعام الضخمه بعيدا حتي اصبحت الارضيه عاريه ثم مكث يمسح الارض جيدا وينظفها كالامهات قبل الاعياد ثم اختفي في غرفته فتره طويله حاولت فيها جاهدا ان اتملص من وثاقي فلم استطع فقد كان موثقا جيدا فضلا عن اني لم يعد لدي ادني قوي لمواصله المحاولات فاستسلمت لامري الواقع ومر الوقت بين الصحو وفقد الوعي حتي انتبهت لباب غرفته يفتح عند الساعه الثانيه عشر فخرج وهو يجر جوالا قماشيا وجلس امامي بعدما وضعه علي الارضيه النظيفه قائلا
_ صديقي العزيز منذ صغرنا ونحن متلاصقان كظلين حتي ان الناس في بعض الاحيان ظنونا اخوه كنا نلعب سويا ونعبث سويا لذلك اردت لك ما اردته لنفسي فكر بها جيدا انت تعلمك اني منذ صغري وانا مولع بقصص الرعب وحياه الجن واليوم جاء اليوم الذي نحصد فيه مكافأتنا الصغيره لقد اعددت كل شيئ فتعويذه الخدمه التي ستسخر لنا الجان التي كنت ابحث عنها في امهات الكتب لمده ثلاث سنوات كامله معي وكل الادوات التي تحتاجها التعويذه للنجاح متوفره واني اعلم انك ترتعب من تلك الامور ولكن حينما تحصل علي كل ما تتمناه وتحقق لك الخدمه كل ما تحلم به ستشكرني علي ما فعلت
قالها ونهض من مكانه متجها الي الجوال الملقي علي ارضيه البهو ولم يبالي بكل تلك التملصات والهمهمات التي اصدرها وفتحها ليخرج منها قنينه مليئه بالدم والمحقن الذي اخذ مني الدماء بواسطته ثم فتح القنينه وافرغ فيها المحقن وهو يقول لي الان اختلطت دمائي بدمائك واصبحت تشاركني ذلك فعليا ومد يده ليفك عني الكمامه الموجوده علي فمي فصرخت فيه قائلا
_ اجننت لن اشترك معك في تلك السخافات فك وثاقي حالا والا سأقتلك يا مروان بربي سأقتلك فلطمني علي وجهي بكل قوته فأخرسني ثم شدني نحوه من تلابيبي وهو يصيح لن يوقفني احد مهما كان الثمن فالتزمت الصمت نهائيا فلم يكن هو صديقي مروان الذي اعرفه كان كأن شياطين الكون جميعا قد تجمعت في عيناه
انفجر حسني مجهشا بالبكاء الحار واصدر الكثير من النهنهات القويه الامر الذي دفع الرائد حمزه الي طلب كوب من الليمون لتهدئته ثم انتظره بضع دقائق قبل ان يسترد قائلا
_ اكمل يا حسني انا اسمعك
استطرد حسني قائلا
_ ترك قميصي ثم اتجه الي الجوال القماشي وبدأ في افراع محتواياته فأخرج حجر اسود وسته شموع حمراء وبعض قصاصات الورق القديمه المصفر لونها والتي كانت مطويه ومكتوبه بخط سيئ ورأس الطفل الصغير الذي ترقد جثته في حوض الاستحمام بالمرحاض وسيخان صغيران كالتي يستخدمهما النساء في التطريز وكومه من الشعر الاسود الفاحم المتشابك بالدبابس والطين وجلد اسود مسلوخ لحيوان اظنه قط وقنينه مليئه باللبن وكومه كبيره من البخور وشرع في رسم نجمه داوود بالحجر الاسود علي ارضيه البهو ثم سكب قنينه الدماء بداخل النجمه كان يفعل ذلك وهو يتمتم ببعض الكلمات التي كان يقرأها من القصاصات التي كانت بحوزته ثم وزع السته شمعات التي علمت انها مصنوعه من دهن الخنزير علي روؤس النجمه السته وبدأ في اشعال لهيبهم وهو يقرأ من القصاصات بصوت مسموع ولكنه كلام غير مفهوم وما ان اشعل اخر شمعه حتي شعرت ببروده شديده تجتاح الغرفه وارتعاش في الاضاءه
فنظر لي وهو يصيح
ــ لقد طرت عمار المكان وانا الان مستعد لاستضافه واحد من ملوك الجان السبع
ارتعشت الاضاءه بشده ثم انفجرت المصابيح التي كانت تنير منزله جميعها وعلي ضوء الشموع اخذ يصيح بكل ما اوتي من صوت وهو يقرأ من القصاصات
" من افضل سلاسه الانس الي ملك ملوك الممالك السبع اقسمت عليك برب الاكوان ان تظهر في الاوان ولك مني الامان " واخذ يكررها وهو يشعل البخور ويوزعه حول نجمه داوود المرسومه علي الارض والمضاءه بالشموع ثم مد يده وامسك رأس الطفل الصغير ووضعها في منتصف النجمه تماما وعاد يتمتم بكلمات لم افهمها كان يقرأها من القصاصات فبدأت اشعر بحركات حولي وكأن البهو قد امتلاء بالبشر الذين يطوفون حولنا ثم بدأ بعدها بنتف كومه الشعر المليئه بالدبابيس والطين ووضعها علي رأس الرأس البشري الموجوده في منتصف النجمه فشعرت برياح قويه تهب من حوله وكأننا في الصحراء ثم اضائت الغرفه بصوت احمر ناري متداخل يأتي من الا مكان فأسرع الي الجلد الاسود المسلوخ ووضعه علي الرأس ليغطيها أشتعلت الغرفه في توها وتحولت الي كومه كبيره من اللهب والتي كان مركزها الجلد الموضوع اعلي الرأس فسكب قنينه اللبن علي ذلك الجلد وهو يصرخ بكل ما اوتي من قوه بتلك الكلمات التي كان يقرأها من القصاصات وما ان اتم سكب اللبن حتي عم الدخان الغرفه دخان رمادي اختلط بدخان البخورحتي استحالت الرؤيه فأمسك السيخان الصغيران وغرسهما في جلد القط وهو يصيح
_ الامان الامان الامان من ملك ملوك الجان فتشكل الدخان علي هيئه رجل كالبشر ولكنه لا يقف علي قدمين ورأسه اصلع يخرج منها قرنان صغيران ويعلو رأسه لهب احمر ناري مغلف بلهب ازرق سماوي وله ذيل احمر طويل وما ان تشكل هذا الدخان حتي ذهبت في ثبات عميق فقد تخلت عني كل حواسي وادراكي وفقدت الوعي مده لا اعلمها كل ما اتذكره اني افقت من تلك الغيبوبه فلم اجد الا مروان ملقي علي ظهره ارضا وفاغر فاهه ومشخص العينين الي اعلي ولا يتحرك فأخذت اصرخ واصرخ واصرخ وانا اتملص من قيودي حتي استطعت اخيرا ان احل يدي وبدأت في تحرير نفسي ثم هرعت الي خارج المنزل استنجد بجيرانه وهم اتصلوا بكم هذا ما حدث دون اي زياده او نقصان
هز الرائد حمزه راسه وهو يدق جرس مثبت بجوار مكتبه فدخل احد افراد الشرطه وهو يؤدي التحيه العسكريه
_ سوف نستضيفك بضع ساعات يا حسني حتي نقفل المحضر
قالها الرائد حمزه وهو يومئ لفرد الشرطه الذي امسك بذراع حسني واقتاده خارج الغرفه بينما تكلم المحامي قائلا
_ اريد ان افرج عن موكلي بضمان محل اقامته
_ حسنا ولكن بعد انتهاء المحضر والان يمكنك الانصراف
فخلا المكتب علي حمزه وياسر الذي انتظروا الي خرج كاتب المحضر من المكتب ثم قال حمزه
_ ما رأيك في تلك القضيه يا ياسر ؟؟
_ انها انتحار بلا شك ولو كان مروان هذا ما زال علي قيد الحياه لوجهت له تهمه سرقه جثمان من المقابر واحيجاز صديقه تحت وطاءه التعذيب
فهز الرائد حمزه رأسه وقد ارتسمت شبح ابتسامه علي شفتيه الامر الذي دعا ياسر الي السؤال
_ اولك رأي اخر يا سيدي
_ هناك شيئ اشك به اذا حدث سيغير مسار القضيه فقط استدعي تقرير الطب الشرعي واستصدر امر من النيابه بتفتيش شقه حسني
قالها وهو يضع سلاحه في حزامه ويغادر المكتب تاركا وراءه ياسر يغوص في بحر الحيره
قسم السيده زينب الساعه لواحده ظهر الاحد الواحد والعشرون من مارس لعام الفان وتسعه عشر
كان الجميع يتجمع حول المقدم حمزه يهنئونه ببعبقريته في حل تلك القضيه المعقده ويباركون له الترقيه وحينما فرغ الجميع من المباركات وفرغ المكتب الا من حمزه وياسر الذي كان غارقا في الذهول قال لحمزه
_ لابد ان تخبرني كيف استعت ان تحل تلك الاحجيه الصعبه فقد كان رأسي علي وشك الانفجار وقد كنت موقنا انها انتحار كيف استطعت ان تثبت العكس
قهقه المقدم حمزه عاليا وجلس علي مقعده قائلا
_ الم تفهم بعد
_ بل فهمت ولكن اريد ان اعرف كيف استطعت حلها
قالها ياسر وهو يجلس علي الكرسي المقابل لحمزه الذي اردف حديثه قائلا
_ بعد ان سمعت شهاده حارس المقابر الذي اعطاهم جثه الطفل لفت نظري في حديثه انه اعطي لمروان لفافه تبغ فرفضها بحجه انه لا يدخن ثم ذكر انه حينما خرجا علي دراجته نحو السياره كان هناك شخص في انتظار مروان يجلس علي مقدمه السياره وهو يدخن اي انه بالمنطق مروان لا يدخن وحسني يدخن بينما حينما عرضت علي حسني لفافه تبغ في التحقيقات رفضها بجحه انه لا يدخن فلفت ذلك انتباهي وحينما كنت في مسرح الجريمه وجدت علي الطاوله منفضه سجائر مليئه بالاعقاب وبما ان مروان كان يعيش وحده في المنزل استنتجت انها منذ اكثر من يومين فأنت تعلم ان الذكور المدخنون دائما ما يعشقوا رائحه السجائر المنطفئه منذ فتره وحينما ترابطت كل تلك الامور في ذهني وصلت للاتي ان مروان في الحقيقه يدخن بدليل اعقاب السجائر في شقته وان حسني لا يدخن بدليل انه كان بحوزتنا يومان كاملين لم يذق بهما طعم الدخان وحينما عرضت عليه لفافه تبغ رفضها وهو ما يتنافي مع اقوال حارس المقبره وبما ان الشخص الذي كان يتحدث اليه حارث المقبره كان يخفي ملامح وجهه ومروان وحسني تقريبا متماثلان في الجسد فستنتجت ان الذي كان مع صاحب المقبره هو حسني ذاته وليس مروان وهذا يغير الكثير من القضيه وبعد تفتيش منزل حسني وعثورنا علي الكتب التي تتعمق في علم النفس والسيطره علي الاخر وبعد تقرير الطب الشرعي الذي اثبت ان الدماء في تلك القنينه هي دماء مروان فقط وليست دمائهم معا مختلطين وان البصمات علي القنينه هي بصمات حسني واخيرا نفي جيران مروان سماعهم صوت حسني الذي كان يصرخ بعد الساعه الثانيه عشر كما ادعي حينها فقط ادركت ان حسني لم يكن مقيدا كما ادعي بل انه اختبر كل ذلك مع مروان فقد كان مسيطر عليه سيطره تامه او بمعني اصح حسني هو من قام بكل شيئ منذ البدايه ولكنه استخدم مروان كقربان بشري بعد ان اقنعه بطريقه ما بما يخطط له
خرجت عينا النقيب ياسر من مقلتيهما من الذهول ونظر الي المقدم نظره اعجاب ثم نهض من مكانه وادي التحيه العسكريه وانصرف من المكتب في صمت تام بينما قهقه حمزه ضاحكا من رده فعل زميله وصديقه وصهره وارجع ظهره الي الخلف متمطأ علي كرسي مكتبه واغمض عينيه
تمت
مذكراتي بقلم / اللواء اركان حرب / حمزه ركن الدين العزيزي بتاريخ 27/8/2054
اغلق احمد الكتاب الاسود الانيق الذي يحمل اسم مذكراتي ثم ابتسم ابتسامه واسعه وهو يخرج بعض الاوراق من مكتبه ويفتحها لكي يعنون اول ورقه كاتبا ( قصه حياه ابي ) بقلم احمد حمزه ركن الدين العزيزي
__ تمت __
لو عجبتك القصه اكتبلي كلمه تشجيع ولو معجبتكش قولي ايه اللي معجبكش عشان اطور من نفسي
متنساش اللايك والشير والكومنت بيفرق كتير
اعملي متابعه عشان تلاقي كل جديد
ومتنساش تتابعني علي هاشتاج #حكاوي_ابوحمزه ٢
شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة