فاتحة ذلك أنه يشهد أن الله عز وجل أحد بالذات والصفاة ، والأسماء والأيات ٠
وأنه مستقر الوجود ، بغير ظروف ولا حدود ، لا زوال لمستقر وجوده ، ولا ظنهاية لفيض جوده ٠
له الخلق تركيباً وتصويراً ، وله الأمر تدبيراً وتقديرا ، عليم سميع بصير بغير حواس ، متكلم قابض بغير جوارح ، لا تدركه الأبصار وصفاً ، وهو يدرك الأبصار لطفاً ٠
خلق الخلائق لا بعلة ولا لعلة ، بل إظهراً لقدرته ، وإنفاذاً لمشيئته ، لا يعلم مراده ، ولا لشيئ خلق عباده إلأ هو ، فمن التمس ما وراء قوله في كتابه المكنون : ( وما خلقت الجن والإنس إلأ ليعبدون ) فهو غالٍ مفتون ٠
القرأن كلامه ، نزله على خير خلقه تنزيلا ، ورتله في قلبه ترتيلا ، وفصله بلسانه تفصيلا ، لا عن سماع يسمعه ، ولا عن إختراع يخترعه ٠
بل هو نسيم روح قدسه ، وعبارته عما في نفسه ، لا ينفصل عنه ، ولا يصلح إلأ منه ٠
يطلق إسم الكفر على من أعتقده مخلوقا ، بل هو أعظم فرية وأشنع فسوقا ، لأنه صفة الله التي بها خلق ويخلق ، وبها رزق ويرزق ، وبها أحيا ويحيي ، وبها أمات ويميت ، صفة مم صفات ذاته ، لا زمة كلزوم علمه وحياته ٠
من اعتقد أنه مخلوق الكلام ، فقد مرق مروق السهم عن الإسلام ، وجعله موقوفاً على النبي عليه الصلاة السلام ، منقطعاً عن الله ذي الجلال والإكرام ، كما بلغني عن بعض الروافض ، أنه قال : ( القرأن قريحة محمد ) فقد كفر الزنديق بهذه المقالة وألحد ٠
ولا فرق عندي بين هذه المقالة ، وبين مقالة من اعتقد خلقه وأحاله ، ( أولئك في ضلال مبين ) ٠
ويشهد أن محمداًرسول الله ، بما ظهر على لسانه من كلام الخلاق ، وعلى أركانه من محاسن الأخلاق ، وعلى أحواله من الصبر على الإملاق ، وعلى يده من البذل والإنفاق ، وعلى قدمه من الأسر والإطلاق ٠
وأنه أكرم الأنبياء وأفضلهم ، وأعلمهم بالله تعالى وأعملهم ، حوضه حق ، ولواؤه حق ، وشفاعته حق ٠
يتبــــــع
شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة