يا قلبُ يا مصبّ الأوجاعِ
كم مرّةً تجرُّ سلاسلَ الهمومِ .
تَبيتُ وتصحو على عويل ٍ
هنا حرائق سنابل وهنالكَ أجساد .
أيّ موعودٍ يكتبُ بحبرِ الدماء ؟
حتى نطقتْ مقابرُنا ورمالها
هل من مزيد ؟
تعجُّ الحواري بخيامِ الأسى
وأكياسُ السواد تلفُّ الشهداء َ
جاء يصطرخُ أين أبي وأمي
إذ هم على أسِرّةٍ تحترقُ
حتى الشرفات ضاقت ذرعا
يالهول المطلع ، الناس صرعى
تذهلُ كلَّ مرضعةٍ وشيبةٍ .
حناجرُ محمومة تصدحُ للعزاءِ
ما نجا الرمانُ ولا التمرُ ولا الزيتون
ولا قمح ولا شعير في الحقولِ .
فاجعةٌ تتلوها فاجعةٌ
توابيت ترحلُ على أكتافِ الغيوم ِ .
مالكَ يا وطني موؤودا
تتنفسُ غبارَ الأحقادِ
هذا يفجِّرُ وذاكَ يسلخُ الأمجادَ
مازالَ حريقُ بغداد بأعيننا
واليوم الناصرية تضجُّ باللّهبِ .
آه على بلدي يا عين الحضاراتِ
أين الرصافي وأين السيّاب؟
ليصهلوا بخيولِ أشعارٍ
تأجِّجُ الروحَ وتشعلُ الثورات ِ .
بكى الرجالُ ، رقصَ الأوغادُ
على زمّارِ ليلهم ، أقاموا الأعراسَ
يعاقرونَ الخمرَ ، يملؤون البطون َ
ويلكمْ يا أوباش من يومِ التناد ِ
قعرُ جهنم يستعرُ
ذوقوا حرائقكم بألف ألف مما تعدّون
مَنْ يحرقُ بالنارِ غير الله ؟
وأنتم تجاوزتُم جنودَ الشيطان ِ
"مالَكمْ كيف تحكمون؟"
يا دجلةَ الخير وفيض الفراتِ
اغسِلا أوجاعنا لننزعَ الحدادَ
نحنُ عراقيون لا تفرّقنا الأحزاب ُ
أطفالنا سيكتبون على الجدران ِ
وإن تفحّمتْ أثوابُنا بالنيران ِ
طيورُ الصباح تغدو لأرزاقها
ربُّ الكون إن أرادَ شيئا
قالَ له كنْ فيكون
لا تبكِ ياعراق وإن طالَ ليلُكَ
فلا بُدّ أن ينجلي بطلوعِ الفجرِ
ذو القرنين ملكَ شرقا وغربا
لعلّ الرحمنَ يبعثُ من نسلهِ
من يقطعُ رؤوسَ الأفاعي
يزهق بالحق باطلا ويثبِّتُ الأوتادَ .
بقلمي/ سناء شمة
العراق
شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة