كتبت هذا المقال قبل وفاة أمي بعامين تقريباً
من ذكرياتي مع أمي:
أمي امرأةٌ ذات قدراتٍ عجيبة منحها الله إياها من أجل أن تنهض بأسرتنا لتصل إلى ما وصلت اليه من علمٍ وأدب
تتجلى قدراتها في الصبر على الشدائد مهما بلغت فهي لا تشتكي ولا تتكدر ولا تُظهر حزنها أمام الآخرين
وهي تعمل بدأب دونما كللٍ أو ملل
تبتسم مهما كانت حزينة
ولم أسمع صوتها يعلو في وجه انسانٍ قط
لم أسمعها تتلفَّظ بكلمةٍ بذيئة يوماً
لها قدرة غريبة على منح الحب لأولا دها
كانت دائماً الملجأ والملاذ لي من هموم الدنيا ومنغصاتها
مات أبي في سنٍّ مبكرة فحملت الأمانة بمسؤولية وتفانٍ وإيمان حتى عبرنا إلى شاطئ الأمان
أمي اليوم بلغت عامها السابع بعد الثمانين ولم تعد تقوى على القيام بأي عمل سوى قراءة القرآن الكريم وأداء الصلوات
إلا أنَّ قدرتها على منح الحب لازالت قوية ومتجددة
أحبك أمي وأعترف بفضلك الذي يطوقني وأرجو أن يعطيني الله القدرة لاسعادك دائماً
وأقدم قصيدتي هديةً لك في عيدك :
كتبتُ في أمي :
لأمي تنحني الهاماتُ طوعاً
وتخفقُ حين تلقاها القلوبُ
إذا ابتسمت أضاءت في حياتي
شموعاً تستنيرُ بها الدروبُ
وحبن تضمني تنزاحُ عنِّي
همومي ثمَّ تنفرجُ الكروبُ
وإن نظرت إليَّ رأيتُ شمساً
تضيءُ وقد سرى فيها الغروب
فكمْ ضحَّت وكم عانتْ لأجلي
وكم عبثتْ بمهجتها الخطوبُ
فما لانت وما ضعُفَتْ وظلَّت
تكابدُ لمْ يساورْها الهروبُ
يفوحُ العطرُ حيثُ تكونُ أمِّي
وتنتشرُ النسائمُ والطيوبُ
وكنتُ أُعيبُ أشياءً عليها
وكلِّي في معاملتي عيوبُ
إليكِ أعودُ يا أُمِّي مُقرَّاً
بذنبي علَّني منهُ أتوبُ
ومعترفاً بفضلكِ وهو دينٌ
يكبِّلني وتحرقني الذنوبُ
وأطلبُ منكِ غفراناً وعفواً
إلى ربِّي به يوماً أؤوبُ ُ
سامر الشيخ طه
شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة