دار نشر القلم للطباعة والنشر والتوزيع دار نشر القلم للطباعة والنشر والتوزيع

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة

سلسلة الحب والعشق وما يدور فى فلكهما (1)الشوق وحيد راغب



سلسلة الحب والعشق وما يدور فى فلكهما (1)الشوق
هو لهفة وحرقة ولوعة المحب الى محبوبه , وعدم صبره عليه وهو بجواره فما بالك وهو بعيد , والشوق نار مؤججة لا تنطفىء أبدا الا بلقاء المحبوب وضمه وعناقه والحديث معه , ولاحيلة لمشتاق فى الصبر , فهو مخمور العقل , مسئومه , فلا ترقأ له عين , ولاينام له قلب , ولا تخمد له روح, وكم قتيل لشوق لم ينطفىء, ولقد بدأت السلسة بالشوق , لانه أعمق مقامات الحب , ولا يسلم محب منه , والشوق اذا تدرج من البشرية الى مقام أعلى مثل الشوق الى الاله والى رسله والى أوليائه , فلا يندمل أبدا بل هو دائم وقائم , وهنا الغيب يشبه الذبح للمشوق , خاصة وأن المشوق فانٍ فى عالم المشتاق اليه , هو محسوس وايمانى , ولكن الاحساس يكاد يشبه اليقين, أو هو يقين متجسد , ويخبرنا التاريخ والكتب السماوية , والسير , أن أصحاب الشوق من هذا النوع لو شقوا بالمناشير وسفكت دماؤهم لا يتغيرون ولا يتبدلون .
فهذا موسى الكليم "ع" عندما دعاه ربه للقائه والكلام معه , قاده شوقه الى العجلة باللقاء قبل موعده
قال تعالى " وعجلت اليك ربى لترضى " طه84
حتى ان السيدة عائشة أم المؤمنين لشوقها لربها ولكلامه , كانت اذا آوت الى فراشها تقول :هاتوا المجيد فتؤتى بالمصحف فتأخذه الى صدرها وتنام معه تتسلى بذلك " رواه سفيان عن مسعر
حتى ان الرسل من شوقهم الى ربهم فى تعلق دائم به وبكلامه ومنهجه وأى شىء يذكرهم به , حتى ولو لم يكن وحيا , فهذا رسول الله محمد "ص" : كان اذا أمطرت السماء , خلع ثيابه وتجرد حتى يصيبه المطر ويقول : انه حديث عهد بربى , قال أنس أصابنا ونحن مع رسول الله "ص" مطر , قال فحسر رسول الله "ص" ثوبه حتى أصابه المطر فقلنا : يا رسول الله لم صنعت هذا ؟ قال : لانه حديث عهد بربه تعالى " اخرجه مسلم
وقال تعالى لرسوله محمد "ص" عندما تأخر عليه الوحى " ما ودعك ربك وما قلى " الضحى اى ما تركتك ولا نسيتك ولا جافيتك يا محمد
وروى عن رب العزة : طال شوق الابرار الى لقائى , وانا الى لقائهم أشوق " تذكرة الموضوعات للفتنى 196
ولا يشك أحد فى أن محب الله لن يكره لقاءه , لانه يشتاق اليه , ولكن مصيبة الموت والحساب , قد تجعل البعض مع الشوق البركانى يخاف لقاء الله , لان الله شديد الحساب , فهنا خوف اللقاء لايعنى كره اللقاء كما يدعى البعض , فالمحب هنا عبد وله منهج , فقد يفرط فى المنهج , فمع الشوق يكون الخوف .
والشوق يجعل المحب صارخا بواحا غير كتوم لحبه حتى لوفضحه حبه , فهو لايهاب مغبته ولو قتل فى سبيله , مما جعل عاشق ينادينا بان نبوح ولا نخفى :
لا تخفِ ما فعلت بك الاشواق // واشرح هواك فكلنا عشاق
وجعل شاعرنا الجليل البارودى يقول ان صاحب الشوق لابد أن يعد عينه وقلبه للبكاء على المحبوب وفراقه والبعد عنه : فان كنت لى عونا على الشوق فاستعر//لعينك دمعا فالبكاء مريح
ولم يخفنا ابن زيدون لولاده شوقه وانه منتظر لحطة ان يطفىء شوقه باللقاء
متى أبثك مابى // يا راحتى وعذابى
متى ينوب لسانى //فى شرحه عن كتابى
يا منية المتعزِّى //وحجة المتصابى
وقال : أضحى التنائى بديلا عن تدانينا //وناب عن طيب لقيانا تجافينا
ان الزمان الذى مازال يضحكنا //أنسا بقربهم قد عاد يبكينا
حالت لفقدكم أيامنا وغدت // سودا وكانت بكم بيضا ليالينا
ليسق عهدكم عهد لسرور فما // كنتم لارواحنا الا رياحينا
وهذا جميل بثينة يحرقه الشوق فيقول :
علقت الهوى منها وليدا فلم يزل //الى اليوم ينمى حبها ويزيد
ألا ليت شعرى هل أبيتن ليلة // بوادى القرى .. انى اذن لسعيد
يموت الهوى منى اذا مالقيتها // ويحيا اذا فارقتها فيعود
وقال آخر : أصد بأيدى العيس عن قصد أرضها // وقلبى اليها بالمودة قاصد ( العيس : الركب المرتحل )
وقال ابن الدمينة : بكل تداوينا فلم يشف ما بنا //على أن قرب الدار خير من البعد
فالفراق هو أشد من السيف على رقبة المشوق :
ألا يا صبا نجد متى هجت من نجد // لقد زادنى مسراك وجدا على وجدى
وما احلى ما قال الشريف الرضى من لوعة الفراق :
وتلفتت عينى فمذ خفيت // عنى الطلول تلفت القلب ( الطلول مكان سكنى المحبوب )
وقال : وكنت أظن الشوق للبعد وحده // ولم أدر أن الشوق للبعد والقرب
خلا منك طرفى وامتلا منك خاطرى // كأنك من عينى نقلت الى قلبى
أحن الى لقائك كل يوم // واسأل عن ايابك كل وقت
واذكر ما مضى فيفيض صبرى // وتنفر عبرتى ويبوح صمتى
ولى قلب اذا ذكر التلاقى // تظلم من يد البين المشت
دوقلة المنجى:
ان لم يكن وصل لديك لنا // يشفى الصبابة فليكن وعد
لله أشواقى اذا نزحت // جار بنا وطواكمو البعد
ان تتهمى فتهامة وطنى // وان تنجدى يكن الهوى نجد
فالشوق لا يخمد أبدا :
يقولون ليلى بالعراق مريضة // فياليتنى كنت الطبيب المداويا
فيارب اذ صيرت ليلى هى المنى // فزنى بعينها كما زنتها ليا
فشاب بنو ليلى وشاب بنو ابنها // وحرقة ليلى فى الفؤاد كما هيا
قيس بن الملوح وليلى :
خليلى ان لم تبكيانى ألتمس // خليلا اذا نزفت دمعى بكى ليا
وقد يجمع الله الشتيتين بعدما // يظنان كل الظن أن لا تلاقيا
فيا رب سوِّ الحب بينى وبينها // يكون كفاف لا على ولا ليا
فما طلع النجم الذى يهتدى به // ولا الصبح الا هيجا ذكرها ليا
الشاعر وحيد راغب

عن الكاتب

قادح زناد الحروف

التعليقات

طباعة ونشر وتوزيع ، ظهور إعلامي ، ورش أدبية
اشترك بالعدد الجديد من مجلة القلم الورقية للتواصل والاستعلام / 0020102376153 واتساب

اتصل بنا 00201023576153 واتساب

شاركونا الإبداع

جميع الحقوق محفوظة

دار نشر القلم للطباعة والنشر والتوزيع