______________________
كنت أجلس مع صديقًا لي أمام محله، كنا نتحدث بالسياسة كان محتدّا وهو يتكلم، لم أشاهد مثل هذه العصبية عنده من قبل.
تحدث عن الفساد في العالم الثالث، وعن الظلم والفقر، وعن القطط السمان، والثراء الفاحش عند القلة.
صديقي هذا، بالأصل صوته أجش جهوري، لكن هنا صار صوته غليظًا، وأخذ الشرر يتطاير من عيونه، ونفرت عروق رقبته، وتصلبت عضلات وجهه، وراح يلعن الفاسدين المفسدين، ويقول:_
لو الحكم بيدي، سارفع بوجه الواحد منهم شعار..
(من أين لك هذا؟).
فجاة، وبدون مقدمات، هدأ الرجل، وكأن أحدًا صب على رأسه ماء باردًا.
سكت عن الكلام، وغاب هياجه وعصبيته، وانقلبت خلقته
إلى النقاء، ومال وجهه للصفاء، ثم إبتسم وقال:_
وهذه أيضًا لا بد ان تُسأل:_من أين لك هذا!.
ما هذا الجمال، يابنت الذين!.
نظرتُ للمكان الذي يشير إليه، وإذا بصبية تقف على الرصيف
تنتظر سيارة أجرة، اووووه أي جمال هذا!
ثم قال لي:_
إسألها يا صديقي.. من أين لك هذا؟
اكتب يا نظير.. اكتب يا رجل..
ضحكت ووعدته ان أكتب ردّا على سؤاله..
كيف تشكل جمالها في غضون(24)ساعة..
_____________________________________
{ عند الغروب }
وقت الغسق...
_________
وقت الغسق...
أشعة في نسق..
جاءت من حواري الجنة..
مرت على الشفق...
فأخذت منه لون الحنّة..
ونزلت للأرض على طبق..
فلقّحتها بالجمال، فلله المنّة..
فتشكل ما يسمى (فتنة) وصارت أجنّة..
___
{ عند الليل }
وقت العتمة والسدفة والفحمة والزلة والزلفة والبهرة
_________________________________________
جاء الليل، وزار الفتنة بالمهد..
فحنى بظلامه عليها، وكحّل أجفانها بالوجد..
وحبا القمر إليها من فوق السهل، ومن فوق الجرد..
ليرسم على ثغرها، إبتسامة سعد..
{ عند السحر }
عند السَّحر..
________
هرع السنا لعيونها، ليخط لها الرموش...
وهجّت الطيور إليها تاركة العشوش...
وراح الحب يرسم قلوبـًا من لحظها فوق الوشوش..
وقامت القيامة لشفتيها، وهُدّت العروش...
{ عند الفجر }
____________________________________________
هرول ضوء البُلجة قادمًا من المدى..
ليرش عليها، ما قطفه من الندى..
ومن أكاليل الغار، وأوراق الورد..
فقامت لها قيامة المهد..
واحمر لون الخد.
فيا وجهًا تلطخ بالوجد..
كيف أتغلب على الصد؟
وما هو الرد؟
بالله ماذا بعد!
{ عند الصبح }
في الإصباح والشروق والبكور والغدوة والضحى والهاجرة
_____________________________________________
عند الصبح، حبا السحر على وجنتيها، فاخضوضبت حمرة..
وهبّ النسيم إليها حاملًا سحره..
والفراشات راحت منها تنتشي خمرة..
ومع تباشير الصباح، سكب الخضل على جسدها عطره..
وراح يعبيء لوجدها حبره..
واستنفر الغصن على قدّها، ليخط لها سطره..
من هنا بدأت تكتب القصائد، ومن اول شطرة..
وراحت الحروف تتجه لجمالها... شطره..
وتسابق الشعراء لجملها، والكل يسبح إثره..
{ عند الظهيرة }
عند الظهيرة والرواح
________________
مال غصن قصب السكر، ليرضعها منه القطر..
وعاد نايًا حزينًا لما فارقها، نقطة.. ومن اول السطر..
وسكب عبق الزهر على جسدها المنحوت بالعطر..
ثم إرتفعت الشمس في كبد السماء، ولفّتها بالسحر..
فاكتسبت الصبية الدفئ، فصارت شفتيها جمر..
ثم إقتربت من قنديلها فراشة تعشق السهارى.
إحتدّت الشمس غيرة، فاغتالت ضوء القنديل نهارا..
وأُحرق جناح الفراشة عشقـًا بها جهارا...
{ في العصر }
في العصر والقصر والأصيل والعشي..
_____________________________
هبْت نسمة صبا، فعلمتها التثني..
كما غرد البلبل ولقّحها الكلام، وقال:_تمني..
وهنا بهذه اللحظة، زارها الربيع بغير أوان...
فاستقبله صدرها، فنضج وضجّ حب الرمان.
وراحت تهز الخصر. في غنج وخفة...
وبمجرد ما أبعدت شفة عن شفّة..
اصبحت انا على شفى حفة..
وكل جمال الكون صار بكفة..
وحمالها وحده صار بكفة..
___
هلوسات
نظير راجي الحاج
شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة