___
________________________________
أثناء مسيرتي التعليمية في سلك التربية والتعليم، لتدريس
الصفوف الثلاثة الاولى، إختارتني الوزارة بأن أقوم بتدريب
المعلمين الجدد على المناهج الجديدة المقررة.
كانت الدورات تقام في كل سبت، وهو عطلة رسمية.
الدورة مختلطة، واثناء الدورة لاحظت ان هناك
استلطاف بين معلم ومعلمة، قضوا الدورة وهم لا يفارقوا
بعضهم بعضاً أثناء الاستراحات.
في آخر سبت لنا بالدورة، إقترب هذا المعلم مني، وشكرني
على جهودي، واراد ان يودعني، كان بمنتهى اللطف والرقة
تشجعتُ وقلت له مازحا:_
الظاهر انك وقعت بالحب، وما من احد سمّى عليك؟
إبتسم وقال:_سبحان الله، هي الأقدار، نعم صحيح.
لقد أتفقت معها ان تكلل العلاقة بالزواج، ويشرفني استاذ
نظير ان تحضر فرحنا، قلت له:_هذا شرف لي، مبروك مقدما.
أعطيته رقم هاتفي، ودعته بسرعة، لأنني كنت الاحظ ان
الصبية تنتظره على نار.
مضت الايام، لم يتصل المعلم بي، وفي زحمة الحياة، نسيت
الموضوع، وبعد شهرين تقريبا، التقينا صدفة، تعانقنا، وحديث
مجاملة جرى بيننا، مباشرة تذكرت حبيبته، نظرت الى يديه
علني أجد خاتم خطبة أو زواج، فلم أجده.
سالته:_هل تزوجت من حبيبتك؟
إحمر وجهه، وبلع ريقه، يا الله، قفزت دمعة من عيونه.
قلت:_يا ساتر، متاسف، انني فتحت لك جروحك.
قال:_ابدا أستاذي. إنه الغدر.!!
لقد اتفقت معها بعد آخر سبت بالدورة، على ان نلتقي انا
وهي بالسبت القادم، ليكون مبررا لها للخروج، على أساس
ما زالت الدورة قائمة، وان نلتقي في حديقة إعمار اربد
الساعة العاشرة صباحا.
منذ الصباح الباكر كنت مرابطا خارج سور الحديقة، انتظر
ان تفتح الحديقة، كنت اعد الدقائق والثواني للقائي بها
ما ان اصبحت الساعة العاشرة، احسست ان قلبي سيقفز
من صدري، وانتظرت يا أستاذ، نعم انتظرت، لقد تأخرت
اخذت كالمجنون اتصل بها، الهاتف مغلق، بقيت انتظر حتى
أغلقت الحديقة ابوابها.
عدت للبيت حزينا كئيبا، عدت اتصل، لقد تغير رقم الهاتف.
كانت الصدمة لي يا استاذ، لما سألت وتقصيت، وعلمت انها
خطبت وتزوجت في غضون عشرة ايام، وسافرت مع زوجها
(لما قال كلمة زوجها اخذ يبكي) حضنته، وقلت له:_
ماعليك ليس الامر هينا، لكن انت قلت هي الاقدار، انت شاب طيب، والعمر امامك، هي صدقا لا تستاهلك.
عدت للبيت لأكتب على لسانه:_
😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭
صحوتُ بلا إدراكٍ.... وبارتباكٍ.... ومن فجري...
لأني سألقاكِ.... بسحرك الفتّاكِ.... يا عمري....
تخيلتُ بهاكٍ.... وقد أتاكٍ.... كما النهرِ....
وكيف سأراك.... من بدري... أٌيا بدري....
فلا أدري....!!
____
ثم تعطّرتُ.......
وعند شفتيكِ...... سينتحر عندها عطري....
وتزينتُ.......
وأمام عينيك.... سيفتر بلحظها أزري....
____
أمعقول بموعدنا تروحي به تذري؟
فيؤول الخذول بروحي منك بلا عذر...
فما بال الوقت واقفا، ولا يجري..
__
أخفيتُ دموعي...
لكي لا أطفيء بها جمري...
وأضأتُ شموعي...
لوقت رجوعي من سفري...
وأقفلت ضلوعي....
خشية قلبي يطير من صدري
__
ورحت أترنح سكرانا.... من ثملي بك ومن سكري..
وهيمانا ونشوانا.... بلا حصف ولا وقرٍ..
__
وتخيلتُ، كيف ساستقبل يديك، إذا امتدّت...
وكيف سأطفيء من قلبي النار إذا إشتدت..
وإن مادت... دقات قلبي، واعتدت...
وإن عادت.. روحي عن لقياك وارتدّت..
___
بربك...
ماذا سأفعل بالثواني إذا عدْت؟
وشفاه فمي عن شفاهك، وقد ندت..
ومصير عيوني على عيونك، أن هدّت..
___
وتوكلتُ.. ومشيتُ.. ورجلاي لا تقوى على حملي..
وخشيت.. ان أسقط مغشيا، بلا حولٍ...
وحروفي أخذت تولول من حولي..
تشدُّ من خُللي...
وتحدُْ من زُللي..
تريد ان ينطفيء غُللي..
وتنكفيء عِللي...
ويختفي من عيوني اللصّيب بالهطلٍ..
وكان أقصى أملي..
ان اراك، وأرى بهاك، ولو على عجلِ..
وبعدها فليكن هلاكي، ونهاية أجلي.
__
ورحتُ أنطُّ.... كوجل طير من الحجلٍ..
ومشيت أخطُّ... كهجل ستر من الخجلِ.
وتخيلت أني أغطُْ.... بشهد من العسلِ...
من بهاك، ومن لماك، وألقي من قِبلي... قُبلي..
---
وتقدمت شفتاي من شفتيك بالشوق والجذلِ...
ووصلتُ لمكان موعدنا.. وانت لم تصلي..
__
ومرت ساعات تفوت..... ولم تأتي...
والوقت يموت.... مع الوقتٍ..
والثواني تابوت سكوت.. من الموتِ...
ويا حسرتي...
فانا.. كاظمٌ صوتي...
ومتعاظم صمتي..
وناظم كبتي..
__
صحيح انك حبببتي.
إن جئتِ وإن خبتِ..
وأنتِ...
ستبقي كما كنتِ...
ولحد الآن ما زلتِ..
بقلبي...
كما الجهد بالفولتِ..
والماء المدرار للنبتِ..
وها انا أنتظر بختي.
بقراءة الرمل والجبتِ...
__
وما زلت أعيش الآن في مقتي..
منغرزا كما النبتِ...
متأرجحا بين رحى الأغلاق والكبتِ...
خائفا ان يقذفني قدري من أعلاي الى تحتي..
__
فيا سيدتي...
فبعد تباعدنا.. لقد حان الوقت ان تأتي..
فما بالك. لحد الآن ما جئتِ...
بل خبتٍ!!
فهل لموعدنا رحت به خنتٍ؟
____
عفوا.. عفوا...
فيا حسرتي ويا ويلتي..
لقد تذكرتُ تواً.. فما نسيتِ انتِ...
لقد نسي السبت الأسود الموعود، أن ياتي...
وقيل بخبر عاجل.. بأنه قد أُُفتي...
بأن الاسبوع صار ستة بلا سبتِ...
تضامنا معك.. من حضرة المفتي..
__
نظير راجي الحاج
شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة