قادح زناد الحروف للنشر والتوزيع قادح زناد الحروف للنشر والتوزيع

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة

رشاد على محمود = (لا يبهرني لقب الطبيب) قصة قصيرة

كنت أنتظر الحافلة، والتي سأستقلها، من العاصمة إلى مدينتي؛ نظرًا لظروف عملي، كانت مدينتي تبعد عن العاصمة ما يقارب المئتي كيلو متر، ونظرًا لتعدد حوداث القطارات، أقلعت عن استخدامها؛ لإنها لم تعد آمنة٠

كنت أتصبب عرقًا، وأنا أجاهد نفسي، ألا اكيل اللعنات، لأي شئ يصادف ويقضي على ما تبقى من بعض حبات الصبر القليلة التي بقيت لديَّ، فقد كنت أجلب معي وقبل نزولي من منزلي الكثير من الصبر، وذلك بقراءة، ما تيسر من القرآن الكريم، وبعض الأحاديث، والتي تحض على الصبر والحلم، ورغم ذلك كنت افقدها جميعًا، قبل أن ينتصف يومي،
فوجدت انه لن يكفي صبري، مع صبر سيدنا أيوب عليه السلام، إلا بطريقة واحدة، وليست إثنتين، ولم أكتشف هذه الطريقة؛ إلا بعد تعرضي لبعض المشاكل، والمشادات السخيفة، وهي أن اقلص تعاملات، بقدر المستطاع، حينها فقط كنت بالكاد اكمل يومي، رغم الكثير من الصبر، والإعتذارات، والتي ليس لها إلا مبررًا،واحدًا؛ وهو أن أتعايش في سلام ما أَمكن، المهم جاءت الحافلة وكان رقم التذكرة يشير إلا أنني سأجلس في آخر مقعد للحافلة وهو مايطلقون عليه لفظ "الكنبة"
كنت أحمل جريدة ليس لقراءتها؛ لانني كنت أعلم، أن كل ما بها هو كذب، بل لكتابة بعض الخواطر على صفحتها، وقتل الوقت، بالإشارة إلى بعض المقالات، بدون أن أقرأها فقد قرأت قبل ذلك الكثير من كذبهم، وتضليل شعوبهم، حتى أنني لازلت اذكر، أن أحدهم ويدعى محفوظ عجب، كتب مقالاً عن أن سيادته، حضر الإحتفال، بين أبنائه الذين هم وكل الحضور كانوا يحتفون به، ويبدو انه لم يتمكن من حجز المقال قبل الطباعة؛ لأن سيادته كان في ذمة الله من ساعات، الَمهم كنت اكتب تحت أي مقال، ما يناسبه كعبارة كاذب، مخادع، آفاق، ٠ ٠إلخ كما كنت اكتب بعض الخواطر والتي تردني خلال رحلة السفر،
في الأماكن الخالية من صفحات الجريدة، تنبهت من خلال حديثهما من يجلسا بجواري، بان أحدهما طبيب، ولكن ليس بمجال الطب المعتاد، أعني البشري أو البيطري، وأن الظروف؛ هي من تسببت، في أن يستقلان الحافلة، بدلاً من سيارة الطبيب،
الَمهم لاحت لي في هذه اللحظة، خاطرة، وانا من إحدى عاداتي السخيفة، عندما ترد إلى ذهني أية خاطرة، أرددها، وانا اكتبها بصوت مرتفع، وكانت الخاطرة تقول
"والله ما رأيت أحدًا مثل العرب؛ فهم يمارسون البغضاء، بكل صدق، ويمارسون الحب، بكل كذب، فرايت الطبيب قد إنبرى، وكأنه يحذث صديقه، قائلًا٠
" دائماً التعميم يوقعنا في الخطأ" كان من عاداتي أيضًاِ ان لا أنبهر بلقب طبيب؛ خاصة وأن ترتيب بلادي، يأتي في ذيل قائمة الدول من حيث جودة التعليم،
فوجدت نفسي اجيبه وكأنني أقرأ مقالًا في الجريدة، ولكني أقرأه بصوت مرتفع، أعلم انه دائمًا هناك أستثناء، ولكن بماذا تخبرنا القاعدة، هل لك أن تخبرني كم دولة عربية، يتم تداول السلطة، بها بشكل سلمي، وديمقراطي حضاري؟!
وكم دولة تحترم الدستور والقانون، وكم عدد اللصوص في العالم، وكم عدد اللصوص في بلادنا، و ٠٠ و٠٠ إلخ
رمقت الطبيب بطرف عيني، فوجدته صامتًا، وكأنه يترفع عن الرد على أسئلتي، ولكنني كنت أعلم، بأنه لا يمتلك الإجابة، وانا لم أكن انتظر الإجابة،
لأنني نهضت واقفًا، فقد توقفت الحافلة، وكانت محطتي، التي سأنزل بها ٠ ٠ ٠
قصة قصيرة
لا يتوفر وصف للصورة.

عن الكاتب

قادح زناد الحروف

التعليقات

طباعة ونشر وتوزيع ، ظهور إعلامي ، ورش أدبية
اشترك بالعدد الجديد من مجلة قادح زناد الحروف الورقية للتواصل والاستعلام / 0020102376153 واتساب
نحضر الآن للموسم السابع من برنامج قادح زناد الحروف للتواصل والاستعلام / 00201023576153 واتساب

اتصل بنا 00201023576153 واتساب

شاركونا الإبداع

جميع الحقوق محفوظة

قادح زناد الحروف للنشر والتوزيع