¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
قرن من الزمان
بالكيف ام بالكم
انا قرن من الزمان وقرينته معاصرته
بالكيف لا بالكم وهكذا عشت زماني
انا شجرة الزيتون ونخلة شامخة
بالاعماق جذوري وبالعالي اغصاني
ولدت طفلة قبل نحو قرن ونيف
مغروسة بارضي راسخة في مكاني
انا وشم الابد اللواح الذي لا يبلى
كالتراب والماء الذي منه ربي سواني
انا موسوعة التاريخ الذي عاصرته
شهدت عصرا من الاحداث اراني
تداولت علي السنين فصلا بعد فصل
وشاهدت قرنا من الزمان دقائقا وثواني
بلغت المئة وحظيت باسم مخضرمة
نورت ليلي بنار وبمغزلي الصوف كساني
شربت الماء من نقار الصخور عذبا
وشكرت ربي الذي اطعمني وسقاني
اكلت من اخضر الارض ومن يابسها
ومن عصارة ثمرها هنيئا مريئا رواني
رضيت بالقليل وسعدت بزهد عيشي
وما القليل بشحيح الا الكثير اعطاني
كنت السنبلة الخضراء بربيع عمري
فاجتاحني الخريف واقترب اواني
يا لزمن كان رأسي من فوق اكتافي
فجار علي الهرم فكسر ظهري وحناني
انا البداية ولي بالزمن حصتي لنهاية
فثقل كاهلي وارذل العمر أشقاني
اثر خطاي موثقة على كل ذرة تراب
وبصماتي مطبوعة على الحجارة والافنان
انا الماضي وارشيف خبر كان بغابر
بشهادة شتاء قرسني وصيف كواني
وانا الحاضر بخلفية سلف كل عابر
من شجر وحجر كلما مررت به ناداني
بدايتي رباعية ثم مثناة ومن ثم ثلاثية
وتجاعيد وجهي رسمت خريطة زماني
فانا الزمان والمكان وما زلت على الدنيا
بهذا الوجود موجودة قنوعة وكفاني
سنة الحياة مشيئة الله فوق كل قوى
واستمد قوتي من ارادتي واشد عناني
مهما تقدم العمر بي فحتما اني مفارقة
فمن وجد عليها فحتما مصيره فاني
قدري وحياتي ساعيشها ولست ادري
من اين ومتى ساغادر وادخل اكفاني
وساقول لزمان ومكان كانا قد لازماني
بقيتما وما ابقيتماني الا للحد فاحتواني
ايا الباقيان وما من شيء الا وصرعتماه
فانتما القدر المحتوم بذكري ونسياني
ايا المتبقيان الابديان من بعد كل شيء
اكتباني بسجلكما صفحة ثم اطوياني
وارسما ميزان الكيف والكم على شاهدي
واكتبا معادلة الحياة بالكيف وآن أواني
ناداني زماني واسكنني مكاني واحتواني
اطعمني وسقاني ومرضت وداواني وكساني
فرحني واشقاني زماني ومكاني
وقرسني برده وحره وكواني
عشت نصيبي منه ومت باواني
وشهدني فيه باني ثم ارداني
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
من أشعاري : مصطفى أمارة
شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة