.. عن امرأة أحبت شاباً وأحبها لكنها اصطدمت برفض أهلهما زواجهما ولكل منهما أسبابه التي لم تقنعهما بأي شكل من الأشكال، حاربا بشدة وإصرار وبعد جهد جهيد تم الزواج.
مرّت سنتين وبدأ الغمز واللمز على موضوع الإنجاب، وبدأت المرأة بزيارة الأطباء لمعرفة سبب تأخر الحمل ليتبين أنها عاقر،
لم تقتنع وزوجها بهذا الكلام وزارت أكثر من طبيب وقامت بكل ما يلزم من صور وتحاليل وعلاجات ومحاولات باءت كلها بالفشل
عاشت الأمل كل ثانية من كل يوم، وكل مرة كان يخيب أملها.
وكل مرة تطلب من زوجها الطلاق ليتزوج وينجب ويحقق حلم الأبوة فليس من العدل إن حرمها الله من الأمومة لحكمة لا تعلمها أن تحرمه من كلمة بابا وفي كل مرة كان يرفض طلبها ويخبرها إنه يحبها هي وأنها حبيبته وزوجته وأمه وابنته وأنه راض بما كتبه الله، وأنه إما أن يكونا أباً وأماً معاً والا فالحرمان نصيبهما معاً.
عشرون عام مرّوا وهما على هذه الحال وفي كل مناسبة تعيد عليه نفس الطلب ويعيد عليها نفس الجواب.
عشرون عام مرّوا رحل أبويها ورسمت السنين خطوطها على وجهها.. ابيضت خصيلات شعرها وصارت أكبر وأضعف.
وفي يوم من أحد أيام الصيف دعاها أخيها للسفر مع عائلته إلى إحدى المصايف لتمضية أسبوع ترفه فيه عن نفسها، وبالفعل جهزت أغراضها وودعت زوجها وذهبت إلى بيت أخيها لتنطلق في الصباح الباكر في رحلتها،
أمضت يومين كالحلم، كانت سعيدة وحرّة كفراشة تحلق في رحب السماء، ومن سوء حظها ولأن ( المتعوس ) لا تكتمل سعادته اضطرت للعودة مع أخيها لطارئ استجد في عمله، وفي الطريق كانت مشتاقة لزوجها ومتلهفة لاخباره عن سحر هذين اليومين، وصلت فوجدت الشارع يتلألأ بالزينة والأضواء، وصوت الموسيقى والأغاني يصدح في المكان، توجست خيفة وتقدمت نحو بيتها قلقة ومتوترة وهاجس واحد يسكنها ما لبثت أن تبينت وفهمت سبب قلقها، فقد رأت زوجها يرتدي بذلة سوداء، كأنه عريس، لا بل هو عريس فعلا، تقدمت إليه مصدومة، صامتة، بيضاء باردة كلوح ثلج،
وهو صُدم برؤيتها ولكنه ما لبث أن فجّر قنبلته في قلبها
سامحيني.. فأنا أحتاج بشدة لأن أكون أباً.
شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة