▪️ الفرق بين الغفران والستر:
أن الغفران أخص، وهو يقتضي إيجاب الثواب.
والستر: سترك الشيء بستر، ثم استعمل في الاضراب عن ذكر الشيء، فيقال: ستر فلان على فلان، إذا لم يذكر ما اطلع عليه من عثراته، وستر الله عليه خلاف فضحه، ولا يقال لمن يستر عليه في الدنيا إنه غفر له؛ لأن الغفران ينبئ عن إستحقاق الثواب على ما ذكرنا، ويجوز أن يستر في الدنيا على الكافر والفاسق.
* * *
▪️ الفرق بين الغفران والصفح:
أن الغفران ما ذكرناه.
والصفح: التجاوز عن الذنب، من قولك: صفحت الورقة إذا تجاوزتها، وقيل: هو ترك مؤاخذة المذنب بالذنب، وإن تبدي له صفحة جميلة، ولهذا لا يستعمل في الله تعالى.
* * *
▪️ الفرق بين الغفران والعفو:
أن الغفران يقتضي إسقاط العقاب، وإسقاط العقاب هو إيجاب الثواب، فلا يستحق الغفران إلا المؤمن المستحق للثواب، وهذا لا يستعمل إلا في الله، فيقال: غفر الله لك، ولا يقال غفر زيد لك إلا شاذا قليلا، والشاهد على شذوذه أنه لا يتصرف في صفات العبد كما يتصرف في صفات الله تعالى، ألا ترى انه يقال: إستغفرت الله تعالى، ولا يقال إستغفرت زيدا.
والعفو: يقتضي إسقاط اللوم والذم، ولا يقتضي إيجاب الثواب، ولهذا يستعمل في العبد، فيقال: عفا زيد عن عمرو، وإذا عفا عنه لم يجب عليه إثابته، إلا أن العفو والغفران لما تقارب معناهما تداخلا واستعملا في صفات الله جل إسمه على وجه واحد، فيقال: عفا الله عنه وغفر له، بمعنى واحد، وما تعدى به اللفظان يدل على ما قلنا، وذلك أنك تقول عفا عنه، فيقتضي ذلك إزالة شيء عنه، وتقول: غفر له، فيقتضي ذلك إثبات شيء له.
* * *
▪️ الفرق بين قوله: لا يغفر أن يشرك به، وقوله: لا يغفر الشرك به:
فيما قال علي بن عيسى: إن لا تدل على الاستقبال، وتدل على وجه الفعل في الإرادة ونحوها إذا كان قد يريد الإنسان الكفر مع التوهم أنه إيمان، كما يريد النصراني عبادة المسيح، ويجوز إرادته أن يكفر مع التوهم أنه إيمان.
والفرق من جهة اخرى، أن المصدر لا يدل على زمان، وان يفعل على ما يدل على زمان، ففي قولك: إن مع الفعل زيادة ليست في الفعل.
يتبــــع...
┄┉❈❖❀✺❀❖❈┉┄
من مختارات:
سلطان نعمان البركاني
شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة