تقولينَ إنَّ الأرضَ واسعةٌ جِدا
لماذا إذًا لا تُنْبِتُ السلْمَ والوُدّا
بَلِ الحربَ فيما بيْننا والكُرْهَ والْحِقْدا
فهلْ مستَحيلٌ وضعُنا للوَغى حدّا
أقولُ غريبٌ أمرُنا نُحسِنُ الكيْدا
فنُشْهِرُ سيفَ الموتِ من جهلِنا عمْدا
ونعْقِدُ معْ إبليسَ يا ويلتي عَقْدا
فكيفَ أَيا إنسانُ تمْنَحُهُ العَهْدا
تقولينَ بينَ الناسِ من يُتقِنُ السرْدا
وإن كانَ كذّابًا خبيثَ الرؤى وغْدا
وأما سليلُ الحقِّ من قاومَ الجُنْدا
فلا العدلُ يلقاهُ متى يرْفُضُ الطرْدا
أقولُ سليلُ الحقِّ قدْ صدَّهمُ صدّا
ولمْ يقبلِ الإذلالَ إذْ لم يكُنْ عبْدا
فما الحرُّ يخشى الموتَ بل يحفرُ اللحْدا
بكلتا يديْهِ إنَّ في ذلِكم مجْدا
تقولينَ قالوا إنّنا نجهلُ الردّا
لأنّنا عدمنا الخيْلَ واليدَ والزِنْدا
وهم يُتقِنونَ الموتَ والهدْمَ والهَدّا
وحتى طبيعيٌّ إذا قصفوا الورْدا
أقولُ تعودْنا فإنّا لهمْ نِدّا
فلا ننْحني وإنْ جنَّدوا الرعْدا
سنجْني غدًا رُغم العدا والأسى سعْدا
فهيّا اعْمَلوا يا إخْوَتي وابْذُلوا الجُهْدا
تقولينَ إنَّ السلْمَ الحقَّ والجدّا
يُحقَّقُ إنْ أحسنْتُمُ الفعلَ والقصْدا
فلا تتمنّونَ السلامةَ والخُلْدا
بطرْدِكُمُ المظلومَ أو حصْدِه حصْدا
أقولُ أجلْ لا تحسَبوا سلمَكمْ نرْدا
ولا لُعبةً للحظِّ قدْ تُطعِمُ الشهْدا
أقولُ لكم صِدقًا ولا ارهبُ النقْدا
أعيدوا حساباتِ الوغى، أغلقوا الغمْدا
تقولينَ إنَّ السلمَ في الأرضِ لي بدا
بلا أفقٍ أو هكذا ربّما غدا
ففي عالمٍ يحمي جنونَ مَنِ اعْتدى
نرى العدلَ لا يحمي حقوقَ مَنِ اهتدى
أقولُ إذا الإنسانُ كانَ مُجمّدا
ومِنْ كلّ ِأركانِ السلامِ مُجَرَّدا
فسوفَ يجوبُ البرَّ والبحرَ مُفسِدا
وللسِلْمِ في الدنيا سيبقى مُهدّدا
د. أسامه مصاروه
شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة