تسمو النفوسُ وربُ الكون مرتجعُ
ولكلِ همٍ أصحابٌ لهُ رفعوا
يا كاشفَ الهمِّ والغُماتِ اسعفنا
فلسنا نرجوا سواكَ ربنا، دَمَعوا
يمشونَ قهراً والأناتُ غربتهمْ
يبكونَ ذُلاً لهُ بالعمقِ مُنتجعُ
أغصانُ كَرمٍ على أحداقهمْ بُترتْ
دعواتُ صبرٍ على أفواهِهمْ طبعوا
في الحزنِ صامت قلوبهمُ ولهفتها
عن كلِ فرحٍ، وآمالٌ بهمْ زرعوا
فجرُ نساهمْ من الإشراقِ، ما وهنوا
من همسِ روحٍ مع الصلوات تضطجعُ
والليلُ وَقْدٌ لمن كانوا خطيئتهمْ
كالسُعرِ نامَ على أحشائهمْ وجعُ
قد كانوا للناسِ أخيرهمْ وأكرمهمْ
يا عُربِ عِيرٍ مع الروثاتِ تجتمعُ
ها همْ حياةٌ من الأهوالِ تضنيهمْ
وأنذلُ الخلقِ من أسقامهمْ رضعوا
ماذا وقد هدَّني الهِجرانُ والعَتَبُ
فلا أُبالي بماذا جاءني العَجَبُ
نامَتْ روافدُ أَحلامي بساقيةٍ
تَسقي ويَظمأُ في أكبادِها التَّعَبُ
لا تَسألوني لماذا كنتُ مُتَّقداً
والآنَ بين صحاري الهَجرِ مُنتَحِبُ
فَتلكَ ما كتَبَ الماضونَ ذاكرتي
وضاعَ في مَوطنِ النِّسيانِ ما كَتبوا
إنْ لمْ تَمرّوا فقَدْ مَرَّتْ بكمْ إبلي
أوْ لمْ تُضيئوا فقدْ ضاءَتْ لنا الشُّهُبُ
تُلْقي المَدينةُ في عيني مَشارِقَها
فَتَسهَرُ الشَّمسُ حَتَّى يَنْضجَ الرُّطَبُ
طارَ الغُرابُ .. جَناحاهُ من الوَهَنِ
يَرمي الهياثِمَ ٱحجاراً من الوَثَنِ
ويَستعيرُ جناحَ الليلِ في عَجَزٍ
حتى يُحطمَ أعشاشَ الضِيا الحَسنِ
مُجَمِّعاً حَوْلَهُ الغِربانَ .. مَنْ زَعِموا
عِشّ الفِراخِ بلا شَرعيّةِ الوَطَنِ
ونحنُ من بَلَدِ العيدانِ يَجمَعُنا
حقدُ السَّرابِ على عُصفورةِ الفَنَنِ
كُلُّ الهَياثِمِ أهدافٌ لنَزوَتِنا
غِربانُنا خُلِقَتْ من شَهوَةِ الفِتَنِ
ويَزرَعُ القَمحُ في كفّي موائِدَهُ
فيأكلٌ الحَقلُ من أوصالي والسََّغَبُ
الكُلُّ يَصدرُ من أَرضي على دِعَةٍ
حتَّى الخَؤونُ ويَبقى الماءُ والعِنَبُ
ما كَلَّ فيهم ولا ملَّتْ خساستهمْ
وبالبترولِ والدولارِ ما شبعوا
غِربانُ غربٍ على أكتافهمْ ركبت
سحقاً أناخو بطأطأةٍ لهمْ خضعوا
ضحكاً يُداري ثورةً بجوارحي
والحزنُ يحرقُ خِلسةً أحداقي
لا ما عرفنا الفرح يوماً واحداً
مذُّ استبدَّ الظالمُ الأفاقِ
مذُّ استحالَ العيشُ فوقَ ترابنا
ورأت قلوبٌ بالمماتِ تلاقي
بلى لن نعيش بنصفِ قلبٍ مُثقلٍ
نُهدي الخريفَ مدامعَ الأوراقِ
لكننا يا عالم الخسِّ الذي
يبني الظلامَ، مُهَدِّمُ الإشراقِ
شمسُ الصباحِ وحلمنا متجددٌ
لن ننحني، سنهُبُّ كالعملاقِ
أجبْ قحطانُ مجدُ العُربِ أين هو؟
أولادكَ اليومَ يا عدنان قد قُطعو
أيدي التفرقِ والأطماع صادتهم
في غُبِّ ليلٍ بحفرتهمْ نعم وقعوا
بالحُلمِ يأتي غداً علَّاهُ يا أبتي؟
نصبو بُنيَّ، بإذن اللَّهِ نَطَّلعُ
دمعُ العيون ترقرقَ يرتدي أملاً
للواحدِ الحيّ وجهٌ للرجا يدعُسَلولُ يَدري من العُربانِ طِينَتُنا
من النِّفاقِ نديفُ السّمَّ بالسَّمَنِ
كُُّل اللَّعائنِ تَجثوا في مَنازِلِنا
والظُّلمُ يَقذفُنا في خارجِ الزَمَنِ
إنّا خُلقْنا من الأَشواكِ حيثُ تَرى
أنفاسُنا تكرَهُ النسرينَ في اليَمَنِ
شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة