مات ريّان لكنه يحيا في قلب وعقل كل إنسان ..
مات ريّان الذي أعجز كل المحاولات والجهود لإخراجه حيا ..
مات ريان بعد أن جمع العالم على الذكر والدعاء .. والأمل والرجاء .. والإيمان والمحبة والوفاء ..
مات ريّان بعد أن أرق الجفون .. وأذبل العيون .. وغير طعم الحركة والسكون ..
مات ريّان عدلا وحكمة .. وإيقاظا لأمة ..
مات ريّان بعد أن اجتاز كل الإختبارات الدنيوية .. ونجح في اختبار البرد والجوع والعطش .. نجح في اختبار الصبر على الأذى والألم .. نجح في اختبار الأمل والمقاومة والإيمان بقضاء الله وقدره .. نجح في اختبار جمع شمل الناس على الإنسانية .. نجح في اختبار الإعتبار بقصص الأولين .. نجح في اختبار الحياة لأجل الموت ..
مات ريّان ابن الخمس سنوات بعد أن قضى خمسة أيام في جب ناضب يتوسل الصخر والثرى وصدى الأنين يرعاه الله ليتم العدة وهو يجاهد الأنفاس حيث لا نسمة ريح ولا هواء ..
مات ريّان بعد أن تيقن العالم من إنقاذه حيا .. بعد أن استبشرت القلوب وتبسم كل مُحيا ..
مات ريّان وقد أشعل في كل إنسان شمعة تضيء كيانه .. تغرس فيه الشجاعة والإيمان والطموح والقوة والأمل .. تعلمه أن الحياة رسالة لأجل ..
مات ريّان وقد أدى رسالته في خمسة أيام .. الرسالة التي استعد لها خمس سنين من عمره .. بل هي كل عمره .. تلك الرسالة التي عجزت المنظمات الإنسانية والمجهودات الأممية أن تحققها في مسار قرون ..
مات ريّان العبرة والمعجزة .. وترك العالم يسائل نفسه ويجادلها .. يبحث عن الحكمة والمغزى والهدف .. يحاول ائتلاف ما اختلف .. جعل المفكرين والفلاسفة والعلماء والفقهاء والكتاب والشعراء والأدباء يتدبرون حقيقة الحدث ..
مات ريّان ومن حسن تدبير العزيز الحكيم أن يحفر البئر ليسقط فيه هذا الطفل المختار الذي جعل العالم يحتار ..
مات ريّان لتتجدد الحياة في هذا العالم المتناقض .. ويتجدد الفهم والإدراك لأبسط الأشياء ..
رحمه الله تعالى وجعله رحمة لوالديه ..
شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة