إجابتي على السؤال المتكرر الذي طرح على اليوم من إخواني وأخواتي الكرام الأفاضل عن رأيي فيما يحدث الٱن الخميس ٢٠٢٢/٢/٢٤ منذ أربعة ساعات من غزو روسيا لأوكرانيا هل ستكون بداية حرب عالمية؟؟؟
بقلم : صدى البطل ,, أيمن فايد
بداية أحب أن أذكر حضراتكم أني قد أجبت على هذا السؤال المحوري والهام جدا مبكرا من قبل عدة مرات، منذ أكثر من أربعة أشهر من خلال تناول الأمر وفقا لطبيعة الحدث وليس مظهر الحدث السياسي المشتمل على "الأسباب والأبعاد والنتائج" أو تعابير التاريخ والجغرافيا فهذه التفاصيل موجودة بكثرة في كل ما يتم طرحه الٱن، تفاصيل تجذب الإنتباه ولكنها تحرف الرؤية الصحيحية وتجلب الربكة والحيرة والتيه والإضطراب وتوقعنا في قاع قاع التعددية الثنائية السلبية كما يريدها لنا دائما مهندسي الخراب لتفريغ وإجهاض إرادة الأمة أى بطولتها الحاضرة التي تنتظر فقط أبطالها الشرفاء، أبطالها الحقيقيون الذين عمرهم لحظة فهم يتوقعون فى كل لحظة لتغلق بهم دائرة البطولة الحقيقية كسنة كونية إلهيه سادسة فمن ذا الذي يستطيع فصمها وهذا ما يرعب أمريكا ويرعب روسيا نفسها لذلك يريد القوم أن تكون الشعوب الإسلامية واقعة في ثنائيتهم السلبية بين:-
١- طرف أول مؤيد ومعجب ببوتين نكاية في عنجهبة وصلف وتجبر أمريكا.
٢- طرف ثاني مع أمريكا ضد الغزو الروسي وبذلك تضيع فكرة التوازن التي العرب والمسلمين على موعد معها.
- وهنا لابد من إثارة السؤال الحضاري: هل عصر المتكسبين الذي إتفقت على إعادة دورة حياته أمريكا والغرب وروسيا والصين وعمالقة الوهم أنظمة التفاهة ومعارضة السوء سيقف لو غزت روسيا أوكرانيا أو بالعكس لو دخلت أوكرانيا في حلف الناتو؟!.
بالطبع لا .. بل سيكون كلا الأمرين مفيد لهم في مشروعهم الجديد، إنما ينهار هذا الاتفاق المصيري بالنسبة لهم جميعا لو اختلفوا فيما بينهم على عدة نقاط حاكمة وهى:-
الاختلاف على بقاء أو ضرب سد النهضة .. أو الإختلاف فيما بينهم على الإستمرار أو التوقف على محاربة الإسلام وفرض الدين العالمي الجديد .. أو أنهم اختلفوا فيما بينهم على ضرورة ضرب روح البطولة كسنة كونية إلهية سادسة .. أو أنهم قاموا بنقض الاتفاق المبرم بينهم على عودة إحتلال إفريقيا قارة المستقبل بعد أن شاخت أوروبا وأصبح الجميع مقبلون على أزمات إقتصادية طاحنة.
إنها طبيعة الحدث يا سادة
طبيعة الحدث وفق المحددات الثلاثة التي تعتبر عيوب فوق إستراتيجية لدى الإدارة الأمريكية وهى كالتالي:-
١- إعادة دورة حياة الإمبراطورية الأمريكية.
٢- مجابهة المارد الصيني.
٣- إجهاض ثورة الشعوب الحقيقية.
وبناء على هذه التحديات الثلاثة التي أتينا عليها بالتفصيل بدراسات حالة مع باقي التسعة عشر محددا في مشروعنا (روح البطولة) فلقد قلت لكم مبكرا سيكون هناك اتفاق ضمني على أن تأخذ روسيا أوكرانيا وتأخذ الصين تايوان.
وأن تكون كل من مدينة الشمس في كازاخستان، والبيت الإبراهيمي في أبو ظبي، والعاصمة الإدارية في مصر، وكذلك سد النهضة الصهيوماسوني، إرثا للجميع لكن تحت قيادة أمريكا راعية ( عصر المتكسبين - الرأسمالي) والتي تعمل أمريكا بالنيابة عن جميع الدول الكبرى على إعادة دورة حياته من جديد ولكى تنجح أمريكا في ذلك لابد لها أن تعقد إتفاق بين الشركاء لكى تضمن عدم غدرهم بها فتكون كمن نقضت غزلها بنفسها من بعد قوة أنكاسا!!
وكذلك لكى تتحلل من أعباء ذلك المشروع الذي أرهقها إقتصاديا فأصبحت أكثر دولة مدينة في العالم.
وأهم من كل هذا وذاك أن تغسل سمعتها كقرصان طين عفن فتصبح غضبة الشعوب موزعة على باقي شركائها في المشروع الجديد وهذا يفسر إنسحابها من أفغانستان ومن كثير من خطوط التماس كما ذكرت ذلك من قبل عدة مرات.
فقط خطة الانسحاب الأمريكي تحتاج لشئ من الدراما حتى لا ينفرط العقد منها فتظهر هي والغرب بمظهر ضعيف فيشجع الشعوب وبخاصة العربية والإسلامية على القيام عليها وعلى عملائها في كل العالم لذلك سيطول المشهد في أوكرانيا قليلا
لبعض الوقت بين الشد والجذب وأن ما يعزز ما أقوله ويدعمه ثلاثة أمور:-
الأمر الأول: حالة الواقع التي حدثت وعشناها صوت وصورة وأقصد بها حالة التوافق التام ضد مصر في جلسة مجلس الأمن الخاصة بأزمة سد النهضة وكذلك توافق الجميع في أحداث كازاخستان على أنها للجميع وليس لدولة ما خصما من دولة ما أخرى وذلك لما تمثلة من أهمية في مشروع الدين العالمي الجديد .
الأمر الثاني: وهو رؤية استراتيجية خاصة بي مفادها أن أمريكا لن تحارب روسيا مباشرة ولن تجعل أوكرانيا مستنقع تسقط فيه روسيا وتستنزف وتنهار لأن أى ضعف سيعتري روسيا على الفور سيغري الصين بتحقيق حلمها في استعادة سيبريا من روسيا التي هى في الأصل ليست أرض روسية أو أرض صينية بل هى فى الأصل أراضي مسلمين!!
نعم سيبريا وما أدراك ما سيبريا حيث بها تقريبا كل غاز ونفط روسيا بمساحة مليون ونصف مليون كيلو متر مربع وذات كثافة سكانية منخفضة جدا جدا .. ولك أن تتخيل أخى الفاضل أختي الفاضلة ما موقف أمريكا لو أن الصين غريمها اللدود الذي يمارس الفيتو الحقيقي على طموحاتها بل على بقائها كدولة كبري أو كدولة .. أمريكا حاليا هذا حالها أمام تهديد الصين المتعطشة للطاقة التي تتنفس الغاز والنفط كما نتنفس الأوكسجين، فما بال أمريكا لو حصلت الصين على إكسير حياتها أى الطاقة الجبارة المهولة من سيبريا بدون نفقات بل بدخل إضافي من عائداته مهول.
فكيف ساعتها لأمريكا أن تجابه الصين؟!!
الأمر الثالث: وهو يأتي بالتتابع، يأتي كنتيجة منطقية للأمرين السابقين وذلك بعد أن تمعن النظر في أن سيبيريا أرض مسلمة وكازاخستان دولة مسلمة والإمارات دولة مسلمة ومصر دولة مسلمة .. أعيد وأكرر مصر مرة أخرى بما يمثله سد الخراب الصهيوماسوني من تهديد وجودي ليس لمصر وحدها بل لمصر ولكل الأمة الإسلامية أى أن عنصر التهيئة الإجتماعية، أو غضبة الجماهير، أو بطولة الأمة التي تسمى إرادة حاضرة قيام الثورة الحقيقية، ثورة الوحدة ووحدة الثورة التي نحياها بقوة لذلك نجد أن أمريكا وروسيا والصين وأوروبا وعمالقة الوهم أنظمة التفاهة ومعارضة السوء لن يسمحوا للأزمة الروسية الأوكرانية أن تكون بوابة لنشوب حرب عالمية ثالثة لأنها ستعصف بهم جميعا والمنتصر الوحيد فيها ستكون الشعوب العربية والإسلامية التي دفعت الثمن مقدما وليس لديها ما تخسره وهو المحدد الثالث الذي تخشاه بشدة الولايات المتحدة الأمريكية
على سبيل المثال مصر التي تستورد ٨٠٪ من القمح والذي ليست لديها إحتياطي منه الٱن إلا شهرين ونصف على أعلى تقدير وليس أربعة شهور .. مصر التي تستورد القمح من روسيا وأوكرانيا، القمح الذي سيرتفع ثمنه بسبب ظروف الحرب وبسبب فرض العقوبات على روسيا .. القمح الذي يحتاج من مصر عملة صعبة أكثر في حين أنها الٱن لديها فيه عجز بما نسبة ٩,٩ مليار دولار فما بالنا وقت إشتداد الأزمة.
الحقيقة بلا خوف وبصوت عال
إنها طبيعة الحدث يا سادة الذي يجب أن نتبعه إنا كنا جادين أن نصنع سياسة لا أن نتكلم في السياسة أو نلعب سياسة أو تلعب بنا السياسة.
إنها طبيعة الحدث ياسادة التي نستطيع بها ولأول مرة أن تكون لنا زمام المبادرة والعمل باستراتيجية تعدد الوسائل أو البدائل ومثال تقني على ذلك.
أقوله لكم في هذه الحالة التي نعمل فيها باستراتيطية الشئ ونقيضه لن تضار مصر بعكس دول كثيرة لأن الشعب المصري ساعة وقوع أزمة في الخبز وليس مجاعة سينصب الفخ للأيدي السوداء سينصب لهم سيرك تعدديته الثنائية الإيجابية.
١- إما أنه سيخرج يأكل أخضر ويابس نظام التفاهة الذي أهدر المال العام في مشاريع السوء وليس في مشاريع زراعية جادة والذي أضاع ماء النيل.
٢- وإما أنه سيفرض على الغرب كله وعلى رأسهم أمريكا أن يتداركوا غضبة الجماهير والا إنقلب السحر على الساحر، وهذا الأمر على العكس تماما من العقوبات الإقتصادية التي ستفرض ضد روسيا وستتأثر بها ولكن بطريقة أقل مما ستتأثر به أوروبا وبالأخص ألمانيا.
لذلك أنا أجزم أنهم لن يستطيعوا أن يتحملوا فكرة أن تضرب مصر مجاعة بسبب هذه الأزمة .. فقط يمكنهم أن يتركوا مصر للخراب وللدمار وللمجهول في حالة واحدة فقط وهى حال إكتمال بناء سد النهضة وإتمام عملية الملء الثالث وبما أنها يا سادة على وشك الحدوث لذلك فنحن كجماهير مطالبون بالخروج على سد الدجال وحراسه في الداخل والخارج من الآن.
إنها طبيعة الحدث يا سادة: إذا كانت أمريكا والغرب يتكتلون في حلف ضد روسيا بوتين بالصورة التي يصدرونها لنا فليس أمام روسيا وأمام بوتين من مفر في كسر هذا الطوق إلا بمساعدة الشعوب المسلمة وفي طبيعتهم وقيادتهم العرب. لكن السؤال كيف يتسنى لروسيا الوصول لتلك النقطة؟!!
أهديها لهم إن كانوا صادقين ولكن بعد أن نقر بصحة هذا الفرض .. هب أن روسيا قامت بمساعدة المصريين والمسلمين في ضرب سد النهضة الصهيوماسوني ألا يكون لها بهذا العمل إلا تعاطف قوي من كل الجماهير العرببة ومن كل المسلمين حتى بفرض رفض نظام التفاهة المصري ذلك فلن تعدم روسيا تعاطفا أصدق في قوته على مستوى تلك الشعوب يمكنها من كسر طوق الحصار الأمريكي الغربي عليها في تلك الحرب التي يصورونها على أنها حربا عالمية ثالثة أو مستنقعا لإستنزاف الروس.
فهل يفعل هذه الفكرة البسيطة السيسي أم يرفضها؟..
وهل يفعل هذه الفكرة البسيطة بوتين أم يرفضها؟..
وهل تفعل هذه الفكرة البسيطة الصين أم ترفضها؟..
أقولها بكل وضوح لن يقدم السيسي على ضرب السد ولن تتعاون روسيا ولن تتعاون الصين الداخلة بقوة في تايوان خلال الساعات القادمة مع الشعب المصري والمسلمين في ضرب السد لأن المسألة باختصار كما ذكرت لحضراتكم في بداية الكلام ما هى إلا إعادة تقسيم أدوار فيما بينهم لإقرار خريطة العالم الجديد والدين الإبىاهيمي العالمي الجديد الذي اتفقوا عليه جميعا لإعادة دورة حياة عصرهم "عصر المتكسبين" خوفا من ظهور غريمهم "عصر المحاربين الشرفاء".
تلك إذن هى الفكرة الطيبة الفكرة العملية الأسهل التي بين أيدي العرب والمسلمين لأن بطولة الأمة فيها حاضرة.
فهل تفعل هذه الفكرة البسيطة السهلة المعارضة؟..
أقولها بكل وضوح لن تفعل قوى المعارضة هذه الفكرة ولن تشارك في إقرارها بل ستقف ضدها والماية تكدب الغطاس لأن طقوس عبور البطولة الحقيقية بالنسبة لهم مغرما وليس مغنما.
نعم سيعمد "عمالقة الوهم" نظام التفاهة ومعارضة السوء إلى حرق ٱخر ثلاثة شهور لدينا كفرصة لضرب السد بادخال الشعوب في مسارات هروبية جديدة لكنها عالمية هذه المرة ألا وهى الحرب الروسية الأوكرانية، والحرب الصينية التايوانية تماما كما أضاعوا الشهور الثلاثة الماضية بالتعويل على الصراع الوهمي بين السيسي وقادة الجيش المصري نعم ستكون مسارات كلامية عنترية لا محل لها من الإعراب.
شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة