سَــأُمَــزِّقُ الــيَـومَ الـدَّفـاتِـرَ كُـلَّـهَـا
و أُحَــطِّــمُ الــمِـبْـرَاةَ و الأَقْــلامَــا
و سَأَهْجُرُ الشِّعرَ الَّذي لَمْ يُغْفِ لِيْ
عَــيْـنَـاً ، و لا شَـيْـطَـانُهُ قَــدْ نَـامَـا
و سَـأَنْـثُرَنَّ مَــعَ الـرِّياحِ قَـصائِدي
و قَـريـحَـتي و الـفِـكْـرَ و الإِلـهَـامَا
و سَـأَتْـرُكَنَّ لِـكُـلِّ مَــنْ مَـرُّوا عـلى
شَــرَفِ الـقَـصيدَةِ مَـشْـهَداً هَـدَّاما
و سَـأَجْلِدُ الـقَلْبَ الَّـذي قَدْ خَابَني
فــي مَـنْ أَضَـعتُ بِـقُرْبِهِمْ أَعـوَامَا
و سَـأَستَعيدُ سَـجِيَّتِي مِـنْ عَوْزِهَا
و أُشَـــذِّبُ الأَوهـــامَ و الأَحــلامَـا
و سَـأَلفُظُ الصَّحبَ الَّذينَ تَضَاءَلُوا
و تَـقَـلَّـصـوا و تَــحَـوَّلـوا أَقْــزَامَــا
و غَـدَاً سَـأُغْلِقُ فـي الفُؤَادِ مَنافِذاً
كــانَـتْ تُــسَـرِّبُ عَـبـرَهَـا الآلامَـــا
و غَـدَاً سَـأَخَلَعُ عَـنْ فُـؤَادي طِيْبَةً
جَـلَـبَتْ عَـلَـيَّ مِـنَ الـوَرَى أَسْـقَاما
و غَـدَاً سَأَغْرِفُ مِنْ قُعورِ سَليقَتي
كَــأسَــاً أَجُــــبُّ بِـشُـربِـهِ الآثَــامـا
و سَـأَلعَنُ الـحَظَّ الَّـذي لَـمْ يُبقِ لِيْ
يَــومــاً لِأُرضــــيْ دُونَـــهُ الأَيَّــامَـا
يــا أَيُّـهـا الـزَّمَنُ الـغَشومُ رَمَـيتَني
و تَــرَكـتَـنِـي لِــلَّائِـكـيـنَ طَــعَـامَـا
و دَعَـــوتَ كُــلَّ الـنَّـائِباتِ مُـنـاكِفاً
تُـلقي عـلى جَسَدِي النَّحيلِ سَلاما
مــاذا جَـنَـيْتُ و كُــلُّ ذَنْـبـيْ أَنَّـني
أَذْكَـيتُ فـي كُـفْرِ الـوَفَا إِسلامَا ؟!
مَـاذا جَـنَيْتُ و لَـستُ غَـيرَ مُهَادِنٍ
قَدْ خَاصَمُوهُ و ما أَجادَ خِصَامَا ؟!
مـاذا جَـنَيْتُ و فـي فِـناءِ هَوادَتِي
بَعضي يُباعُ و صاحِبٌ قَدْ سامَا ؟!
لــلّٰهِ دَرُّكَ يـا ابـنَ مَـريَمَ مِـنْ فَـتَىً
لَـمْ يُـحنِ مِـنْ كَـمِّ الـسِّهامِ قَوَامَا !
لِــلّٰهِ دَرُّكَ مِـنْ جَـسُورٍ مـا اشْـتَكَىَ
جُرحَـاً ، و لا قَـــدْ عــابَهُ أَو لامــا !
لِـــلّٰهِ أَنـــتَ و لِـلـمُروءَةِ كَــمْ رَوَتْ
كَـفَّـاكَ فــي الـرَّمَقِ الأَخـيرِ لِـئَامَا !
.
.
يا كُلَّ مَنْ سَكَنوا القَصيدَةَ لَمْ أَعُدْ
أَرجُـو عـلى دِيـنِ الـوَفَا ظُـلَّاما !!..
لَـمْ يَـبقَ فـي مَـتْنِ الـقَصيدَةِ حَيِّزٌ
لِأَرُصَّ فـيـهِ مِــنَ الــوَرَى أَصـنَـاما
سَـأُحَـطِّـمَـنَّ سَـرَابَـكُـمْ و أُعــيـدُهُ
رَمْــلاً يُـقـارِعُ فـي الـفَراغِ عِـقَامـا
و سَـأحـرِقَنَّ الـيَـومَ فــي جَـنَّـازِكُمْ
الـقِـسَّ مِـنـكُمْ و الـمُـجازَ إِمَـامـا ..
تيسـير الشَّماسين
الوطـن العربي / القطر الأردني
عمَّـان
٦ / ٢ / ٢٠٢٢
شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة