لوعة الشوق وحرقة الفراق, ألهبت قلبي وأحرقته أيما إحراق.
أماه ...جاء العيد ببهجته حاملا في طياته ذكريات الأعوام والسنين , حاملا صورك المعهودة والمتعددة , وأنت تعدين له العدة في بهجة وسرور, و ها قد عاد ولم تعدي لقد أقبل وتأخرت عن الموعد , كيف أفرح وركن الفرح معدوم, كيف أضحك وأبتهج ودواعي السرور مفقودة .
أماه... لقد كنت مخطئا حين ظننت أن العيد يعني الفرح والسرور ولكن عرفت بعد الفراق أنك الأصل وأنك العيد.
أماه ؟ ..لقد حاولت أن أغالب أحزاني فغلبتني واحتوتني بشيء من التحدي دون شعور , فبدونك لا عيد يحلو ولا ابتهاج يلوح في الآفاق, لانور ولا ضياء ,غياب طمس العيد وغير مجرى أحاسيسي ولم يبق للعيد طعم ولا مجال للفرح والسرور, غيابك ظلام وفراقك حزن وآلام.
ما السبيل ومجرى الحياة قد تغير وانحرف, بل وانقلب رأسا على عقب, ما السبيل لكي أنسى, وهل أستطيع أن أنسى؟ وهيهات أن أنسى وكيف أنسى من رافقتني هذه السنين وعلمتني معنى الحياة وبثت في روح الحب والاطمئنان, كيف أنسى أصلي وحنيني , وجودك وعطفك ، كيف أنسى صوتك الرنان الذي لا يخلو من نبرات الإرشاد والتوجيه , كيف أنسى وأنا أراك في كل غرفة ألج بابها , كيف أنسى وصورتك مرسومة بين عيني تلاحقني أينما التفت بشيء من التحدي , رباه كن أنيسي وارحم أمي بين أضلع القبر وطيات التراب واشرح صدري ولقني الصبر ويسر لي أمري وكن أنيسي في وحشتي .
الكاتب : ابراهيم بوتمجت
البلد الجزائر
شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة