إن الحياة بكامل عناصرها وتعداد أشكالها وألوانها مرهونة بمشيئة خالقها بما فيها البشر الخلق الجديد الذي خلقة الله بيديه ونفخ فيه من روحه وفضله وكرمه على جل خلقه.
فرهان الحياة قسمان: جبري قطعي واختياري.
فالجبري تخضع له كل الخلائق عدا الثقلين يتمحواران بين الجبري واﻹختاري، ستساوايان مع الخلائق في حيوانيتهما القسرية الجبرية، ويتفردان بخيارهما في رغباتهم ومشيآتهم في الأقوال والافعال واﻹعتقاد والميولات، فلهما الخيار في إفعل وﻻ تفعل.
واﻹنسان جزء من أشياء وله الخيار في بعض الأشياء يفعل بها ما يشاء وباقي اﻷشياء لا خيار لها فيما تشاء. لغز الحكمة محصن بقوة إيمانه والتمكين من عقيدته السليمة واﻹقتناع بالدليل والبرهان، فعلى قدر إيمانه يتقوى عزمه وتتجدد رغباته في كسب رهاناته، وتحقيق بعض آماله وأمانيه التي يسعى جاهدا لكسبها بوقته وعمره ووجدانه، طموح وشغف لا محدود إﻻ باﻷجل المكتوب المعدود بمشيئة الرب المعبود. ويتجمد الرهان بتجمد النفوس واﻷذهان حتما كسائر الأشياء.
كل اﻷشياء في تقلب ومخاص وحراك بما فيهم اﻹنسان،إنها سنة الله في خلقه بتقدير وقدرته وحكمته التي لن تجد لها تبديلا ولا تحويلا.
كما جاء في قوله تعالى
{بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ
{سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلُ ۖ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا} [سورة الفتح]
تدين له كل الأشياء طوعا وكرها بالغدو واﻷصال بلا من ولا تأويل. لا شيء تابت في كل اﻷشياء شيء يسبح في شيء، وشيء يخرج من شيء، إنها الحياه دوران وتكوير لﻷشياء السباحة شروقا وغروبا في الفلك المشحون، الذي بدوره مرهون في غيب الكتاب المكنون. ويبقى الرهان في الميزان
يتأرجح بلا أوزان في حياة اﻹنسان وكل شيء
يأتي بأوان، والعجلة من طبع اﻹنسان.
وللحديث بقية.
بقلم محمد السوارتي الادريسي
شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة