يا دار ميتة في القبورا
هل بينكُم غنيا أم فقيرا
.
هل بينكُك كبيرٌ أو صغيرا
حاكِمٌ يحكِمٌ ولهُ وزيرا
.
ألا سألتُم عنا بعد موتِكُم
ولكُم بيننا ذُريةٌ واَثارا
.
صدوا العبيد عن أسيادهُم النِعم
بعد أن كُنا لهُم ذو نعمةٍ أَبْرَارا
.
أما والنِعمِ إذا زادت عنهُمُ
رموها في القُمامة لنا احتقارا
.
في الهيجاء ما نفعوا حرابا
كالكلابِ نبيحاً ثُم فِرارا
.
أما الكِرام فأدبروا وجوههُم
يخشون على كراماتهُم الظهورا
.
لم يغبُر عصر الجاهلية أبدا
نحنُ أحفادهُم وهُم لنا بِذارا
.
كُلُ شيءٍ في الدُنيا يدورُ
ونحنُ ندورُ والعصورُ تدورا
.
العِصور لم تختَلِفَ سواسية
والكُلُ يدورُ بِنفس المدارا
.
لم يختلفَ عصر الجاهلية عنا
نُطبِقُ الجاهليةِ بتطويرا
.
الكون لم يختلف ولم يتبدلَ
الشمسُ تغيبُ ثُم تظهرا
.
في الجاهلية للحُكامِ عسسٌ
يجلدون كُلِ من هو مُغايرا
.
ولهُم وكلاء لجمع المال
من الفلاحين والتُجارا
.
يدعون بأن كُل شيءٍ لهُم
ولم يتركوا للشعبِ حتى اليسيرا
.
حتى الماء الماشية والخيل
الإبل البحر الطير والشجرا
.
وفي عصرنا مُخابرات جواسيسٌ
يُدونون عن الشعب التقاريرا
.
امتلكت الحُكام التجارة والكهرباء
الماء الاتصالات والبترول نوافيرا
.
يتحكمون بالصناعيين والتُجار
والمُزارعين والكُل في خسارا
.
بنوكهُم عامِرةً بالذهبِ والمال
يدعون فُقر الشعب سببهُ الدولارا
.
كُلُ شيءٍ في عصرنا للحاكِم
تجويع الشعب وإطعامهُ بِقرارا
.
لو نادا فقيرٌ حاكماً فُقراً أنهكا
أصمٌ أبكمٌ أعمى لا يظهرا
.
وإذا بشخص لِظُلمهِ شتما
تجدهُ سميعٌ عليمٌ بصيرا
.
يصنعون الحروب لمأَربهِم
المُنتصِرُ مُنتصِرا والخاسِرُ مُنتصِرا
.
تنتهي الحروب وكأنها لم تحدُثَ
تعلو بالصغير وتدني بالكبيرا
.
الحروبُ تدور والشعوب تدورا
تارةً كبيرا وتارةً صغيرا
.
لم نُغادر عصر الجاهلية
إنما زدنا عليها ابتكارا
.
لا فرق بين سُكان الأرضِ والبحارا
القانون واحِدٌ الكبيرُ يأكل الصغيرا
.
السماءُ وجهُ الله النجومُ أنوارا
مبسمهُ السحاب شهدهُ امطارا
.
صوتهُ البرق والرعد
عيونهُ الشمس والقمرا
.
كَفهُ الأرض باسِطةً
ونحنُ عليها انتشارا
.
لا يُفرِق بغيثهِ بين خَلقِهِ
يُساوي بين المُؤمنين والكُفارا
.
لا درجات عِند الله بالنِعمِ
الدرجاتُ بالأعمال اختيارا
.
خُلق الله الكون مُكتملٌ
ولهُ بِخُلقِهِ عِبرا وأسرارا
.
ندعي كهنة الفراعِنة كُفار
بنوا لأَلِهتهُم تماثيل حِجارا
.
والإسلامُ تدعي عِبادة اللهِ
يعبدون الحجارة مزارا
.
ثقُلت العمامات فوق رؤوسكُم
وما حملتها إلا عِقولٌ صِغارا
.
صنعتُم لأنفُسكُم لباساً ابتِكارا
وليسَ يِكُتُب السمواتِ مذكورا
.
لم يجتمعُ الليل مع النهار
كما لم تجتمِعَ الجنة مع النار
.
كُلُ يومٍ تموت البشرُ ثُم تحيا
كالشمس تغربُ ثُم ازدهارا
.
عِير الله على الأرضِ كثيرةُ
خسِرَ من ضلَ وفازَ من اعتبرا
.
عُدنا إلى عصر الجاهلية
والإسلام بات لنا سِتارا
.
شعوب العرب تتباها بِرُعاتِها
وأنياب الفُقرِ لأكبادهُم عَقارا
.
عُذراً أيُها الحيوانات لِظُلمكُم
شاةٌ على كلبٌ على حِمارا
.
انحنت الجبالُ لصدقي
وغارت خجلاً مني البحارا
.
في الخفاء الكُلُ يؤيدوني
وفي العلن خرساء الحِجارا
.
صدوا عني العُلا بشعري
وشعري يسقي من بهِ أُوَارا
.
سيعلم العالمُ بعدَ موتي
بأني خيرا من قالَ أشعارا
.
ألزمتُ نفسي الكلام
وأعلمُ بأن الكلامُ ضِرارا
.
إذا جاءني على غفلةٍ بِخوفٍ
أصنعُ منهُ حِصانٌ أو حِمارا
.
الأقدار ليست كُلُ ما يُصيبُنا
إنما البشرُ لبعضِها أقدارا
.
لا أخشى الموتِ وأسبابهُ
الموت مُقدرٌ ولهُ اختيارا
.
حذاري لِمن يكون لموتي شرارا
إذا لم تُصيبكُم ناري تُصيبكُم جِمارا
.
كُلُنا أحطابٌ على الأرض
والنارُ نهِمة وليس لها مِقدارا
.
أعملُ بقوت يومي عِشتُ فقيرا
أنامُ على كف الله وعيني قريرا
.
شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة