دار نشر القلم للطباعة والنشر والتوزيع دار نشر القلم للطباعة والنشر والتوزيع

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة

هادي صابر عبيد ينادي / با دار ميتة في القبورا




يا دار ميتة في القبورا 

هل بينكُم غنيا أم فقيرا 

.

هل بينكُك كبيرٌ أو صغيرا 

حاكِمٌ يحكِمٌ ولهُ  وزيرا 

.

ألا سألتُم عنا بعد موتِكُم 

ولكُم بيننا ذُريةٌ واَثارا 

.

صدوا العبيد عن أسيادهُم النِعم 

بعد أن كُنا لهُم ذو نعمةٍ أَبْرَارا 

.

أما والنِعمِ إذا زادت عنهُمُ 

رموها في القُمامة لنا احتقارا 

.

في الهيجاء ما نفعوا حرابا 

كالكلابِ نبيحاً ثُم فِرارا 

.

أما الكِرام فأدبروا وجوههُم 

يخشون على كراماتهُم الظهورا 

.

لم يغبُر عصر الجاهلية أبدا 

نحنُ أحفادهُم وهُم لنا بِذارا 

.

كُلُ شيءٍ في الدُنيا يدورُ 

ونحنُ ندورُ والعصورُ تدورا 

العِصور لم تختَلِفَ سواسية 

والكُلُ يدورُ بِنفس المدارا 

.

لم يختلفَ عصر الجاهلية عنا 

نُطبِقُ الجاهليةِ بتطويرا 

.

الكون لم يختلف ولم يتبدلَ 

الشمسُ تغيبُ ثُم تظهرا 

.

في الجاهلية للحُكامِ عسسٌ 

يجلدون كُلِ من هو مُغايرا 

.

ولهُم وكلاء لجمع المال 

من الفلاحين والتُجارا 

.

يدعون بأن كُل شيءٍ لهُم 

ولم يتركوا للشعبِ حتى اليسيرا 

.

حتى الماء الماشية والخيل  

الإبل البحر الطير والشجرا 

.

وفي عصرنا مُخابرات جواسيسٌ 

يُدونون عن الشعب التقاريرا 

.

امتلكت الحُكام التجارة والكهرباء 

الماء الاتصالات  والبترول نوافيرا 

.

يتحكمون بالصناعيين والتُجار

والمُزارعين والكُل في خسارا 

.

بنوكهُم عامِرةً بالذهبِ والمال 

يدعون فُقر الشعب سببهُ الدولارا 

.

كُلُ شيءٍ في عصرنا للحاكِم 

تجويع الشعب وإطعامهُ بِقرارا 

.

لو نادا فقيرٌ حاكماً فُقراً أنهكا

أصمٌ أبكمٌ  أعمى لا يظهرا 

.

وإذا بشخص لِظُلمهِ شتما 

تجدهُ سميعٌ عليمٌ بصيرا 

.

يصنعون الحروب لمأَربهِم 

المُنتصِرُ مُنتصِرا والخاسِرُ مُنتصِرا 

.

تنتهي الحروب وكأنها لم تحدُثَ

تعلو بالصغير وتدني بالكبيرا 

.

الحروبُ تدور والشعوب تدورا 

تارةً  كبيرا وتارةً  صغيرا 

.

لم نُغادر عصر الجاهلية 

إنما  زدنا عليها  ابتكارا 

.

لا فرق بين سُكان الأرضِ والبحارا 

القانون واحِدٌ الكبيرُ يأكل الصغيرا 

.

السماءُ وجهُ الله النجومُ أنوارا  

مبسمهُ السحاب شهدهُ امطارا 

.

صوتهُ البرق والرعد 

عيونهُ الشمس والقمرا 

.

كَفهُ الأرض باسِطةً 

ونحنُ عليها انتشارا 

.

لا يُفرِق بغيثهِ بين خَلقِهِ 

يُساوي بين المُؤمنين والكُفارا 

.

لا درجات عِند الله بالنِعمِ 

الدرجاتُ بالأعمال اختيارا 

.

خُلق الله الكون مُكتملٌ 

ولهُ بِخُلقِهِ عِبرا وأسرارا 

.

ندعي كهنة الفراعِنة كُفار 

بنوا لأَلِهتهُم تماثيل حِجارا  

.

والإسلامُ تدعي عِبادة اللهِ 

يعبدون الحجارة  مزارا 

.

ثقُلت العمامات فوق رؤوسكُم 

وما حملتها إلا عِقولٌ صِغارا 

.

صنعتُم لأنفُسكُم لباساً ابتِكارا 

وليسَ يِكُتُب السمواتِ مذكورا 

.

لم يجتمعُ الليل مع النهار 

كما لم تجتمِعَ الجنة مع النار 

.

كُلُ يومٍ تموت البشرُ ثُم تحيا 

كالشمس تغربُ ثُم ازدهارا 

.

عِير الله على الأرضِ كثيرةُ 

خسِرَ من ضلَ وفازَ من اعتبرا 

.

عُدنا إلى عصر الجاهلية 

والإسلام بات لنا سِتارا 

.

شعوب العرب تتباها بِرُعاتِها 

وأنياب الفُقرِ لأكبادهُم عَقارا 

.

عُذراً أيُها الحيوانات لِظُلمكُم 

شاةٌ على كلبٌ على حِمارا 

.

انحنت الجبالُ لصدقي 

وغارت خجلاً مني البحارا 

.

في الخفاء الكُلُ يؤيدوني 

وفي العلن خرساء الحِجارا 

.

صدوا عني العُلا بشعري 

وشعري يسقي من بهِ أُوَارا 

.

سيعلم العالمُ بعدَ موتي 

بأني خيرا من قالَ أشعارا  

.

ألزمتُ نفسي الكلام 

وأعلمُ بأن الكلامُ ضِرارا  

.

إذا جاءني على غفلةٍ بِخوفٍ

أصنعُ منهُ حِصانٌ  أو حِمارا 

.

الأقدار ليست كُلُ ما يُصيبُنا 

إنما البشرُ لبعضِها أقدارا 

.

لا أخشى الموتِ وأسبابهُ 

الموت مُقدرٌ  ولهُ اختيارا 

.

حذاري لِمن يكون لموتي شرارا 

إذا لم تُصيبكُم ناري تُصيبكُم جِمارا 

.

كُلُنا أحطابٌ على الأرض 

والنارُ نهِمة وليس لها مِقدارا 

.

أعملُ بقوت يومي عِشتُ فقيرا 

أنامُ على كف الله وعيني قريرا 

.


عن الكاتب

قادح زناد الحروف

التعليقات

طباعة ونشر وتوزيع ، ظهور إعلامي ، ورش أدبية
اشترك بالعدد الجديد من مجلة القلم الورقية للتواصل والاستعلام / 0020102376153 واتساب

اتصل بنا 00201023576153 واتساب

شاركونا الإبداع

جميع الحقوق محفوظة

دار نشر القلم للطباعة والنشر والتوزيع