دار نشر القلم للطباعة والنشر والتوزيع دار نشر القلم للطباعة والنشر والتوزيع

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة

الاستاذة مسعودي رفيقة من الجزائر .تكتب : تحدٍّ



وأنا في هذه الحياة بتقلباتها ومفارقاتها لم أجد أحدا كهذا الرجل  الذي التقيته في مركز التضامن الاجتماعي  كي يمدّني بالإرادة،  وبأن الحياة تستحق التحدي والمواصلة وتستحق أن تعاش بكل لحظة جميلة من لحظاتها .

رجل بألف رجل  ؛ رجل صار مثالي في التحدي ،أقولها بملء في ،بُتِرت رجله كاملة لم يبق إلاّ عظم خارج منها يتكئ به على عكازه بدلا منها وأظنها توجعه ،فيستند الى العكّاز بيده ويسيرُ راميا كلّ ثقله على رجله اليسرى .

رجل مثال في الصّبر والتّواضع والإحسان الى الآخرين .

وأجمل ماشدّني في هذه اللّوحة الانسانية المتفرّدة انسيابه بين المنتظرين أدوارهم ،ليقترب مني وأنا متهالكة من هذا الوباء الذي مس العالم بأكمله ،ويستلم مني  العطلة المرضية ليوثّقها في الحاسوب .

انسانية مابعدها انسانية ،جعلتني أقف وقفة معتدلة مع ذاتي المترهّلة أمام مصاعب الحياة ، تعلّمت درسا لايقوى امهر الدّكاترة على  تعليمي اياه، ليعود الى مكتبه فيوثق ويكتب في تناغم جميل ،وكأن الدنيا حيزت له.

 ابتسامته لاتفارق وجهه ،وتفانيه في العمل وحرصه على انهائه لكل عمل عالق وتوجيهه للمستفسرين والسائلين .

جعلني هذا الانسان المتبحر في الانسانية اهيم في الحمد وأعترف أمام نفسي أن الله جبل نفوسا على الارادة والتحدي .

صار عندي يقين مؤكد أنه بلغ مابلغ من الانسانية لأنه ملك قلبا راضيا مذعنا لله ،فأحس  بكل من سامه ألم أو حاجة ،فسارع لتقديم يد العون .

الكل في المصلحة التي يعمل بها يحبه ليس إشفاقا ولا عطفا و إنّما إكبارا وإجلالا واحتراما لأنه المبتلى الصابر والوجه البشوش والعامل الصادق والحافظ للأمانة التي أوكلت اليه ،والعارف بأن هذه الدنيا معبر للآخرة .

علمني درسا لاينسى ،وأجلسني في مقعد الشكر الذي لايجب أن انهض منه الا راضية  .

علّمني الحمد للواحد المعبود حمدا صادقا لايشوبه تردّد او اضطراب .

علمني قيمة العمر وفيم يجب صرفه ،علمني كيف يكون حب الله والمؤمنين وكيف يرتسم  الاخلاص لوحة تُكلِّم كل من لمحها ،علمني كيف أشيِّد  صروحا لنفسي لاتنكسر ولاتنحني ولا يخترقها عابث لاه في الحياة .

علّمني كيف يكون للانسانية عنوان لانضل بعده ولا نشقى .فطوبى لمن عرفوا فأيقنوا وسلّموا أمرهم الى الله ففازوا وتوكّلوا فكُفِيَت أرواحهم وشغلهم الله بحبّه فهانت عليهم الدنيا فعاشوا طمأنينة وسلاما أبديا .انها جنة الدنيا التي لايعيشها الاّ من حظي من الله بمنزلة .

جعلنا الله من الذين قالوا فأحسنوا وعملوا فأتقنوا وأيقنوا ففازوا برضوان الله .

الاستاذة مسعودي رفيقة من الجزائر .


عن الكاتب

قادح زناد الحروف

التعليقات

طباعة ونشر وتوزيع ، ظهور إعلامي ، ورش أدبية
اشترك بالعدد الجديد من مجلة القلم الورقية للتواصل والاستعلام / 0020102376153 واتساب

اتصل بنا 00201023576153 واتساب

شاركونا الإبداع

جميع الحقوق محفوظة

دار نشر القلم للطباعة والنشر والتوزيع