الكاتبة ضي الجلادي تصور : التلاشي 🌫

دائمًا ما تكون البدايات صعبة ، ثقيلة ، وربما مستحيلة.. 

ولكن شتان بين من انحاز للحِراك موليًا الأدبار للسكون وبين ذلك الذي اختار التقيد بأنفاسه العقيم... 

صعبة هي الحياة.. 

أليس كذلك؟!...

تصارع للبقاء لتندثر قواك أسفل ركام منسي سحيق ، أو ربما جبل صخري مهول استوطن ظهرك البائس الضعيف... 

عندها تلفت حولك.. 

أنصت إلى ما أقول والتزم الصمت... 

لن تجدي مراوغاتك نفعًا... 

أحسنت.. 

ماذا ترى؟!.. 

لا أحد أليس كذلك؟!.. 

كانت لآليء فاثنتين ثم واحدة لتخبو وسط اللاشيء تاركة حدقتين تغرقان في الظلام... 

من سينقذك الآن؟.. 

أجل..هذا صحيح...أحسنت يا رفيقي...إنها نفسك... 

إن لم تُخرس صرخاتك وتعقد العزم على النجاة فستسحق وينال منك حامل منجل الأهوال... 

ربما لم تنتبه بعد لكنني منذ لحيظات اشتممت رائحة رماد انبعثت من مقلتيه...

نعم.... 

إنه يراقبك..ينتظر وقوعك ليتم عمله وينتقل لفرد جديد... 

لا تكن هينًا حتى لو آلمك قلبك...أبكم تلك الصرخات واستجدي جسدك الأنان..إنها لحظات النهاية فإما حيًا أو محطمًا دونما مؤنس لآهاتك...

أتعلم...

لو لم أكن بداخلك لما استطعت المضي قدمًا...أنا باطنك وحازم أمرك..تنوح ويفوح اليأس من كبدك وأنا من يقاسي الأمرين هنا وسط ثقبك الأسود البغيض... 

إن لم تنجح سيقضى علينا...لن يأتوا ولن ينفعوك بشيء...هيا تشجع.. 

إلتقط أنفاسك.. 

أحسنت.. 

أنصت إلي يا صاحبي... 

كن لنفسك ملجأً أكن لك فارسًا مغوارًا يقتنصك من العدم... 

لا تغرق.. 

لا تكابر.. 

لا تتذمر... 

وإن ضاق صدرك أطرق أصفاد عالمي وسأحلها عنك... 

أغث نفسك بنفسك يا ابن آدم فلن يكون أحد سواه في عونك... 

تُركت وحيدًا وها أنت ذا تقف من جديد... 

وإن لم تفعل ستتلاشى يا عزيزي...مصيرنا بيديك...

أتراك ستنجح في هذا؟