ياسارقَ القلبِ من إنسٍ ومن جانِ
ارحم محبًّا فلا عسّافَ أو جاني
ياسارقَ القلبِ ما من نبضةٍ رفلت
قلبٌ تفطَّرَ من هجرانِكَ الثاني
اقرأ لي الكفَّ هل ما زلتُ في ضُللٍ
واقرأ كذاكَ إذا ما جئتَ فنجاني
هذي الطيورُ بُعيدَ الهجرِ قد رحلت
وانحتَّتِ الروحُ من جسمي واغصاني
زوجُ العزيزِ وأيمُ اللهِ تطلبني
كيما تُشدِّدَ عند السجنِ سجّاني
أضحى بعيدًا ولا أدري بحالتِهِ
حتى وجدتُ نزيفًا بالأسى الداني
يازارعَ الوردِ والريحانِ في كنفي
يا طيِّبَ القدِّ مثلَ الميسِ والبانِ
لا ما نسيتُكَ لمّا طارَ طائرُكم
إنّي ذكرتُكَ لو حاولتَ نسياني
تلكَ الأمانةُ أُعطيها على عجلٍ
تمَّت هناكَ فخذها دونَ نقصانِ
تفنى المحبةُ لا أدري وإن دُرست
تلكَ الوجوهُ وإن حُفَّت بأبدانِ
إلا ودادُكَ لا تفنى خوالجُهُ
أمّا سواكَ فقد أدعوهُ بالفاني
بانت هنالكَ نبضاتي على عَجَلٍ
بعضي تكوّم بين الهدمِ والبانيِ
يادمعةَ العينِ هل ما زلتِ في حجبٍ
عنّي تواري إذا ما شئتِ أو باني
من ذا سيمسحُ دمعاتي إذا انفجرت
من ذا سيمسحُ دمعَ الوالهِ الحاني
هذي الأثافي وفيها وطأُ أرجلِنا
كنّا صغارًا ونُرعى مثلَ غزلانِ
ما أجملَ الريحَ تلوي شَعرَ نخلتِنا
والتمرُ يسقطُ في جيبي وأحضاني
ما أجملَ النهرَ يأتي ضاحكًا جذلًا
يأتي يُسلِّمُ في طهرٍ وإيمانِ
ما أجملَ النحلَ في ورداتِ جدَّتِنا
قد عانقَ الزهرَ في داري وبستاني
أينَ الحبيبُ فاضحى الدهرُ مدفنَهُ
قدَّ الزمانُ من الإدبارِ قمصاني
ألفٌ وألفٌ وألفٌ مثلُها إئتلفت
ضدّي الحياةُ لترمي بالدمِ القاني
هذا البكاءُ رهابيٌّ بدمعتِهِ
حتى وسمتُ وصارَ الدمعُ عنواني
كُمّي تبلّلَ بل ثوبي بأجمعِهِ
حتى قطعتُ من الاثوابِ ارداني
لكنّما الحزنُ مكنونٌ ومدّخرٌ
لمّا سددتُ طريقَ الدمعِ أرداني
قد طلسمَ الدهرُ ما أبدى برقعتِهِ
ما كنتُ أفهمُ إسجوعاتِ كهّانِ
لم أشتمِ الدهرَ والأيامَ أقدحُها
طبعي الوفاءُ وما طبعي بلعّانِ
كلُّ البضائعِ في نشْرٍ سوى وجعي
يبقى خفيًّا ويبقى وسطَ دُكاني
دمعُ العزيزِ بأجفاني أكفكفُهُ
إنَّ الحبيبَ بما قدّمتُ أجفاني
بقلم سيد حميد عطاالله طاهر الجزائري العراق
شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة