دار نشر القلم للطباعة والنشر والتوزيع دار نشر القلم للطباعة والنشر والتوزيع

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة

عزة عبدالنعيم تكتب / بسم الله نبدأ



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 

بسم الله نبدأ 

ما أكثر الهِبات والعطايا من الرحمن الرحيم 

قال صلَّ الله عليه وسلَّم : إِنَّ لِرَبِّكُمْ عزَّ وجلَّ فِي أَيَّامِ دَهْرِكُمْ نَفَحَاتٍ، فَتَعَرَّضُوا لَهَا، لَعَلَّ أَحَدَكُمْ أَنْ تُصِيبَهُ مِنْهَا نَفْحَةٌ لا يَشْقَى بَعْدَهَا أبدًا 

رواه الطبراني 

والتعرض لنفحات الله هو التعرض لعطاءات الله العظيمة 

ولا شك أن هناك فرقًا بين العطاءات والخيرات . 

فعطاءات الله غير خيرات الله . 

فخيرات الله نأخذها بالحواس ويستفيد بها الجسم كالطعام والشراب 

لكن عطاءات الله تنزل على القلب الذي صلح وصفا وطهر وأصبح جاهزًا لنزول العطاءات من الله جل في علاه 

وفي هذه الأيام المباركة تنزل عطاءات من الله كأن يُنزِل الله السكينة في قلوبنا . 

قال تعالى : {هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ}. الفتح 4.

أو يُنزل الله في قلوبنا الطمأنينة 

قال تعالى : {أَلَا بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} الرعد 28

وأن يجعل الله في قلب المؤمن نورًا يمشي به في الناس : {أَوَ مَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ}الأنعام 122.

وغير ذلك من العطايا التي يمُنُّ الله بها على عباده في نفحات الدهر 

فعطايا الله عزَّ وجلَّ لا تُعدُّ ولا تُحصى . 

وماذكرنا من العطايا لا يساوي مثقالَ ذرة من العطايا الإلهية التي يتعرَّض لها الصالحون 

وذكر هذه العطايا لا يسعه وقت ولا تتحمله العقول .. وإنما ينزل من الخالق الأعظم عز وجل إلى قلوب الأحبة مباشرةً بدون واسطة .

نسأل الله عز وجل أن نكون من أهل هذه العطاءات أجمعين .

ويتعرض المسلم لهذه العطاءات بإغتنام نفحات الدهر والأيام المباركة والأوقات الفاضلة .. ويجب عليه أن يقوم بتجهيز القلب لتلقي العطاء الإلهي الذي لا يناله {إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} الشعراء 89

وقال الله في شأن الخليل إبراهيم : {إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ}الصافات 84

لا بد أن يكون القلب سليمًا من الحظوظ والأهواء ومن الميل إلى الدنيا الفانية وإلى الشهوات وإلى كل المستلذات ويكون له ميل واحد في الله ولله عز وجل .. فينبغي أن يكون حال المسلم كما قال صل الله عليه وسلم : لا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يَكُونَ هَوَاهُ تَبَعًا لِمَا جِئْتُ به .

فلنبادر جميعًا باغتنام الفرصة 

قال الله تعالى في سورة الفجر (وَالفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْر) .. الليالي العشر إختُلِفَ في تعيينها .. فقيل هى العشر الأواخر من رمضان كما في رواية ابن عباس .. وقيل العشر الأول من المحرم كما في رواية أخرى عنه .. وقيل هى العشر الأول من شهر ذي الحجة .. وهو القول الراجح 

و ورد في فضل العشر الأوائل من ذي الحجة حديث رواه البخاري يقول صل الله عليه وسلم : “ما من أيام العمل الصالح فيها أحبُّ إلى الله من هذه الأيام”، يعني العشر الأوائل من ذي الحجة قالوا : يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال :” ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بماله ونفسه ثم لم يرجع من ذلك بشيء” 

وحديث قال فيه أنس : كان يقال في أيام العشر بكل يوم ألف يوم ، ويوم عَرفة بعشرة آلاف يوم .

والعشر الأوائل من ذي الحجة لها كل هذا الفضل العظيم لأنها متصلة بالحج وفي نهايتها يوم عرفة وفضل هذا اليوم عظيم وكذلك فضل يوم العيد فهو أعظم حرمة عند الله لأن فيه الحج الأكبر 

وحتي ننال رضوان الله العلي القدير علينا بالإستعداد لهذه النفحة الإلهية من رب العالمين 

أولا : لا تترك في السجود هذا الدعاء ..

عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن النبي صل الله عليه وسلم قال : أوصيك يا معاذ ، لا تَدَعَنَّ في دبر كل صلاة أن تقول : اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك 

فلنقل الدعاء في السجود و أقرب مايكون المرء الي ربه وهو ساجد . 

ثانيا : الإستغفار ونية التوبة ..

وعن أَنسٍ رضي الله عنه قَالَ : سمعتُ رسولَ اللَّهِ ﷺ يقُولُ : قَالَ اللَّه تَعَالَى : يَا ابْنَ آدَمَ، إِنَّكَ مَا دَعَوْتَني وَرَجَوْتَني غَفَرْتُ لَكَ عَلى مَا كَانَ مِنكَ وَلا أُبَالِي، يَا ابْنَ آدمَ، لَوْ بَلَغَتْ ذُنُوبُكَ عَنَانَ السَّماءِ، ثُمَّ اسْتَغْفَرْتَني، غَفَرْتُ لَكَ، يَا ابْنَ آدَمَ، إِنَّكَ لَو أَتَيْتَني بِقُرَابِ الأَرْضِ خَطَايا، ثُمَّ لَقِيْتَني لا تُشْرِكُ بِي شَيْئًا، لأَتَيْتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً 

رواه الترمذي

ثالثا : أترك ما لا يعنيك .. 

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ : مِنْ حُسْنِ إِسْلَامِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لَا يَعْنِيهِ. 

رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ 

فلا تتدخل و لا تسأل فيما لايعنيك فإتقوا الله .. إن اللسان إما أن يجني لك خيراً إن استعملته بذكر الله وبطاعة الله ونطقت به للخير .. وإما أن يجني عنك شرا إن استعملته في الغيبة والنميمة والكلام المحرم .. وما أسهل الكلام  المحرم وما أسهل الغيبة النميمة على كثير من الناس 

إن اللسان من بين الأعضاء لا يكلف الإنسان ولا يتعبه فيتحرك الحركات الكثيرة ولا يتعب بخلاف الأعضاء فإنها إذا تحركت تتعب .. لذا اللسان خطره عظيم وشره وبيل إلا من اتقى الله وحفظ لسانه 

قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً* يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً ) 

رابعا : أغلِق القواطع على القلب .. 

والقواطع هى كل شيء يشغلك عن عن ذكر الله و قراة كتابه الكريم وعمل كل ما يقربك من الله فحن في محطات تقوية يشحن فيها قلب المؤمن بالإيمان ويعود منسوب التقوى للإرتفاع كلما إبتعدنا عن أشغال الدنيا الفانية .

أيضا من المشاغل الدنيوية أسمع من فلان عن فلان و أري فلان يعفل كذا و كذا و أتكلم عنه بالسوء لإن الله وحده يعلم مافى القلوب 

فلنكن جميعا لا أسمع .. لا أرى .. لا اتكلم 

خامسا : التمسك ب الصحبة الصالحة ..

قال تعالى : وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ۖ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا (28) الكهف 

 فأصبر نفسك هذه العشر مع أصحابك الذين يعبدون ربهم وحده ويدعونه في الصباح والمساء يريدون بذلك وجهه إجلس معهم وخالطهم ولا تصرف نظرك عنهم إلى غيرهم ممن أراد التمتع بزينة الحياة الدنيا ولا تُطِعْ من جعلنا قلبه غافلا عن ذكرنا وآثَرَ هواه على طاعة مولاه الخالق وصار أمره في جميع أعماله ضياعًا وهلاكًا للأسف وهو لا يدري 

سادسا : سلامة القلب ..

إن كان هناك من أذاك و أساء إليك قولا وفعلا وذكرك بما ليس فيك 

وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ 

سلِم امرك لله و إجعل أمرك إليه و توكل عليه فهو الكافي لمن توكل عليه وأستعن بالله وقاطع المؤذي و إبتعد عنه والله بصير بالعباد .. يهدي من يستحق الهداية ويضل من يستحق الإضلال وله الحجة البالغة والحكمة التامة والقدر النافذ . 

سابعا : اليقين التام بأن الله هو القادر .. 

فالله قادر قدير مقتدر أن يعطيني مهما بلغ الأمر فى مُخيلتي 

واليقين هو العلم التام الذي ليس فيه أدنى شك وهو ظهور الشيء للقلب بحيث يصير نسبته كنسبة المرئي إلى العين فلا يبقى معه شك ولا ريب أصلا وهذا نهاية الإيمان وهو مقام الإحسان .. والإحسان ان تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك .

واليقين هو التأكد التام بأن الله عز وجل سيرزق الإنسان بكل ما هو خير وكل ما يتمني و يريد من خير له وللغير 

قال سفيان الثوري :

و لو أن اليقين وقع في القلب كما ينبغي، لطارت القلوب اشتياقاً إلى الجنة وخوفا من النار .

كلنا فقراء إلى الله والله وحده هو الغني الحميد

كلنا ضُعفاء والله وحده هو القوي 

كلنا أذِلة و نحتاج إلى الله وهو وحده العزيز 

كلنا جهلة ظالمين لأنفسنا و للأخرين والله وحده هو العالم العارف القادر

ومتاع الدنيا مهما طال فهو قليل 

لكن متاع الآخرة بالإتصال بالله العلى العظيم و ب سُنة حبيبه خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد عليه افضل الصلاة هو الدائم و بلا نهاية 

قال ابن عطاء السكندري : 

" كن بأوصاف ربوبيته متعلقاً، وبأوصاف عبوديتك له متحققا ”.

فأوصاف ربوبية الله كثيرة ولكنها تلتقي في صفات الغنى والعز والقدرة والقوة .

كما أن صفات العبودية هي الأخرى كثيرة ولكنها تلتقي في صفات الفقر والذل والعجز والضعف .

نسأل الله تعالى أن يمُن علينا بالعطاءات التي تُصلِح حالنا في الدنيا وتسعدنا في الآخرة . 

تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال و صلاتنا و صيامنا وكل عام وانتم بالف خير .

اللهم امين يارب العالمين 

عزة عبدالنعيم


عن الكاتب

قادح زناد الحروف

التعليقات

طباعة ونشر وتوزيع ، ظهور إعلامي ، ورش أدبية
اشترك بالعدد الجديد من مجلة القلم الورقية للتواصل والاستعلام / 0020102376153 واتساب

اتصل بنا 00201023576153 واتساب

شاركونا الإبداع

جميع الحقوق محفوظة

دار نشر القلم للطباعة والنشر والتوزيع