لا تحسبي أني أحبك مثلما
تصف القصائد حين يكتبها الأرقْ
هي صورةٌ من ألف معنىً لم أجد
حرفا يلائمها ولا وصفا أدقْ
هي أبسط الحالات أرسلها لكي
تتهيئين لما سيأتي من غرقْ
فالحب أكبر والقصائد موجةٌ
متنفسٌ للبحر من شوقٍ أشقْ
فإذا قرأتِ على القصيدة أنني
أهواكِ معناه الفناء المستحقْ
وإذا إبْتَسَمتِ لصورةٍ شعريةٍ
فأنا هنالك قد سَكِرتُ من الشبقْ
وقطفتُ من واحات قلبيَ باقةً
وسكبتُ فيها من شذى ولهي عَبقْ
وعصرتُ من نبضي إليكِ وخافقي
خمرا ليأخذ من جوانحكِ القلقْ
وإذا استعرتُ مشبها فتأكدي
أني أقاربُ لا أقارنُ في النسقْ
فالبدرُ ينقصُ حُسْنَهُ الدفء الذي
يحويه حسنكِ والنعومة و الألقْ
ويَعِيْبُهُ ذاك الجفافُ فكلما
شاهدتُه لم ألقَ شيئا يستحقْ
وعلى خدودكِ كلما أمعنتُ لا
أدري بأيِّ مفاتنٍ قلبي اسْتَرَقْ
سحرٌ ترصّعَ بالجلالةِ فتنةً
سبحان مَنْ جمع الشروقَ مع الشفقْ
مهما تفننتْ القصائدُ واحتوتْ
صورا فذاك مدى البلاغة والورقْ
حوريةٌ لو شُبِهْتْ في خلقها
أو خُلْقِها كان انتقاصٌ مختَلقْ
فلتعذري أُفُقَ الخيال لشاعرٍ
لو خانَهُ التعبيرُ عندكِ والحدقْ
فهو الذي ما جَفَّ حِبرُ مدادِه
أو خانهُ في أي موضوعٍ طَرَقْ
لكنه حين الكتابة فيكِ لا
يدنو الخيالُ محاولا إلا احْتَرَقْ
والصمتُ في حرم الجمال فصاحةٌ
وأشدُ تبيانٍ وأبلغُ مَنْ نَطَقْ
بسام اليافعي
شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة